التعبير الوارد في العنوان قاله السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، وهو يشير إلى الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأمريكية ضد الحرب على غزّة، داعياً الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى أن «يتوقف عن إعطاء شيك على بياض لنتنياهو». ويحظى ساندرز بشعبية كبيرة لدى ما توصف «القاعدة اليسارية» للحزب الديمقراطي، وفي صفوف الشباب عامة، ومن باب الخيار المرّ بين «أهون الشرين»، كان لساندرز البالغ من العمر اليوم 82 عاماً دور في حشد تلك القاعدة اليسارية للتصويت لبايدن في الانتخابات الرئاسية السابقة لمنع عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، ولولا ذلك ما كان بوسع بايدن الفوز.

قارن ساندرز خلال مقابلة تلفزيونية معه أجريت مؤخراً «بين الاحتجاجات الحالية وتلك التي حدثت في أواخر الستينيات عندما احتج الطلاب الأمريكيون ضد حرب فيتنام، عندما كان ليندون جونسون رئيساً للولايات المتحدة، الذي قال ساندرز عنه: إنه «كان رئيساً جيداً في كثير من النواحي، واختار عدم الترشح في 1968 بسبب معارضة آرائه بشأن فيتنام»، وليس واضحاً ما إذا كان ساندرز، بهذا التذكير، على أي من الأمرين يحثّ الرئيس الحالي: أن يصرف النظر عن إعادة ترشيح نفسه مرّة ثانية، كما فعل جونسون، أو يعيد النظر في موقفه الداعم لخطط نتنياهو منذ بدء حرب غزّة، رغم «الغبار الكلامي» عن ضغوط تمارسها واشنطن للجم اندفاعة نتنياهو، خاصة نحو اجتياح رفح، لكن الواضح أنها «ضغوط» ليست جادة وغير مؤثرة.

ساندرز كان واضحاً وقاطعاً وهو يدعو لاتخاذ العبرة من الماضي، لأن «فيتنام أخرى» تنتظر بايدن وفريقه إن لم يتعظوا ويعيدوا النظر في سياستهم الحالية تجاه العدوان على غزّة، على خلفية الاحتجاجات الجارية في الجامعات الأمريكية والتي لا تقتصر على الطلبة فقط، وإنما يشاركهم أيضاً بعض أساتذة الجامعات، مشيراً إلى، أن سياسة بايدن تضعه في نفور «ليس من الشباب فحسب، بل الكثير من القاعدة الديمقراطية فيما يتعلق بآرائه بشأن إسرائيل وهذه الحرب»، وداعياً إلى، تذكّر أن سبب تظاهر الطلاب بهذه الأعداد الهائلة ليس لأنهم مؤيدون ل«حماس»، كما يروج الغاضبون من تلك الاحتجاجات، ويحاولون تقديم الأمر في الخانة المعهودة، بوصفه «معاداة للسامية»، وإنما لأنهم غاضبون مما تفعله الحكومة الإسرائيلية الآن في غزّة.

ومن «وجهة نظر سياسية ووجهة نظر أخلاقية»، دعا ساندرز، بايدن إلى التوقف عن إعطاء شيك على بياض لنتنياهو، وأن يدرك أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لم يكن مفيداً، وعلى صلة بذلك، فإن استطلاعاً للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» الأمريكية في 27 مارس / آذار الماضي، أظهر أنّ «55% من جميع الأمريكيين لا يوافقون على العمل العسكري الإسرائيلي، ويشمل ذلك 75% من الديمقراطيين».