أعلن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق نجيب ميقاتي، عقب اجتماع مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن المملكة ستمد يد المساعدة للبنان وستكون هناك خطوات سعودية قريبة تجاهه.


وقال ميقاتي، عقب مشاركته في لقاء مع العاهل السعودي، جمع كذلك كلا من رئيسي الوزراء اللبنانيين السابقين، فؤاد السنيورة وتمام سلام، إن الملك سلمان شدد على «ضرورة المحافظة على لبنان».

وأشار في تصريح لقناة «LBCI» اللبنانية، إلى «خطوات سعودية قريباً نحو الدولة اللبنانية تنسجم مع ما يتمناه كل لبناني مخلص»، مضيفاً: «السعودية ستمد يد العون للبنان ومجرد الزيارة اليوم ولقاء العاهل السعودي أعطيانا زخما بأن المملكة يهمها لبنان بكل أطيافه»، منوهاً إلى أن نحو 20 اتفاقا بين السعودية ولبنان هي قيد الإعداد حالياً.

من جانبه، قال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، إن إيران تحاول أن تستعمل لبنان ككيس رمل تختبئ وراءه.

وأضاف السنيورة، في مقابلة مع قناة «العربية»، «نحتاج إلى إيجاد المسافة الصحيحة بين الدولة اللبنانية وحزب الله»، مشيراً إلى أن «زيارة رؤساء وزراء لبنان السابقين للسعودية جاءت للحديث عن كل لبنان (..) وهذا لا يعني أننا ننطق بالنيابة عن طائفتنا فقط».

وعن اللقاء قال: «تباحثنا مع الملك سلمان حول ضرورة عودة السعودية لدعم لبنان واستقراره (..) نقلنا للملك سلمان طبيعة الوضع الصعب الذي يمر به لبنان».

وأكد أن لبنان اعتمد سياسة «النأي بالنفس» ولم يطبقها، معتبراً كلام حزب الله عن سياسة النأي بالنفس بقي «حبراً على ورق».

وكان ميقاتي قال ردا على سؤال: "لم اسمع من خادم الحرمين الشريفين كلاما خاص بالسنة الا عندما قال إن في لبنان فان رئيس الجمهورية ماروني ورئيس مجلس النواب شيعي ورئيس مجلس الوزراء سني، وعلينا الحفاظ على التوازنات لكي نحافظ على لبنان". أضاف: "لم يتوجه بكلام خاص عن السنة بل تحدث عن كل المكونات اللبنانية وتحدث عن التاريخ الذي يعرفه جيدا واهتمامه بكل الفئات اللبنانية من دون تمييز. ونحن لم نتطرق الى موضوع السنة بحد ذاته بل نتحدث عن حماية الوطن ككل، وهذا هو الاهم لدينا".

وردا على سؤال آخر أوضح ميقاتي: "لم نتحدث عن موضوع صلاحيات رئيس الحكومة، بل أكدنا، من موقعنا كرؤساء حكومة سابقين، دعمنا للموقع ولدولة الرئيس سعد الحريري بالذات، لان الاهم في الوقت الحاضر ان نعمل على انقاذ وطننا. نعلم جميعا الصعوبات التي تواجهنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وفي هذه المرحلة بالذات، نحن نشدد على ضرورة صمود البلد وتقويته، وهذا الامر لا يحصل بالمهاترات والشرذمة بل بالوحدة".

البيان الثلاثي

وصدر عن الرؤساء ميقاتي والسنيورة وسلام البيان الآتي: "كانت مناسبة طيبة اذ عبر خادم الحرمين الشريفين عن سعادته باستقبال الوفد المؤلف من رؤساء الحكومة السابقين والاستماع اليهم في ظل ما يهم لبنان وعلاقاته الاخوية مع المملكة العربية السعودية. وهو اكد على اهمية تعزيز العلاقات الاخوية التاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ولبنان وبين الشعبين الشقيقين ، واكد على الجهود الخيرة التي يبذلها اصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين الى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير، من تعزيز العلاقات الاخوية الوثيقة بين المملكة ولبنان.

واكد خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة القوي والثابت على لبنان واستقلاله وسيادته وعلى الحفاظ على، وصيانة اتفاق الطائف بكونه الاتفاق الذي انهى الحرب الداخلية في لبنان ، واكد على اهمية صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين بشى طوائفهم وانتماءاتهم وكل ذلك تحت سقف الدستور واحترام القوانين واحترام الشرعية العربية والدولية، وان المملكة لن تدخر جهدا من اجل حماية وحدة لبنان وسيادته واستقلاله .

وفي هذا المجال اكد خادم الحرمين الشريفين على اهمية اعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية واقدارها على بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها واراضيها ،وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين .

كما اكد خادم الحرمين الشريفين رغبته الصادقة بزيارة لبنان الذي يعتبره المنتدى الافضل في الوطن العربي ويكن له كل المحبة والتقدير وله فيه ذكرايات طيبة".

ولبى ميقاتي والسنيورة وسلام دعوة وزير الخارجية السعودي ابراهيم العساف حيث عقد لقاء في مكتبه في الوزارة في جدة بحضور وزير الدولة احمد بن عبد العزيز قطان والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري ووكيل وزارة الخارجية السعودية عدنان القيم. وجرى بحث في مختلف الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة .

وأقام الوزير عساف مادبة غداء تكريمية على شرف الرؤساء الثلاثة.الذين غادروا جدة عائدين إلى لبنان عصرا.