&FINANCIAL TIMES

إرهاب اليمين المتطرف يسمم أجواء بريطانيا.. بالكراهية

&ديفيد بوند وهلين واريل&&

بعد قتل متطرف من اليمين 51 من المصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، تلقى محمد كزبار مكالمة هاتفية مخيفة من مسافة تزيد على 19 ألف كيلو متر من مدينة لندن.&
يقول كزبار، رئيس مجلس إدارة مسجد فينسبيري بارك: "قال المتصل: "سيكون مسجدكم هدفنا التالي". تخيلوا شيئا كهذا. ربما كان جادا أو ربما لم يكن، لكن لا يمكننا المجازفة".
بالنسبة إلى مئات المسلمين الذين يرتادون بانتظام ذلك المسجد الذي يقع شمالي مدينة لندن، الذي شدد الإجراءات الأمنية بعد تلقي التهديد، أعاد الهجوم الذي حصل في كرايست تشيرش في آذار (مارس) الماضي، ذكريات تجربة القاتلة لرجال من اليمين المتطرف.&
قبل عامين، اتخذت بريطانيا أقصى حالات التأهب بعد سلسلة من الهجمات في لندن ومانشستر. دارين أوزبورن، الرجل الذي يبلغ من العمر 47 عاما، الذي كان قد تم تحويله إلى متطرف عبر الإنترنت، قاد شاحنة صغيرة ودخل بها على حشد من الناس- ما أسفر عن مقتل رجل واحد وإصابة آخرين. وقد أدخل السجن لمدة 43 عاما في شباط (فبراير) الماضي.&

التهديد الذي تلقاه كزبار من خلال المكالمة الهاتفية ليس الأمر الوحيد المتشابه بين الهجومين.&
الرجل المتهم بعمليات القتل في كرايست تشيرش، أسترالي ينتمي إلى الحزب النازي الجديد ويدعى برينتون تارانت، ذكر اسم أوزبورن وغيره من المجرمين الذين ينتمون لليمين المتطرف، بمن فيهم أندريس بريفيك الذي تسبب في مقتل 77 شخصا في النرويج في عام 2011، في بيان مكون من 74 صفحة نشره عبر الإنترنت، قبل الهجوم.

تمثل كل هذه الهجمات مجتمعة تحولا مقلقا طويل الأجل في التهديدات الإرهابية من اليمين المتطرف، التي ترغم مسؤولي الأمن في الغرب على إعادة تقييم الأسلوب الذي يستخدمونه في التعامل مع العنصريين البيض والجماعات النازية الجديدة، التي تعمل على تأسيس شبكات عالمية بشكل متزايد.&
يقول جيكوب ديفي، من معهد الحوار الاستراتيجي، وهو مركز فكري: "بدلا من أن يتم اعتبارها حوادث أو هجمات كراهية منفصلة، يجري التعامل معها باعتبارها جزءا من صراع يتعدى الحدود الوطنية".
في الوقت الذي ربما يبدو فيه الأمر متناقضا، يقول مسؤولو الأمن والمحللون إن المتشددين من اليمين المتطرف يستوحون أعمالهم الإرهابية من الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة، حيث يشكلون أيديولوجية قومية عرقية، ويستغلون النطاق الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية، لنشر تلك الأيديولوجية عبر الحدود.
من خلال استخدام منصات الدردشة المستندة إلى الألعاب مثل ديسكورد، تستهدف الجماعات مثل حركة العمل الوطني اليمينية المتطرفة المحظورة في بريطانيا، وجماعة أتوم وافين في الولايات المتحدة جمهور الشباب الأصغر سنا والأكثر دراية باستخدام التكنولوجيا، والذي ترجو أن تحشده لما ترى أنه كفاح طويل الأمد ضد التطرف الآخر، بحسب ما يقول مسؤولو الشرطة والأمن المقاوم للإرهاب.
في بريطانيا، يظل الإرهاب المستوحى من "داعش" هو أكبر تهديد للأمن الوطني. وفقا لإحصائيات وزارة الداخلية التي صدرت في العام الماضي، فإن أربعة هجمات من أصل 18 هجوما تم إيقافه من قبل وحدة الأمن والشرطة بين آذار (مارس) عام 2017 وكانون الأول (ديسمبر) من عام 2018، تم وصفها بأنها مؤامرات من اليمين المتطرف.

