بلقيس دنيازاد عياشي

مع تزايد المخاطر المحتملة بشأن وقوع أزمة مالية شبيهة بما حدث في عام 2008، حينما انهار بنك «ليمان براذرز» الأميركي لارتباطه بسندات رهن عقارية قادته للانهيار وجر العالم معه إلى أزمة مالية كبيرة، عادت هذه الأيام نفس التحذيرات التي أطلقت في تلك الفترة، وفق صحيفة «إيكونوميك تايمز» الاقتصادية. ويتحدث المحللون هنا وهناك عن هذه الأزمة وتبعاتها، وكل يدلو بدلوه في موعد حدوثها، كما يسارع الخبراء لتقديم النصائح للشركات والأفراد حول الملاذات الآمنة التي يمكن أن توفر فرصة للنجاة من هذا الكابوس. ارتفاع كبير ومما يلاحظ في الفترة الأخيرة ارتفاع كبير لأسعار الذهب، هذا المعدن الأصفر يلجأ إليه الكثيرون باعتباره ملاذا آمنا إلى حد ما. ولمست أسعار الذهب أعلى مستوى لها على الإطلاق الأسبوع الماضي، لكن هل هذا يعني أنها حقا ملاذ آمن يحمي من المستثمرين في الأزمة العالمية القادمة؟، وهل حان الوقت لإلقاء نظرة ثانية على الذهب كفئة أصول، وخاصة صناديق الاستثمار الذهبية؟ توقف العديد من المخططين الماليين وخبراء الاستثمار عن التوصية بالذهب كأداة للتنويع بعد أن فقد المعدن الأصفر لمعانه في السنوات القليلة الماضية، لكن هل سيغير هؤلاء موقفهم الآن بعد أن عاد الذهب إلى بريقه ووصل إلى أعلى مستوياته منذ عدة سنوات؟ على الصعيد العالمي، تم تداول المعدن الأصفر عند 1503.30 دولارًا للأوقية في نيويورك.

خلق سيناريو انخفاض أسعار الفائدة في ظل فشل النمو والحرب التجارية سيناريو مثاليًا للمستثمرين في الذهب. وكان أداء المعدن الأصفر أقل من الأداء بالنسبة للأصول المالية الأخرى على مدى 3-4 سنوات وبدأ في اللحاق بالركب منذ عام الآن. رأي المحللين ويقول المحللون إن الزخم في أسعار الذهب سيستمر وبحلول نهاية العام، قد تصل الأسعار إلى رقم خيالي لم يسجل من قبل. الخبراء في مجال الاستثمار ليسوا مغرمين ببريق الذهب هذا حتى الآن، وهم يعتقدون أنه لا ينبغي الاستثمار في الذهب بتوقعات كبيرة. ويقول «غوراف مونغا»، مدير «بي أكس جي كونسلت»: «بالنسبة للمستثمر المحافظ أو المعتدل ليس من المنطقي الاستثمار في صندوق الذهب أو سندات الذهب أو صناديق الذهب المتداولة في البورصة لأن أسعار الذهب ارتفعت، فإن تخصيص 5 إلى 10 في المائة من الذهب يكفي». نصائح الخبراء اعتاد معظم مستشاري صناديق الاستثمار المشترك أن يطلبوا من المستثمرين عرض متواضع بنسبة 10 في المائة من الذهب لأغراض متنوعة، واعتادوا أن يوصوا بالذهب كآلية تحوط، لأنه من المفترض أن تثبت المحفظة عندما يحدث خطأ آخر. أثبت المعدن الأصفر قيمته خلال الأزمة العالمية في عام 2008، ومع ذلك، فقد منذ ذلك الحين سحره.

ويضيف المحلل «مونغا»: «لا يُنصح بإجراء مكالمات تكتيكية في الذهب لمستثمري التجزئة، لقد فات الأوان لإجراء مكالمة تكتيكية حيث ارتفعت الأسعار بالفعل. علاوة على ذلك، ليس الذهب أحد الأصول التي يمكن أن توفر لك متوسط عوائد جيدة، يجب أن يكون هناك فقط للتنويع». يعتقد «فيشال دهوان»، مؤسس شركة بلان اهاد أدفيزرس»: "أنه لا ينبغي للمستثمرين إضافة الذهب إلى محفظتهم لمجرد أن الأسعار عند أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات ويجب عليك إضافة الذهب إلى محفظتك استنادًا إلى خطة توزيع الأصول الأصلية». ويتابع: «الصناديق الذهبية ليست استثمارًا سيئًا، لكنها يجب أن تناسب محفظتك وإذا كنت مستثمرًا محافظًا يرغب في التوفير مقابل الذهب في مرحلة لاحقة من الحياة ، فمن الأفضل أن تمر عبر وضع محدد بدقة. ومع ذلك ، إذا كنت مستثمرًا قويًا ، فقد تبحث في الأسهم الدولية للتنويع، مضيفا : "إن سعر الذهب يعتمد أيضًا على الأسواق الدولية بحيث يكون مفيدًا». نصائح الخبراء تشير إلى الاستثمار في الذهب يبدو أنه تأخر، فأسعاره ارتفعت ولا مجال لنزولها في اي وقت قريب، لكن يمكن أن تكون منجية من هوائل الأزمة المالية الوشكية، وتقوم بدورها على أكمل وجه مثلما حصل في أزمة 2008 العالمية. *دكتوراه في الاقتصاد والتأمينات والبنوك

&