& حمود أبو طالب

ما زال الرئيس رجب طيب أردوغان يفاجئنا بأقواله ومواقفه التي لا تليق برئيس دولة ولا يمكن استيعابها سوى في تصريحات رؤساء التنظيمات الخارجة على القوانين والميليشيات والعصابات المارقة. مخجل ومؤسف أن دولة كبرى في الشرق الأوسط تربطها بدول العالم العربي علاقات مهمة كالجوار لبعضها وعضويتها في منظمة التعاون الإسلامي، وتربطها معنا في المملكة على وجه الخصوص علاقات قديمة حرصنا على تطويرها بمجلس لتنسيق التعاون قبل وقت قريب، ومع ذلك يمارس رئيس هذه الدولة الاستفزاز والتهجم علينا حتى بعد انكشاف تورط نظامه في التآمر المباشر علينا عن طريق تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يحتضنه ويدعمه بالمال والسلاح والمنابر الإعلامية. كان حرياً به أن يخجل ويتوقف أو على الأقل يخفف من ممارساته القبيحة لكنه بدلاً من ذلك يتمادى بوقاحة وصفاقة متناهية.

خلال هذا الأسبوع سجل أردوغان موقفين يضافان إلى سجل مواقفه السيئة، فقد قام بالتهجم على الدولة المصرية بسبب وفاة الرئيس السابق محمد مرسي التي تعامل معها العالم بهدوء لأنها حادثة طبيعية، ما عدا أردوغان الذي كال الاتهامات لمصر وحاول استثارة واستعداء الرأي العام الدولي عليها، لكن مصر أهملته لأنها تعرف العامل المشترك الذي يربطه وثيقا بتنظيم الإخوان الإرهابي. بيد أن السوأة الأكبر هي تعليقه على تقرير المقررة كالامار بخصوص قضية جمال خاشقجي، وهو التقرير الذي فندته المملكة رسميا عن طريق وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير.

يقول أردوغان في تغريدة نشرها حسابه: «المسؤولون عن جريمة جمال خاشقجي سيحاسبون على هذا العمل وسيدفعون الثمن». وبالتأكيد تعرفون جميعاً ماذا يقصد ومن يقصد عطفاً على ما ذكرته تخرصات التقرير. يا سيد أردوغان: لقد تماديت كثيراً في التهجم على وطننا وقيادتنا وقابلنا ذلك بالحلم والتعقل والاتزان، لكنك تصر على تأكيد سوء نواياك تجاهنا بشكل لم يعد يقبل الشك. إنك تحرق مراكبك بحماقة عجيبة وستجد نفسك قريباً عارياً لوحدك وربما تلحق بمصير الحكام الإخونجية من زمرتك لأن شعبك بدأ ينتبه لألاعيبك ومتاجرتك به وديكتاتوريتك البغيضة التي تحاصره بها.

يا سيد أردوغان لدينا كثير من الأوراق التي يمكننا صفعك وتأديبك بها، لكننا مشغولون بما هو أهم منك في وطننا، فلا تجبرنا بحماقاتك إلى وضعك في حجمك الطبيعي.