مع ذلك، فإن الرأي الذي يُجمِع عليه مسؤولو الشرطة والأجهزة الأمنية في بريطانيا هو أن التهديد آخذ في التزايد. يقول أحد كبار مسؤولي الأمن في بريطانيا: "الشعور العام السائد هو أن الأمور تزداد سوءا. العالم يصبح أكثر استقطابا".
الاستفتاء الذي أجري في عام 2016 حول الـ"بريكست" لم يتسبب بحصول انقسامات في الاتجاهات والمواقف العامة - بين المدن والمناطق الريفية، وبين عمال المصانع وموظفي المكاتب، وبين النزعة الأممية والنزعة القومية - لكنه كشف عن مدى عمق خطوط الصدع.
في المناخ المحموم الذي استمر حتى موعد التصويت، أطلق ثوماس ماير، من العنصريين البيض الذي اعتنق التطرف من تلقاء نفسه، النار وقتل عضو البرلمان جو كوكس المنتمية لحزب العمال، التي كانت تشارك في حملة تدعو إلى البقاء في الاتحاد الأوروبي، ومارست الضغط من أجل سياسة أكثر سخاء نحو اللاجئين. بعد أن وقف ماير أمام جثة الضحية، صرخ قائلا: "بريطانيا أولا. لنحافظ على استقلال البلاد. وهذا من أجل بريطانيا".
تقول ناز شاه، النائبة العمالية المعارضة عن برادفورد وست الواقعة شمالي إنجلترا وزميلة سابقة لكوكس، إن التوترات السياسية التي حصلت خلال العقد الماضي هي المسؤولة عن تصاعد أعمال التطرف بجميع أنواعها.&
وتقول: "الناس لا تثق بالسياسيين. تسبب الـ"بريكست" وسنوات التقشف الثماني أو التسع السابقة على الاستفتاء، في إيجاد فراغ تملأه الآراء المضادة للمؤسسة السياسية والمثيرة للفُرقة عبر الطيف السياسي".
وتيرة الحوادث التي تتسم بجرائم الكراهية ذات الدوافع العنصرية أو الدينية زادت بنسبة 44 في المائة في تموز (يوليو) من عام 2016، فور انتهاء الاستفتاء على الاتحاد الأوروبي، مقارنة بالشهر نفسه من السنة السابقة على ذلك، وفقا لوزارة الداخلية. توصلت بحوث منفصلة أجريت من قبل "تِل ماما" وهي منظمة مسؤولة عن مراقبة ورصد نزعة الخوف من الإسلام، إلى أن جرائم الكراهية التي تستهدف المساجد زادت بأكثر من الضعف بين عام 2016 وعام 2017 لتصل إلى 110. كما زادت التهديدات والمضايقات وغيرها من أساليب التخويف الأخرى بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الفترة نفسها، في حين زاد إلى الضعف عدد حالات جرائم الكراهية العنيفة ضد الأفراد.&
موقع فيسبوك حظر مجموعة من الأفراد والجماعات اليمينية المتطرفة في بريطانيا، بما في ذلك المرشح للبرلمان الأوروبي المهندس تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، لانتهاكه قواعد خطاب الكراهية المعمول بها في منصة التواصل الاجتماعي.
يشير أحد المسؤولين الحكوميين في بريطانيا، الذي تكلم شريطة عدم ذكر اسمه، إلى أن حوادث العنف آخذة في الانتشار، لأن ناشطي اليمين المتطرف يشعرون بتراجع التمثيل والإحباط بعد استنفاد ما يرون أنه يمثل القنوات الرسمية للاحتجاج.&
حقق الحزب الوطني البريطاني- وهو مجموعة متطرفة تميل إلى العنف العنصري - بعض النجاح الانتخابي في مستوى المجالس المحلية وعلى المستوى الأوروبي خلال العقد الماضي، إلا أنه فشل في الحصول على مقعد في البرلمان، وفي النهاية تعرض للتراجع بسبب الضغوط التي نشأت بعد الاقتتال الداخلي بين صفوفه. الحزب الوطني البريطاني انقسم الآن نحو جماعات مثل كتلة العمل الوطني وعصبة الدفاع الإنجليزي، اللتين لا تسعيان لتحقيق نفوذ لهما من خلال السياسة، بل من خلال الاحتجاجات وأعمال العنف.&
يقول مارك كوتيريل، عضو بارز سابق في الحزب الوطني البريطاني، إن الشباب الذين يتواصل معهم الآن يتخذون مسارا يعده عقيما بسبب عدم وجود أي بديل "بناء" أمامهم.
"هم منزعجون من فكرة أننا البلد الوحيد في أوروبا الذي ليس فيه حزب قومي أو حركة قومية. في فرنسا، أو بلجيكا أو ألمانيا، يمكنهم الانخراط والمشاركة في العملية السياسية. هنالك تلك الاحتجاجات في الشوارع، لكنني لست متأكدا من الوجهة التي يسلكونها فعليا. أنت تخرج إلى الشارع وتحتج وماذا بعد ذلك؟ هل تعود مرة أخرى إلى المنزل؟".

