عندما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، قبول استقالة مندوبة امريكا في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، احتفل الإعلام الإيراني، المحافظ والمعتدل على السواء، إذ أن هيلي أعلنت منذ اليوم الأول، بأن هناك شرطيا جديدا، في إشارة إلى أوباما، الذي تعامل مع الدول المارقة، ومن ضمنها إيران، بنعومة، وقد عبرت عن ذلك صحيفة اعتماد الإصلاحية، التي وصفت هيلي بأنها: «الأكثر عداء لإيران في إدارة ترمب»، وأضافت الصحيفة أن هيلي: «بذلت كافة جهودها لإحراز أهداف معادية لإيران»، فلم ينس الإيرانيون أنها- وفي خطوة جرئية- جمعت سفراء البلدان المختلفة في واشنطن، للإعلان عن وضع إيران صواريخها تحت تصرف اليمنيين، وذلك من أجل إعداد إجراءات مناهضة لطهران في الأمم المتحدة.

أيضا، تتذكر طهران دور هيلي القوي في انسحاب أمريكا من الإتفاق النووي، إذ أنها من أكثر الشخصيات تأثيرا على ترمب، وقد هاجمت هيلي الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، التي تدافع بشراسة عن الاتفاق، فقد قالت هيلي، في لقاء لها على قناة فوكس نيوز، بأن دوافع موغيريني في الدفاع عن الاتفاق هي الأنانية والغطرسة، وليس الحرص على حماية مصالح دول الاتحاد الأوروبي، أما أكثر ما أغضب إيران، فقد كان عندما عرضت هيلي، أمام الإعلاميين والرأي العام، صواريخ الحوثي الباليستية، التي وجهت للمملكة، وعندما قال ترمب بأن هيلي قد أعادت الهيبة لمنصب مندوب أمريكا في الأمم المتحدة، فقد كان يصف هذه النجمة السياسية الصاعدة، التي، قبل انتقالها للأمم المتحدة، انتخبت حاكمة لواحدة من أهم الولايات الأمريكية، ولاية جنوب كارولينا - كثالث شخصية من خارج العرق الأبيض يفوز بمنصب حاكم لولاية جنوبية، وخلال عملها كحاكمة، استصدرت تشريعا تاريخيا، له حكاية يجب أن تروى.

في عام 2015، قتل شاب عنصري أبيض مجموعة من السود، وهم يتعبدون في كنيسة، في مدينة تشارلستون، بولاية جنوب كارولينا، وقد استطاعت الحاكمة الشابة، نيماراتا راندوا، التي غيرت اسمها لاحقا، ليصبح نيكي هيلي، أن تستصدر تشريعا بإنزال العلم الكونفيدرالي من على مبنى عاصمة الولاية، وهذا العلم يرمز للعنصرية، إذ كان علم دولة الولايات الكونفيدرالية المتحدة، وهي الولايات التي انفصلت عن الولايات المتحدة الأمريكية، وأسست دولة مستقلة، احتجاجا على تحرير السود من العبودية، في منتصف القرن قبل الماضي، وجدير بالذكر أن هذا الإنجاز زاد في سطوع نجم هذه السياسية الشابة، التي ولدت في مدينة صغيرة تسمى بامبرق، بولاية جنوب كارولينا الأمريكية، في أحد أيام شهر يناير للعام 1972، لعائلة هندية سيخية، هاجرت من البنجاب في الهند إلى العالم الجديد، ولم يكن الوالدان يتوقعان أبدا ما تخبئه الأيام لهذه المولودة الجديدة، التي شقت طريقها بقوة في أرض الأحلام، ويتوقع كثير من المراقبين أن تصبح نيكي هيلي ذات يوم، أول رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية.&