قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد لقاء مطول مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس في منزل الأخير استكمل إلى مائدة العشاء إن أول أمر طرحته على دولته هو أن الأوضاع في المنطقة تتدهور، ولذلك، من المهم جدا ألا تسمح السلطة الشرعية لأحد من اللبنانيين، وباكرا، أن يزج لبنان في الأتون الموجود في المنطقة.


أضاف جعجع: "للأسف، رأينا أنه قد يكون للبعض نوايا من هذه الناحية، ولا يجب أن نقبل بأن نحرق لبنان من أجل أي أمر، سوى للدفاع عن لبنان فقط".

وحضر اجتماع الحريري وجعجع الوزيران السابقان ملحم رياشي من "القوات" وغطاس خوري مستشار الحريري.

وأوضح جعجع أن البحث تناول الوضع الاقتصادي والاجتماعي. وتوقفنا مطولا عند الموازنة. النقاش سيتواصل في لجنة المال والموازنة النيابية، التي تخرج بتوصيات، أما المناقشة الفعلية والتصويت الفعلي فسيكون في الهيئة العامة. ننسق مواقفنا إلى أبعد حد وبأدق شكل ممكن مع تيار المستقبل، لكي نتمكن من التوصل إلى أفضل موازنة ".

وتابع: "الموازنة ليست فقط موضوع أرقام. هو بالدرجة الأولى موضوع ثقة وصورة للدولة، وتصور عام للوضع الاقتصادي والمالي. لا يمكن أن تستمر الأمور على هذا النحو، بأن يسمح البعض لنفسه أن يعبث بأمور الدولة بشكل أو بآخر، دون حدود. هذا الأمر بحد ذاته، وأيا كانت الأرقام، يضرب كل الموازنة وكل الثقة. وإذا ضُربت الثقة لا تعود لدينا أي إمكانية، لا بمؤتمر سيدر ولا بغيره".

ورأى جعجع أنه "إذا رأى اللبنانيون في الداخل والدول المانحة في الخارج، عبر فريق أساسي داخل الدولة، أن هناك تشنجا حصل قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع، لم يعرف أحد سببه، وهو في الحقيقة بسبب أمور صغيرة كالتعيينات أو غيرها، فكيف تريدون لهذه الجهات أن تعطي ثقة؟ وبالتالي الإصلاح الفعلي يجب أن يبدأ من هنا. بأن يتصرف الفرقاء الأساسيون المجودون على طاولة مجلس الوزراء بمسؤولية. لا يستطيعون أن يتصرفوا بأشكال ارتجالية. علينا أن نبدأ بإعطاء إشارات أفضل في ما يتعلق بالإصلاح. حتى الآن، لا بالموازنة، ولا خارجها، تمكنا من إعطاء الإشارات المطلوبة. من هنا لا يتحسن الوضع سريعا. كنت أتمنى أن يبدأ الوضع بالأمس بالتحسن، لكنها ليست الحقيقة.

وأكد أنه "بات يجمعنا مع الرئيس الحريري تاريخ من النضال، بغض النظر عن "الطلعات والنزلات"، التي هي أمر طبيعي بين الفرقاء السياسيين. لكن في كل "الطلعات والنزلات" بقي هناك حد أدنى يجمعنا بشكل مستمر، وهو ما زال يجمعنا حتى الآن، وهو النظرة العامة للبنان وتمسكنا بالدستور واتفاق الطائف وبالدولة وتطبيق القوانين فيها وبحصرية السلاح بيد الدولة والحفاظ على الكرامة والسيادة الوطنية".

وسئل: هل طبخت طبخة التعيينات بعد جلسة الخمس ساعات بالأمس مع الوزير جبران باسيل وهل استبعدت القوات اللبنانية؟ وهل هذا هو سبب حضورك اليوم ؟

أجاب: "كان لي الوقت للتحدث بهذا الموضوع، لكنليس هذا هو سبب حضوري. الموضوع أوسع من ذلك بكثير، هناك نقاط أساسية رئيسية أبرزها الوضع العام في المنطقة الذي يحتاج إلى جهود كبيرة وموقف كبير لكي نجنب أن يُدخل أحد لبنان بما يحصل في المنطقة، والإدارة العامة للدولة التي هي غير سليمة. الباقي تفاصيل، وفي كافة الأحوال، يصبح موضوع كالتعيينات نتيجة وليس الأساس الذي هو طريقة إدارة الدولة ككل".