أبرز الجماعات المسلحة الأحدث هي حركة العمل الوطني، أول منظمة يمينية متطرفة يتم حظرها في بريطانيا منذ تأسيس الاتحاد البريطاني للفاشيين في عام 1940.&
وهي الجماعة التي ركزت الأجهزة الأمنية ورجال الشرطة المقاومة للإرهاب في بريطانيا اهتمامهم عليها: سلسلة من الدعاوى القضائية في عام 2018 أدت إلى إدانة 13 شخصا من أعضائها، في عملية وصفت من قبل جماعة حملة مناهضة للفاشية بأنها الأمل وليس الكره، "أكثر دعوى قضائية أهمية لأي جماعة يمينية متطرفة مارست أعمالا إرهابية خطيرة أو اتهامات بالعنف" منذ أوائل الستينيات.&
خلال مسار المحاكمات، ظهرت صورة جديدة لتهديد اليمين المتطرف: أكثر تنظيما وأكثر كرها وأكثر استعدادا للجوء إلى هجمات عنيفة لتحقيق أهدافه. تدور إحدى القضايا حول جاك رِنشو، وهو أبيض عنصري يبلغ من العمر 23 عاما اتُهم بأنه عضو في الحركة الوطنية، واعترف بالتخطيط لقتل روزي كوبر، النائبة العمالية عن وست لانكشاير، وضابطة شرطة.
على الرغم من أن هيئة المحلفين لم تتمكن من التوصل إلى حكم في نيسان (أبريل) الماضي، بشأن ما إذا كان عضوا في الجماعة، وهو أمر ينفيه، إلا أن رِنشو اعترف في وقت سابق بالتخطيط لطعن السيدة كوبر.&
تشعر الشرطة وجماعات الناشطين بالقلق من أن القضية تظهر أن المتطرفين اليمينيين يحرضون بعضهم بعضا الآن، لارتكاب هجمات أكثر عنفا بشكل متزايد.
يقول نيك لولز، الرئيس التنفيذي لمنظمة الأمل وليس الكره: "نحن في دوامة. قتل عضو في البرلمان لم يعد كافيا". تم الكشف عن مؤامرة قتل السيدة كوبر من قبل روبي مولن، عضو سابق في الحركة الوطنية تحول إلى مبلِّغ، الذي يعمل مع المنظمة. يجادل لولز بأن القضية توضح كيف كانت الشرطة وأجهزة الأمن بطيئة في الاستجابة للتحول في التهديدات.

