في إحدى الندوات عن &الحريات الإعلامية &مع "" مؤسسة &القرن القادم "" قال لي أحد الصحفيين &من الأصل السوري .. بأن سوريا دولة علمانية والدليل على ذلك أن &الحكومة السورية أعطت المرأة كل الحقوق بما فيها حق &الخلع؟؟؟؟&

لن أدخل في متاهة هل هناك دولة &عربية &ديمقراطية &واحدة & تعمل بقوانين علمانية ؟؟؟؟ &وهل أي من التشريعات المعمول بها &لا تخضع &للتبريرات &والتأويلات الدينية &وتخلع &صفة القداسة &المرتبطة دوما بها & التي &وعلى مر الزمان رسخت &في المجتمعات &كثقافة مقبولة &حتى مع ُخلوّها &من المنطق أو &المعقول؟؟؟ & بحيث وصلنا &لحالة من &الخلط في المفاهيم &والضبابية لتقبل &الكثير من المتناقضات التي لا ُيقرها عقل ولا دين؟؟&

سأبدأ &بأهم التصنيفات الإجتماعية &التي تستند إلى واقع الحياة &التي تعيشها &المرأة &في كل الدول &العربية .. ولنعترف بأن هناك فجوة عميقة بل وتزداد ُعمقا بين &إمرأة &ترعرعت &في أعلى الهرم الإجتماعي . وبين إمرأة في ذات العمر &ترعرعت في أسفل هذا الهرم . فحتى &فرصها في التعليم قد تكون أقل إن لم تكن معدومة!!! ناهيك عن &فرصها الوظيفية.

علينا الإعتراف &الصادق &بمساهمة الفقة&بإعطاء صورة &سلبية &عن المرأة وعن الدين؟؟؟ من خلال ربط صورة المرأة &بتأويلات لا تنتمي لإية إنسانية &رسّخت &لثقافة &دونية المرأة &وتحقيرها &في المجتمعات الإسلامية .. &حين جعل المرأة قاصر وغير راشدة تخضع طيلة عمرها للولي &.. والوصاية حتى من أصغر أبنائها .. حرمها من حقها في الثقة بالنفس &والإعتماد على النفس .. &وبحاجة دائمة & لقوامة ووصاية الرجل .. صورّها &فقهاؤه كشيطانة &ومصدر فساد &ونجاسة &ُتفسد الوضوء و يجب حجبها &وعزلها &وعليها &الطاعة العمياء للذكر سواء كان أبوها .. أو أخوها ثم زوجها؟ فهي مجرد متعة &تُلاحقها اللعنة &إن تمنّعت &.. كل خدماتها &فقط مقابل &أكلها وشربها ؟؟؟؟؟ وبعد كل هذا &يقولون &بأن أغلب النساء في جهنم ؟؟؟ & أكبر دليل على ما اقوله &ظاهرة عدم المصافحة &التي أنتشرت & بعد &تصاعد الإسلام السياسي .. في ذات الوقت الذي أفتوا فيه &بفتوى إرضاع الكبير .. ..وقضايا الطلاق والنفقة &في المحاكم &وإستمرارها لسنوات.. &

نعم فقهاء السوء الذي توافقوا &بالإجماع &لكل ما يتصل بالمرأة بينما إختلفوا في الأمور الأخرى .. &أثّروا سلبيا &في تشكيل الوعي القادر على &التمييز بين ما ينفعه &وماهو ليس بصالحة .. وشكلوا &فكرا قائم على &متناقضات &كبيره &وثقافة تدافع حتى عن &القتل &بتبرير ات &تستند إلى تأويلات فقهية ؟؟؟ &ترافقت مع &عودة الإسلام السياسي &التي &رافقها &ظهور العديد من السلبيات المجتمعية &نتيجة ترويجهم لما سبق .. بحيث &وفي القرن الحادي والعشرون ,عادت الأفكار الرجعية ... ورافقها &تهميش وتحجيب &وتغييب المرأة وتركها &فريسة &تنهشها &أيادي الرجال &وينهش &سيرتها المجتمع & مما شل إرادتها .. &وحرم &نصف المجتمع من &العدل والمساواة فكيف نأمل بتطور &هذه المجتمعات &بينما تنعدم فيها العدالة &والمساواة والحريات &؟؟؟؟&

الطريق &السريع والمباشر بدل الإنتظار لسنوات عقيمة أخرى .. &تبدأ من نزع القداسة &عن الفقه والفقهاء .. نزع القداسة عن كتب التراث ورميها في سلة &المهملات .. رفع القداسة عن &كتابي البخاري ومسلم .. وفتح &حوار صادق &عن كيف نستطيع أن نتماشى مع العصر &وما هو الأكثر فائدة لهذه المجتمعات ... هل الدولة الدينية التي نتلحف بها ونضمنها بكل &القوانين &المتصلة بالمرأة.. &بحيث أصبحت دول &فتاوي أكثر منها دول قوانين .. أم الدولة العلمانية التي يتساوى فيها البشر .. &مترافقا مع منهج تعليمي &يستند إلى الحقوق العالمية &للإنسان والمرأة &.. وربط &قوانين &الأحوال الشخصية &مع القوانين العالمية &.. &&

الباحث الموضوعي &في هذا الموضوع تحديدا &سيصل إلى نتيجة حتمية .. مفادها أن &العلمانية &أنصفت المرأة مئات المرات أكثر من الأديان.. والموضوعية ُتحتم الإعتراف بأن &كل الأديان تشاركت في إله واحد .. وأنها كلها كانت ثورة في زمانها وأمكنتها .. حاولت من خلال قوانينها &أن ُتيسّر الحياة &لمجتمعاتها .. &وتحد من الصراعات &بين &أفرادها &وُمعتنقيها،& ولكن وللحق &بأنه وفي هذا الزمان والعصر والأوان تتغلب العلمانية &على كل الأديان &في ترسيخ &التعايش من خلال &الديمقراطية التي &تستند إلى قيم العدالة للفرد والعدالة الإجتماعية & والحرية.. بل الحريات &المتنوعة إبتداء من &حرية العقيدة وحرية الخروج منها أيضا &بلا عقاب وبلا خوف .. &والمساواة بين البشر.. الرجل والمرأة &وجميع أفراد المجتمع &بغض النظر عن اللون والجنس والعقيدة ... الديمقراطية ُترسّخ للحق الفردي &في الإختلاف &وتحترم قدسية الإنسان &والأديان .. في أماكن العبادة .. أما في الفضاء العام &فالكل يخضع لقانون واحد يتساوى امامه الجميع....&

ولكل من يعتقد بأن الخلع حق عادل &للمرأة .. أقول بأن الخُلع &هو &خلع كل الحقوق عن المرأة &.. لأنه يجبرها على إعادة &كل ما قدمه لها الزوج &والتنازل &عن ُفتات حقوقها &المادية في مؤخر الصداق ونفقة &الثلاثة اشهر المعتمدة في حال &كان الزوج هو من ُيطلّق .. وللتنازل &عن حضانة &أطفالها إذا ما أصر الأب على حقه في حضانتهم .. أضف لذلك حقه في إستعادتهم في حال زواجها .. &بينما من حقة &الزوج بمثنى وثلاث ورُباع؟ &