فرصة حالية لا تُعوّض بعد استقرار الحالة الجوية، وجريان الوديان، برحلات المشي الجبلي، والتعرف إلى المناطق الطبيعية في بلادنا، حيث درجات الحرارة ما زالت غير مرتفعة، واختيار الوقت المبكر للذهاب إلى الجبال، حيث الوديان الجارية والمزارع والأعشاب مناظرها خلّابة تأسر العيون بجمالها، قرار موفق خاصة للأسر مع الأبناء.

كما أنها فرصة لا تُعوّض بتعرف الأبناء إلى مناطق الدولة وتعزيز الهُويّة الوطنية بمعرفة أجزاء دولتنا الحبيبة، والحياة الماضية كيف كانت أجواؤها، والأجمل التنسيق مع أهالي المناطق الجبلية واصطحابهم بالرحلات للتعرف أكثر إلى المسارات التي كان أهلنا يخوضونها مشياً، متنقلين بين المناطق، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة للسلامة، وعدم المخاطرة بقيادة المركبات في الوديان الجارية.

والأجمل وجود مسارات مخططة مسبقاً وأماكن مجهزة للهايكنغ في بعض المناطق، بحيث لا يمكن أن تضلّ الطريق، وتتبع العلامات الواضحة، وأخذ اللازم من مياه الشرب، للمشاركين في المشي، كي تستمتع بالأجواء، وبعض الأماكن تُكتب أسماؤها على ألواح بارزة كأسماء السدود، ومن الأفضل من الجهات المختصة الاهتمام بالوديان الجارية وتحديد مساراتها وتعريف السكان بها، وإضافتها معالم بارزة، خاصة التي تنشط بعد سقوط الأمطار وتظل المياه الجارية فيها لأسابيع، كي نخلق فعلاً سياحة جبلية للجميع، ويستمتع زوّار المنطقة بالتعرف إلى الأماكن بأسمائها، كي يعودوا لها مرّات ومرّات.

وأُفضل الأوقات للسياحة الجبلية بعد سقوط المطر واستقرار الحالة الجوية، حيث تنهمر الوديان من أعالي الجبال إلى السهول، وتشكل بحيرات جميلة يستمتع زائروها بالسباحة فيها، وأخذ قسط من الراحة بعد مسافات المشي بجانب جداول الوادي، فهي رياضة وسياحة وترفيه في الوقت نفسه، وتساعد على تشكيل ثقافة معرفية بالظواهر الطبيعية للأبناء الصغار، فتكبر معهم تلك المعلومات والذكريات، ليعودوا إليها بعد أن يصبحوا شباباً، ويعيدوا الذكريات مع أسرهم وأبنائهم.

وزيارة الوديان والتخييم بجانبها كانت ولا تزال جزءاً من أنشطة الأسر الإماراتية، وان قلّت أعدادها بسبب اختيار الأسر للسفر للخارج، إلا أن الكثير ما زالوا محتفظين برحلات الوديان وجهة أساسية لأنشطة الأسر.

ومن العادات الحسنة الاستمتاع بالأجواء الطيبة في بلادنا في أماكن مختلفة ومتباعدة، ويستقصي ويسأل الزائر لها مسبقاً كي يحظى بأجمل اللحظات، وحان وقت ترسيخها وتحديد المناطق وتسهيل الوصول إليها من الجهات المختصة، للمساعدة في تعريف الجميع بها سكاناً وسياحاً، حفاظاً على سلامة الجميع، وحفاظاً على العادة الاجتماعية الجميلة التي تعرف بمناطق الدولة وأجزائها الغالية.