آحبَ الله الكرد كثيرا وأكثر مما يتصوره أي أحد ، لقد خلقهم بالقرب منه دائما في الاماكن العالية كالتلال وهو اقرب مكان الى السماء عرش خالق الكون ، زاغروس وطوروس شامخة بأثار هذا الشعب العريق ، ان معظم الانبياء حين كانوا يخاطبون ربهم يتجهون لأعلى تلة يستطيعون الوصول إليها لإيمانهم الراسخ انهم اصبحوا قريبين من ربهم ، قد يطرح البعض بمفهومهِ الالحادي بالسؤال ان كان الله يحبهم فلِما لم يساندهم في بناء دولتهم ؟ وهو سؤال مشروع للجاهل وغير مقبول للعالم قارئ التاريخ.

تلك التلال والوديان التي حضنت الشعب الكردي علمتهم ثقافة العطاء والصدق والوفاء ، استمد العالم برمته ادوات ابتكاراته من تلك الطبيعة ، حصلوا على الاحجار منها لمعرفة ماهية الكواكب التي تدور في الفلك والتي سقطت بقايا منهاعلى سطوح جبالها ، استمدوا غالبية صناعاتهم العلاجية من اعشاب تلك التلال والتي تنبت من الينابيع الصافية والنقية ، ما زال مريض السرطان الذي لم يحصل العلم على علاج للقضاء على مرضه بحاجة لتلك الطبيعة لتبطيءسرعة ذاك المرض والقضاء عليها تدريجيا ، الهواء النقي والماء العذب ، استقرت سفينة نوح منذ 5000 سنة ق.م سطوح جبل جودي وبرهنت للعالم اجمع. التاريخ والحاضر والمستقبل. ان كردستان موطن السلام وبر الامان، القومية الكردية هبة من الله ولم يأخذوها من أحد وهو ما يضع النضال والدفاع عن كوردستان كواجب مقدس ، لقد تماشوا مع جميع الاديان السماوية واصبحوا يؤمنون بالرُسل الواحد تلو الاخر حتى اسقروا على الاسلام اخر الاديان ، وتمسكوا بالأخلاق والمبادئ والصدق لأنها من اهم مقومات الالتزام بقانون خالق السماء ، لكنهم تناسوا مع مسيرتهم في الحياة ان الله يحب المحبة بين الاخوة ويساندها ، وينبذ التفرقة والحقد ، لقد تشتت البيت الكردي بين ابناء القومية الواحدة نتيجة التكفير القومي الاتي اليهم من صانعي التطرف الفكري ، فكان العامل الحاسم لتدخل قانون الطبيعة ضدهم ، استغل اعداء الانسانية ذاك التشتت وزاد من تفرقتهم ، واصبحوا بلا وطن لميلهم الى الاخر والتقيد بنظامهم ، كانوانافذة الامل لمن حولهم ، واصبحوا بعد ذلك يبحثون عن نافذة لاستمرار شريان حياتهم.

ما زال الكردي يتجه للقبلة ويعبد الله ويحترم الصليب وجميع الاديان والطوائف والمذاهب والقوميات بمختلف أعراقها ، فهل يعود ليتمسك بأخيه الكردي ويقوي ايمانه القومي ، الا تعود لذاكرتهم ان الشيخ محمود الحفيد عام 1922 حين تحالف مع العشائر الكردية اعلن دولة كردستان ، هل تناسوا تحالف القاضي محمد مع ثورة الملا مصطفى البرزاني واعلان جمهورية مهاباد عام 1946 ، هل نسيوا ان التلاحم بينالرئيس مسعود البرزاني والرئيس الراحل جلال الطالباني ادى الى حكم ذاتي للكرد عام 1991، هل اغمضوا أعينهم عن حقيقة ان التوافق بين القوى الكردستانية بقيادة البرزاني ادى الى إجراء الاستفتاء عام 2017 كخطوة رئيسية لإعلان دولة كردية ، حَكمهم الفرس والعثمانيون والعرب افلا يقبلون ببعضهم البعض وان يحكمهم من هو منهم وناضل في سبيل ايمانه ان من لا وطن له فلا كرامة ، ان لم يدرك الكرد ان عظمة تاريخهم في وحدتهم فلن تشرق الشمس في سماء دولة اسمها كردستان. 

كاتب سياسي كردي