يقول: "استغرق الأمر وقتا طويلا لفهم الكراهية المعادية للمسلمين وانتشار "الحرب الشاملة" ضد مفهوم الإسلام. الشرطة استطاعت القضاء على حركة للعمل الوطني بسببنا نحن، وبفضل بلاغات من الجمهور".
كبار ضباط مكافحة الإرهاب في بريطانيا يرفضون مثل هذه الاقتراحات، بحجة أنهم يدركون وجود الخطر منذ فترة طويلة.&
إنهم يقولون إن هناك تصعيدا في الأنشطة اليمينية العنيفة المتطرفة منذ الهجمات الإرهابية في عام 2017. نيل باسو، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة لندن، يصر على أن الضباط يجلبون "جميع إمكانات آلة مكافحة الإرهاب في بريطانيا" للكشف عن مؤامرات اليمين المتطرف المحتملة.
يعد الأكاديميون أزمة الهجرة في أوروبا أحد أسباب ظهور مجموعات اليمين المتطرف الدولية مثل "هوية الجيل". الحركة الأوروبية، التي نشأت في فرنسا لديها الآن فروع في جميع أنحاء القارة، بما في ذلك بريطانيا، وتشن حملات ضد ما تعده "أسلمة الغرب". وهي تشترك في الاعتقاد بأن الهجرة تهدد السكان الأصليين البيض في أوروبا، وتصفها بأنها "الإحلال العظيم" لهم.
تقول هذه المجموعة، التي توصف بأنها "الفاشيين خارج التيار الرئيس" بسبب هيمنة الأعضاء من الطبقة الوسطى، وعضوية الطلاب، إنها تستخدم وسائل سلمية لمناقشة الهوية والهجرة.&
بيد أنها تنظم أيضا معسكرات تدريب على الطراز العسكري، وفي بريطانيا، ارتبطت بأفراد لديهم خلفيات عنيفة بالنازية الجديدة.
أثارت جرائم القتل في كرايست تشيرش مخاوف جديدة حول هذه المنظمة عندما ذكر تارانت نظرية "الإحلال العظيم" في بيانه. وفي أعقاب ذلك، داهمت قوات الأمن في النمسا منزل زعيم فرع هوية الجيل في البلاد مارتن سيلنر، بعد أن تبين أن تارانت ربما يكون قد تبرع بمبلغ 1500 يورو للمجموعة.
نفى قادة فرع المنظمة في بريطانيا أي علاقة لهم بتارانت، وأصروا على أن ما حدث في كرايست تشيرش لا يمثل بأي حال أنشطة هوية الجيل.
يقول مسؤولو الأمن في بريطانيا إن منظمة هوية الجيل ليست على رادارهم، وتعتقد مجموعات الحملات المناهضة للفاشية أنها قد تكون في تراجع منذ فترة.&
ظهور المجموعة يؤكد اتجاها عاما أوسع. يقول لولز من منظمة الأمل وليس الكره: "قبل عشرين عاما، كان اليمين المتطرف في بريطانيا من القوميين البريطانيين. بسبب طبيعة الأيديولوجية المعادية للمسلمين، أصبحوا الآن جزءا من صورة أكبر مع تقارب المصالح".
يحذر ماثيو فيلدمان، مدير "مركز تحليل اليمين الراديكالي" الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، من أن الدردشات على الإنترنت خلف الكواليس لهوية الجيل "لا يمكن تمييزها" من بعض التحريضات الأكثر تطرفا على العنصرية العنيفة، ووصف صورتها الأكثر اعتدالا بأنها "دهان أبيض على إسبستوس أسود سام".
يقول البروفيسور فيلدمان: "إذا كنت تسبح في صراع عنصري وكراهية وتؤمن بحرب عرقية مقبلة، وتخرج من تلك البركة إلى ما يسمى العالم الطبيعي، فمن الصعب جدا ألا تبتل وألا تَعْلق بك تلك الأشياء".
كثفت وزارة الداخلية في بريطانيا جهودها لوقف تقدم التطرف اليميني نحو العنف. زاد برنامج الوقاية في الوزارة - الذي تم إعداده لتحديد الذين يتعرضون لخطر أن يصبحوا متطرفين قبل ارتكابهم أعمالا إجرامية - بشكل عجيب من إحالات المتطرفين اليمينيين المشتبه بهم من 968 في الفترة 2016-2017 إلى 1312 في الفترة 2017-2018. تظهر أحدث الإحصائيات أيضا أن نحو نصف الإحالات من قبل الشرطة وغيرها من الوكالات، في أقصى درجاتها من التدخل المعروف ببرنامج القناة، كانت مرتبطة باليمين المتطرف.
منذ عام 2018، تولى "إم آي فايف" MI5 أي جهاز المخابرات الداخلية القتال ضد الجماعات الإرهابية اليمينية المتطرفة، وهو الشيء الذي كانت تتركه في السابق لقوات الشرطة.&
يجري تشغيل عملياته من فرع مكافحة الإرهاب نفسه الذي يقود القتال ضد "داعش" و"القاعدة"، مع ضباط قادرين على الاستفادة من مجموعة كاملة من أدوات التحقيق المتوافرة في الجهاز الأمني.
عدد الحالات اليمينية المتطرفة والأفراد الذين يخضعون للتحقيق من قبل جهاز المخابرات، أدنى بكثير من متشددين مسلمين يبلغ عددهم ثلاثة آلاف، يعدون أشخاصا مشتبها بهم بقوة في بريطانيا.&
جهاز إم آي فايف تشارك وجهة نظر الوكالات الأخرى أن التهديد يتصاعد. قال أندرو باركر، المدير العام للجهاز، في وقت سابق من أيار (مايو) الماضي إن: "الأيديولوجية العنصرية هي الآن أكثر وضوحا وتتبنى بشكل متزايد تكتيكات إرهابية عدوانية".
بعد أن استطاعت الشرطة القضاء على قيادة العمل الوطني، يشعر مسؤولو السياسة والأمن والآن بالقلق حيال مجموعات جديدة في بريطانيا مثل شبكة مقاومة النظام، التي تنادي بعدم التسامح مع غير البيض، وتناهض غير الأسوياء باعتبارهم من المرضى.

