الحياة ليست كلها سعيدة ولا حزينة قد تمر علينا ساعات نشعر فيها بمشاعر الإحباط والحزن والاكتئاب، المبدع الحقيقي يعرف كيف يستفيد من عثراته وآلامه ويحول المصائب والمصاعب في حياته إلى دروس يمكنه من خلالها الاستفادة منها وخير دليل على ذلك ما نراه من المصاعب التي قد تمر على العلماء والمخترعين والرفض التام لمخترعاتهم في بدايتها ثم عزمهم وإصرارهم على استكمال الطريق، وإيمانهم أن الألم ليس إلا طريقاً للإبداع والإنتاج، فيستفيدون من أحزانهم وفترات هبوطهم ويأسهم، فيأخذون منها العبرة والدافع والطاقة ليعودوا لاستكمال أهدافهم المثمرة، ذلك الألم ربما يكون نفسياً أو جسدياً، ولكنه قد يفجر الإبداع والابتكار، والكثير من المبدعين اختاروا لحظة الألم ليصنعوا منها مجدهم ونجاحهم، وكلنا نؤمن لولا تضحيات الكثير من العلماء وصمودهم أمام التعصب للجهل لما تقدمت البشرية في مجالات كالطب والاقتصاد والمجتمع وغيرها.

يقول عالم النفس (ناثانيال باراندين) ينبغي أن نتعامل مع الخوف والألم ليس على أنهما مؤشران لنا لغلق أعيننا، بل لفتحهما أوسع وأوسع، فعندما نغمض أعيننا ينتهي بنا الأمر إلى أحلك مناطق الراحة، حيث ندفن هناك، لذلك فإن المبدعين والمخترعين معتادون دائماً على مواجهة التحديات ويقبلون بالتحديات على أنها محفز لبقائهم في القمة.

يقول أحمد أمين عن نعمة الألم: «إن الأديب كلما صهره الحب، وبرّح به الألم، كان أرقى أدباً وأصدق قولاً، وأشد في نفوس السامعين أثراً». لذلك فإن الكثير من المبدعين قد عانوا في طفولتهم من شظف العيش ونشأوا في ظروف صعبة، ولكنهم برزوا كمبدعين حقيقيين، وكان إبداعهم وسيلة للنجاح والتميز والابتكار.

ويقول الكاتب جينز في كتابه (قوة التفاؤل): «إن المتشائمين لا يخططون للتغير لأنهم لا يرون ضرورة لذلك، أما المتفائلون فيعلمون أن هناك ارتفاعاً وهبوطاً ولذلك فهم لا يصابون بالإحباط عندما يحدث هذا الهبوط، بل إنهم يخططون لمثل هذا الهبوط ويعدون طرقاً جديدة للتعامل معه».