كان يفترض أن ترسل حماس وفداً إلى القاهرة اليوم ليقدم ردها على مقترح الاتفاق المقدم من الوسطاء.

فماذا كنا نتوقع؟

أن تنتهي المأساة في غزة، كما يعتقد المتفائلون، ويكون هناك وقف لإطلاق النار، ويفرج عن المحتجزين، ويخلى سبيل السجناء والمعتقلين، وتستمر المفاوضات في مصر للبحث في الاتفاق النهائي، ذلك الذي يقال بأنه سيصل إلى حل الدولتين، كما ذكر بلينكن ورئيسه بايدن، ووعدا بأن جهود الإدارة ستتركز على هذا الحل!

تلك أمنية، يتمناها سكان غزة، حتى يخرجوا إلى النور بعد سبعة أشهر من العيش بين أنقاض البيوت المهدومة والقتل اليومي، والجوع الذي يأكل أحشاءهم، ولكن لرئيس وزراء إسرائيل أمنيات أخرى، وللحركة الإخوانية الدولية وفرعها في غزة أحلام تتجاوز الأمنيات، وقد استبق نتانياهو رد «هنية» برفض وقف إطلاق النار الدائم، والتوقف عن اجتياح رفح، مؤكداً أن جيشه سيدخلها سواء تم الاتفاق أو لم يتم، وأن قواته ستبقى في غزة، وحماس مصرة على بقاء القطاع تحت سيطرتها، وكأنهما لم يشبعا من سفك الدماء، وما زالا يتنافسان على هدفين مختلفين في الأسلوب، ولكنهما متفقان في النتيجة، وهي تسجيل أكبر رقم ممكن من الضحايا لهذه الحرب التي بدأت عبثية، وستنتهي بتنفيذ خطط أعدت منذ زمن بعيد!

عندما يكون الطرف الأول متطرفاً ويقوده أمثال نتانياهو وبن غفير وسموتريتش لا تتوقعوا اتفاقاً نهائياً، فهؤلاء يحاولون وبشتى الطرق إثبات فكر أسسته وكالة «هرتزل» أواخر القرن التاسع عشر، والطرف الثاني يقودهم تلاميذ حسن البنا وسيد قطب، والطرفان لا يلتفتان إلى الدم والموت بقدر اهتمامهما بحجم المكاسب التي تتحقق.

نتانياهو يتمسك بقشة لينجو من الغرق، والإخوان يتمسكون بما يعتبرونها فرصة انتعاش لهم بعد هزيمة 2013، حيث أعادتهم هذه الحرب إلى الواجهة العربية والإسلامية مجدداً، والضحية هم من نراهم تائهين في العراء.