"الأغبياء هم الذين لا يتعلمون من أخطائهم، الأغبياء&& & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & & &&لا يغيرون آرائهم، أما الأذكياء فينتقون أفضل الحلول" .&فهد عامر الأحمدي

تتناقل&وسائل الإعلام&المعنية&بما يجري في سورية،&منذ يومين،&أخبار&التهديدات التركية الأخيرة&بخصوص شرق الفرات،&وجاء في سياق&الأنباء&أنّ القوات الأمريكية انسحبت بشكلٍ&كامل من قرية المنبطح غربيمدينة&تل أبيض،&التي تسيطر&عليها وحدات&الحماية الشعبية،&التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي&PYD، وأزالت العلم الأمريكي من المنطقة، دون معرفة أسباب ذلك،&ولمن يتابع الأحداث الخاصة بالمناطق الكردية سيعرف&بأنها&نفس الخطوات التي قامت بها القوات الروسية&قبيل الهجوم&التركي&على&منطقة&عفرين&في&الشهر الثاني&من العام الجاري،&إذ&قبل بدء&الهجوم على&المنطقة&انسحبت القوات الروسية الموجودة في نقطة كفرجنة إلى داخل مناطق&سيطرة&النظام السوري،&وكانت&تلك&الخطوة&الروسية&بمثابة ضوء أخضر&روسي&لتركيا،&ورسالة تفيد بأنه صار بمقدورتركيا قصف المنطقة والهجوم عليها بعد انسحاب الجنود الروس من نقطتهم العسكرية في عفرين؟!

وحيال&الاحتمال الكبير لتكرار نفس الخطوات الخرقاءمن قبل&قيادة&حزب&PYD،&ذكرتني الوقائع&ببعض&ما ورد في&دراسةٍ&للباحث اللاهوتي مسعود دالبوداك&والمسماة "رحلة العقل الكردي"&وذلك في&إشارته إلى أن غلبة العقل الاعتقادي لدى الكردي على العقل المنطقي لديه هو السبب الرئيسي لسقوطه مرةً&تلو الأخرى في مسيرته المتعثرة، فالكردي حسب دالبوداك،لا يتعلم من دروسه السابقة إلاّ&نادراً؛ ولكن المشكلة في إشارة دالوبداك&هي&في تركيزه&على الناحية الدينية والتأثير السلبي للعقل الديني عليه&فحسب، بينما&نرى بأن&العقيدة السياسية إن تجسدت على شكل الوثن،&فلا يقل ضررها عن الاعتقاد الديني المتطرف&في كل جوانبه، ومثالنا على ذلك أن سطوة العقلية الأوجلانية وتأثيرات&تلك&الفلسفة السياسية&لم&تكن أقل خطورة على الكرد من سطوة العقيدة الدينية منذ اختلاقها.

وبما أن فلسفة&زعيم حزب العمال الكردستاني،&عبداللهأوجلان،&لم تكن إلاَّ وبالاً على الكرد منذ&إيجادها، فلا بأس بتغيير المنهل الفلسفي إذا&ما&كان الهدف منه الإنقاذ والخلاص، وبخصوص ترك&تلك&الفلسفة البشرية واللجوء إلى فلسفة ذوي القوائم والقوادم، فسبق ولمّح الكاتب&"زاغروس آمدي"&بأن&البهائم إذا ما شعرت بأنها غير قادرة على التغلب على خصومها تتحاشى الصدام معهم أو على الأقل تتحايل للتهرب من&المواجهة المباشرة مع أولئك الخصوم أو&المعتدين؛بينما بعض المغرورين من ساسة مجتمعنا&فهم&مستمرون في دفع خيرة الشباب الكردي باتجاه معارك يعرفون سلفاً بأنها غير مجدية؛&لذا نقول فيا حبذا لو&عوّلوا&على&فلسفات البهائم،&طالما أنهم لم يستفيدوا من فلسفتهم&السياسية&طوال السنوات الماضية.

ولا ريب أن الضعيف المقر بضعفه وهزاله لا يُعاتَب إن لم يقدر على صد غارة أو قطع دابر فتنةٍ&مدمرة، أو إيقاف غازٍ أو منع وقوع الضررِ بالأنفس أو بالمال والممتلكات المنقولة أو غير المنقولة؛&حيث ما&تزال مقولة اعرف حجمك&قاعدة حياتية جوهرية في الحياة&العسكرية والسياسية والاقتصادية،&لأن في&عدم معرفةالمرء&لحجمه وقدراته،&يكون&حينها&عرضة للهلاك في أي صراعٍ&بين القوى الكبرى التي يلعب معها، وهو الصغير الذي لا قدرة له على التأثير على أي&قطبٍ&من الاقطاب المتصارعة التي احتاجت&لاعباً احتياطياً مثله في ظرفٍ&ما،&إلاّ أنه&بناءً على استخدامه المؤقت&يأخذ به الزهو والتكبر،&فيظن في&لحظة الطوسنة العقائديةبأنه غدا لاعباً كبيراً ولا بد للأقطاب الكبرى من الحاجة إليه؛&علماً أن الإنخداع والوهم هو ما أرداه الى هذا التصور المخالف لحقيقة ما هو عليه، وكمثالٍقريب:&فمثلما تخلى&منذ بضعة أشهر&الروس والإيرانيين&عن&PYD&في عفرين لصالح اللاعب الأكبر في المنطقة،&ألا وهو&اللاعب التركي،&فمن السهولة بمكان&إعادة&الكرة من جديد،&ويتم التخلي&هذه المرة عن&PYD&من قبل الأمريكان لصالح تركيا في&بعض أو كل&المناطق التي&يسيطر عليها&الحزب المذكور&شرق الفرات.

كما&بات جلياً أن&من البديهيات&المساوماتية في عالم السياسة القائمة على دعائم الاقتصاد،&التضحية بالتجار الصغار أمام دهاقنة المال، ومعلوم أن&الأسماك الصغيرة معرضة دائمة للنهش من قبل الحيتان الكبيرة، ولكن المصيبة هي ليست فيمن يحب أن يرى نفسه منهوشاً،&إنما فيمن لا يعرف حجمه&قط&ومع ذلك يورط الآلاف&معه في لعبته مع الكبار،&مدّعياً&البطولة&الكاذبة من دون&أن يعي خطورة ما&يقترفه&بحق شعبٍ بأكمله.

عموماً قد يكون العنوان&أعلاهُ&موضع استهجانٍ&لدى الكثير من الأوادم الذين يرون أنفسهم أولى باتباع القائد البشري وليس&ذلك المنتمي للكائنات الأخرى، ولكن ماذا لو كان الخلاص، خلاص&الفردِ&أو&خلاص&مجتمعٍ&بأكمله&أضمن إن اتبعوا الغريزة الحيوانية المنقذة؟&وذلك&بدلاً من&الانسياق العمائي خلف&أنفارٍمغرورين مخدوعين بذواتهم منذ أن&احتكروا&قرار&فصيلٍ بشري بالسطوة العسكرية وكلاليب العقيدة، فيسوقون المنقادين&من فيالق المريدين&خلفهم،&وعامة&الكرد من ورائهم،&من حفرةٍ&إلى&حفرةٍ&أخرى أعمق منها، ليس من&فترة&شهر أو عام&أو عقد من الزمان، إنما&ومنذ أزيد عن ثلاثة عقود.