كان الرئيس الأمريكي الراحل «وودرو ويلسون» يردد دائماً أن معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية هي أهم مظهر ديمقراطي من مظاهر تجربة الحياة السياسية الأمريكية، إلا أنها للأسف تتعرض دائماً إلى تدخلات وأساليب غير ديمقراطية.

هذا هو التحدي الدائم الأبدي للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتعلق بها العالم كل 4 سنوات.

ويخطئ من يعتقد أن هذه الانتخابات هي انتخابات أمريكية محلية، لكنها انتخابات كونية بامتياز يتابعها العالم كله، لأنها ببساطة تتعلق بالدولة الأقوى في العالم، والأكثر تأثيراً من ناحية القوى السياسية والقدرة العسكرية والثقافة الشعبية، والتأثير الإعلامي الكوني، والقدرة على امتلاك أحدث منتجات التكنولوجيا الحديثة.

لا ننسى أن قرابة 60 % من المكون النقدي من العملات المتداولة في العالم هي من الدولار الأمريكي، وأن أكبر حجم بورصة شركات في العصر هي في نيويورك من ناحية الحجم والتداول.

هذه الانتخابات تدخل هذه المرة في منعطف غير تقليدي.

المرشح الديمقراطي جو بايدن غير لائق صحياً، وهناك شكوك في قدرته على إدارة مهام الرئاسة بسبب تقادم العمر.

ومنافس بايدن، الرئيس السابق دونالد ترامب يواجه ما لا يقل عن 83 قضية جنائية في المحاكم المحلية الأمريكية، إن نجا من واحدة فيصعب عليه أن ينجو من الأخريات إلا بمعجزة.

المذهل أن من أهم القضايا في هذه الانتخابات الرئاسية ملف طريقة التعامل مع الهجرة غير الشرعية في البلاد، وهي قضية ذات أبعاد متعددة ومعقدة.

ترامب وحزبه مع الإجراءات الحمائية والأمنية الشديدة ضد المهاجرين غير الشرعيين.

بايدن وحزبه مع شرعنة وحماية المهاجرين من منظور إنساني والعمل على لم الشمل مع ذويهم المقيمين.

آخر استطلاعات الرأي تقول إن 40 % من أنصار بايدن يؤيدون أفكار ترامب في منهجه، وفي العمل على ترحيلهم جماعياً حتى لو كان بشكل قصري.

عقدة العقد لا أحد يعرف كيف سيتم حلها؟!.