•• زينت وجهي بالتهلل حين شهدت قبل أيام ليلة ثقافية استثنائية لأناس يؤخذ منهم علم الحياة.. أعادتني تلك الليلة البهيَّة لأيام طرَّزت مصابيح حياتي فامتد نورها بحجم الزمن.. أيام اكتمل فيها عمري واشتد عودي وانتشرت في مناكب الأرض.. أما لماذا تذكرت تلك الأيام؟!؛ فلأن متحدثاً تطرَّق إلى وجوب التدقيق في اختيار ما نتقبله من الآخرين وألا نلتهم كل ما يقدَّم لنا.

•• «حاطب الليل» الذي لا يبالي عمن يأخذ العِلم والحِلم والحِكمة؛ يصبح على ما يشاء الناس لا على ما يشاء لنفسه.. أما الذي يغيِّر نظرته للحياة بطاقة ممزوجة بين الأخذ والعطاء؛ فسوف يظل استقاؤه من الآخرين بحدود هو الفاعل المجهول لنجاحاته.. وبين حاطب الليل والآخذ بحدود؛ صولجان من المتعة والراحة ينشدها الكثير من البشر، أو عزلة عن الناس مثل آلة صماء.

•• ومن يجعل الدنيا أغنيته وأشعاره ظناً أنها السعادة؛ فسيتحول لشخص متآمر على نفسه.. أما من أراد تحولاً إيجابياً شاملاً في حياته؛ فلينعم بما جاد الله به عليه دون انتظار.. ومن أراد تحولاً إلى اليسر بعد العسر؛ فليؤمن أن الله يعطي ما نحتاجه لا ما نريده.. ومن أراد زوال قلقه على المستقبل؛ فلا يخشى ما يفعله به الغد، فكله بأمره سبحانه.

•• “البساطة” هي سر نجاحنا في الحياة.. نضحك من أقصى ركن في قلوبنا، ونبكي على كل شيء إنساني مؤثر.. وفي المقابل نشعر بالرعب خشية أن يخذلنا الناس.. بالارتياب لما نظنه جمالاً مفقوداً.. وبالرهبة احتراساً لما قد يساء فهم ما نقوله أو نفعله.. وبالوجل إتقاء جنون البعض بتحوُّل حيوتهم وحلمهم إلى سرقة مقيتة لأوقاتنا.. إنها المخافة الصحيحة كي لا تتحول أفعالنا إلى سماجة.