وعن احتمال استثناء القوات من التعيينات، قال: "لا نريد شيئا من التعيينات، ولكي يرتاح الجميع، نريد أن تتم هذه التعيينات وفق آلية، حينها نرتاح جميعا. فبذلك نعطي إشارة مهمة جدا بما يتعلق بالإصلاح. قولوا لي أي دولة في الكون ستصدقنا بأننا نريد إصلاحا، إذا خرجنا بتعيينات من مجلس الوزراء كما كان يحصل في السابق ، بأن يأتي وزير ما باسم ويسير به وزير آخر وهكذا. في حين أن الدول المانحة أو المواطنين، إذا رؤوا أنه في تعيين رئيس مجلس إدارة كهرباء لبنان المنتهي الصلاحية حاليا والذي كان يفترض أن يتم تعيينه قبل يومين، يتم طرح المواصفات ومن يحددها مجلس الخدمة المدنية، ودولتنا غنية بكل المؤسسات المطلوبة لكننا لا ندعها تعمل. إذا حدد مجلس الخدمة المواصفات المطلوبة لمنصب رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء لبنان، ، وكان متاحا أمام كل الشباب والشابات في لبنان أن يتقدموا لهذا الموقع، وترفع ثلاثة أو أربعة أو خمسة أسماء إلى مجلس الوزراء ليختار بينها الأفضل، إذا رأى أحد هذه الصورة، ومقابلها صورة غرف مغلقة تتم فيها محاصصات، أي صورة أفضل للبنان؟ لا نريد شيئا من التعيينات، بل نريدها وفق آلية معينة.

ورأى أن التغييرات التي تحصل في لجنة المال والموازنة هي مجرد اقتراحات، في حين أن الموازنة النهائية ترفع إلى الهيئة العامة. هناك بنود تتعلق خصوصا بالمصارف، ولا نعرف أين أصبحت. لا بد من استكمال البحث لكي نرى أين ستصبح في النهاية ونتمكن من احتساب نسبة العجز.

وقال جعجع إنه حين طرحت الضريبة على الودائع في المصارف، كنا أكثر من سار بها، وأقرت بأكثرية مجلس الوزراء، علما أن هذا الأمر لم يكن برغبة كاملة من المصارف. كما أننا أكثر من عمل لكي تقرض المصارف الدولة، بفائدة صفر أو واحد بالمائة، لكي يكون لدى الدولة وفرا مقدرا بين 600 و800 مليون دولار في السنة. أما موضوع الأملاك البحرية كما وعد وزير المالية، فإن مردود الأملاك البحرية سيكون هذا العام أكبر بكثير من العام الماضي لأنه تمكن من اتخاذ التدابير اللازمة.

سئل: تتحدثون عن حرب في المنطقة، في حين أننا في أكثر وقت هادئ، ما المناسبة لكي يكرر الأفرقاء اللبنانيون موضوع الحرب؟

أجاب: للأسف، بعض الفرقاء، وبشكل واضح جدا، قبل عدة أسابيع، أعادوا من خلال التصاريح التي أطلقوها، إدخال لبنان في المعمعة، وهاجموا السعودية والإمارات وغيرهما، في حين أنه ليس الوقت المناسب، ونحن على أبواب موسم صيف، وعلينا أن نهدئ الأمور.

كما أن السيد حسن نصر الله في آخر خطاب له كان واضحا جدا بقوله أنه لا يظنن أحد أنه إذا تعرضت إيران لأي ضربة فإن الأمر سيبقى محصورا بإيران. لكن يا سيد حسن، ما علاقتنا نحن؟ إن شاء الله لا يتعرض أحد لأي ضربة، وأقصى تمنياتنا ألا تتعرض إيران، لكن إذا لا سمح الله تعرضت إيران فما دخل لبنان؟ لماذا ندفع ثمن تعرض إيران لأي ضربة؟ هذا الكلام غير مقبول. من هنا، نحن نفاتح كل المراجع الرسمية بذلك، من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة والحكومة والمجلس النيابي، لكي يتحملوا مسؤولياتهم على هذا الصعيد.