فقراء كوردستان يعلقون امالاهم على عش الخفاش بعد أن يئسوا من وعودات المسؤولين بتحسين ظروفهم المعيشية والنهوض بأوضاعهم الاقتصادية المزرية : 

يعاني ابناء الشعب الكوردستاني الذين وقعوا بين مطرقة الفقر وسندان تاخير وتخفيظ الرواتب والتقشف والحصار الجائر , من الفقر المدقع والجوع والعوز ، مما اضطر العديد منهم إلى البحث عن مصدر رزق لتوفير المال بعد نفاد ممتلكاتهم وبيعها باسعار زهيدة لسد جوعهم , طبعا ( الاكثرية منهم باستثناء القلة الفاسدة والقابضة على الحكم ) . 
فالضائقة المالية و عجز الحكومة الفاشلة عن صرف (ربع الرواتب )بشكل منتظم وتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تشهدها كوردستانوالتي تعصف بها منذ اكثر من اربعة سنوات تسببت مؤخرا بانتعاش تجارة ( عجيبة وغريبة اسوة بتجارة الأعضاء البشرية والتي كتبت عنها في مقالات سابقة وبالتفصيل ), وهي تجارة بيع ( عش الخفاش او الوطواط ) , وخاصة بعد ان ذاع في كل أنحاء الإقليم اخبار تفيد بشراء ا(عشاش الخفافيش )من قبل تجار محليين وايرانيين باسعار خيالية , ولاسباب منها : يقال ان للخفاش القدرة على افراز مادة سائلة تعرف بأنزيم ( ديزموتبلاس ) في عشه تستخدم لغرض طبي وهو (منع تخثر الدم) و لعلاج المصابين بالجلطة والتي تساعد المرضى على البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة ، وعليه تحولت المناطق الجبلية والكهوف الرطبة التي تتواجد بها الخفاش إلى محج يؤمه يوميا المئات من الأشخاص وخاصة الشباب(طمعا فى الحصول على صفقة العمر ـ عش الخفاش ـ المعجزة ـ والذي يقدر ثمنه بعشرة آلاف دولار أميركي او اكثر بكثير, حيث تختلف الاسعار حسب حجم العش و كمية السائل (الانزيم ) الموجود بداخله... 

ومن الجدير بالذكر ان تُجار (عش الوطواط ) في اقليم كوردستان هم علي تواصل مباشر مع تجار إيرانيين , حيث يقال ان الجارة السيئة جدا إيران هي وراء انتشار هذه التجارة الجديدة في الإقليم ...

فيما يرى مراقبون و مطّلعون ان معالجة الازمة المالية التي تعاني منها اقليم كوردستان كفيلة بالقضاء على هذه التجارة الخطيرة والتي سوف تتحول الى ظاهرة ومشكلة كبيرة تهدد البيئة ( حيث تلعب الخفافيش دوراً إيجابياً في التوازن البيئي بما يمكن أن تقوم به من وظيفة المكافحة الحيوية بالتقليل من آثار الآفات والحشرات الضارة بالبيئة والإنسان اضافة الى تلقيح الأزهار كما تتغذى بالفئران التي تسبب خسائر للمزارع والبساتين ) . 

بصفتي كصحفي متابع وبشكل ميداني للشأن الكوردي اقول : ان الضائقة المالية والاقتصادية تدفع البعض إلى النزوع للبحث عن أسرع ربح ممكن وبأي شكل كان من اجل الحصول على لقمة العيش ، وكما قال لي الشباب الذي يعمل بائعأ متجولا في احد شوارع مدينة اربيل, قال بانه : (يحلم بالعثور على عش الخفاش الذي يجلب له المال والسعادة بعد ان يئس من وعود الحكومة الكاذبة وضاق به سبل العيش في وطنه الذي يطفو على بحر من النفط ويمتلك ثاني أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم ), اما الشاب الذي كان يرافق البائع المتجول قال ساخرأ : قريبا سوف نعاني من ازمة تُضاف الى (ازمتنا الاقتصادية والسياسية ), وهي ازمة (انقراض الخفافيش ) في كوردستان , ولكن (بيع عش الخفاش اشرف من بيع الوطن ), واضاف : إذا كان الجوع كافراً كما يقال ، فماذا يقال عن الذين يجوّعون الشعب الكوردستاني الأعزل ويهجّروه من وطنهوينهبون ثرواته ) ...؟ 
اخيرا : اضع هذه الكلمات امام الجهات المعنية في الإقليم , قبل ان يدق الشعب الجائع الفقيروالمقهور والغاضب جرس التغيير الحقيقي ويكنس الفاسدين ويرمى بهم فى اعفن مزابل التاريخ حيث مثواهم.....؟! 
فهل من مجيب ؟