كما هو الحال مع حركة العمل الوطني، فإن هذه المجموعات تستهدف الشباب من خلال منصات "معادية للحكومة" و"مشفرة بشدة"، كما يقول المسؤول الأمني. هناك أيضا صلات مع مجموعات دولية، مثل "أتوم وافين" في الولايات المتحدة، المتهمة بالتورط في أعمال عنف في أمريكا.
يضيف المسؤول الأمني: "هذه ظاهرة دولية، وليست محلية فقط. هناك أيضا درجة أعلى من الإلمام التكنولوجي - فهم أكثر ذكاء من المتشددين الآخرين. فمثل الجانحين جنسيا، يعرفون أن الناس يتصيدونهم على الإنترنت".
البروفيسور فيلدمان - وهو شاهد خبير في محاكمة زوجين من العمل الوطني أسميا طفلهما أدولف هتلر وسجنا لعضويتهما في جماعة محظورة - يؤكد أن المثل الأعلى الفلسفي للبطل اليميني يجعل المتطرفين اليمينيين بشكل محتمل أكثر خطورة من المتشددين في "داعش" أو "القاعدة".
يقول الأستاذ فيلدمان: "طريقة العمل المفضلة للعنف السياسي من اليمين المتطرف هي الذئب المنفرد. "القاعدة" في مظاهرها التاريخية أكدت حقا. . . الهجوم المذهل، الهجمات التي جعلت العالم يتوقف عن الحركة".
"بيد أن إرهاب اليمين المتطرف يستفيد من أسطورة أن الأفراد يشنون حربا عرقية، سوبرمان من النوع النيتشوي وفكرة من النوع الذي يرى أنه بدلا من أن تكون شخصا فاشلا سمينا يجلس أمام الكمبيوتر، فإن بمقدورك أن تخرج وتأخذ سلاحا وتصبح شهيدا أو بطلا".