القي مايك بومبيو وزير خارجية أمريكا&–&الخميسي 10 الجاري -&أثناء زيارته للقاهرة خطاباً&بالجامعة الأمريكية&إنتقد خلاله سياسات الرئيس السابق باراك أوباما تجاه الشرق الأوسط " لأنه لم يكن حليفاً&قوياً لإسرائيل وكان متساهلاً&مع الإرهاب الإسلامي ومؤيداً&لنشاطات إيران في المنطقة ".. واكد أن الرئيس دونالد ترامب عازم بقوة استكمال محاربة تنظيم داعش حتي بعد إنسحاب القوات الأمريكية من سورية، وأيضا علي " طرد آخر مقاتل إيراني من فوق أراضيها " للبدء في إعادة السلام إلي ربوع هذا البلد&–&سورية -&الذي&تضرر كثيرا مادياً ومعنوياً&من ويلات الحروب والإقتتال..&

لم يهتم الإعلام الدولي بالتجريح الذي لحق بسياسات اوباما.. ولا باستمرار محاربة واشنطن لتنظيم داعش..لكن مركزية إهتمامه انصبت علي المواجهة التى تخطط لها إدارة الرئيس ترامب مع إيران في داخل سورية وخارجها..&

المهم لدينا.. ان واشنطن لم تتأخر كثيرا في تاكيد هذا الإستنتاج الذي ينتظر أن &يشغل الرأي العام العالمي ومؤسساته لفترة زمنية قادمة&!!..&

كيف جاء هذا التأكيد ؟؟..&

استعرض بومبيو&بإيجاز&خطط واشنطن في هذا الخصوص والتي تقوم علي إقامة تحالف&إستراتيجي " لمواجهة الأخطار التي يُمثلها النظام الإيراني في عموم المنطقة من سورية إلي اليمن ومن ليبيا إلي العراق، بعد&أن&إستغلت طهران الإتفاق النووي الذي ابرم معها منذ&أكثر من&ثلاث سنوات&–منتصف عام 2015 -&لكي " تُعظم&من&قدراتها العدوانية وتمد&أذرعها الإرهابية إلي مناطق عدة من الشرق الأوسط وتهدد امدادات الطاقة العالمية "..&

بالإضافة إلي ذلك قال الوزير الأمريكي في مقابلة مع مجطة " فوكس نيوز الإخبارية " نشرت في اليوم التالي للإلقاء خطابة بالقاهرة، ان إدارة الرئيس ترامب ستدعوا لعقد مؤتمر دولي في&وارسو عاصمة&بولندا يومي 13 و 14 من الشهر القادم لتبالد الرأي حول&عوامل تأكيد الإستقرار في الشرق الأوسط ودعم السلام والحرية والأمن بين بلدانه " لمقاومة&ولوقف&سياسات إيران&التصاعدية&الرامية&التي&ثبت أنها تزعزع&القواعد المستقرة لهذه&الأمور الحيوية وتعمل علي&إشعال المنطقة بنيران الإرهاب والتطرف والحروب الأهلية "..&

لم تصمت طهران&حيال هذا الخطاب الذي وصفته بالاستفزازي&..&

فبينما إعترف المرشد الأعلي علي خامنئي بأن العقوبات الأمريكية تُشكل ضغطاً غير مسبوق علي الحكومة والشعب&الإيراني&!! طالب الحكومة والمجتمع المدني بعدم الانصياع لهذه الضغوطات وطالبهم بمقاومة مطالب التنازل التى تقترحها واشنطن وبعض حلفائها الغربيون&و " بالتصدي لكل من يحاول أن ينال من سياسات الجمهورية الإسلامية ويسعي إلي تهميش دورها الريادي في المنطقة "..

في نفس الوقت قال الرئيس حسن روحاني ضمن خطاب&ألقاه بمناسبة الذكري الثانية لوفاة رئيس الجمهورية الأسبق علي&أكبر رفسنجاني،&أن بلاده ستطلق مجموعة جديدة من الصواريخ القادرة علي حمل أقمار صناعية إلي مدار الأرض في غضون اسابيع قليلة.. الأمر الذي لا يتعارض&-&في رأيه&-&مع قرار مجلس الأمن الصادر في هذا الخصوص..&

ردا علي هذه الشعارات التى لا تتوافق مع سياسات دول الاتحاد الأوربي التى تعمل علي وضع آلية لسياسات مالية&مستقرة ومستدامه&تمنحها حق التعامل مع طهران بعيداً&عن&ضغوط واشنطن وأساليبها العقابية&التى تسعي إلي محاصرتها ووقف التبادل التجاري معها&علي مستوي العالم لو إستطاعت&، طالبت فرنسا الجمهورية الإيرانية بوقف كل انشطتها المرتبطة بالصواريخ الباليستية التى يمكن&أن&تحمل&أقماراً&صناعية، بدلاً&من الرؤوس النووية.. وقال وزير الخارجية الفرنسي انييس فون دير أن مثل هذه البرامج " يتعارض جملة وتفصيلاًمع قرار مجلس الأمن رقم 2231.. واكد ان مثل هذه الخطوة تقوض مساعي دول&أوربية&عديدة تبذلم أقصي جهدها&للتوصل إلي آلية مالية&" للتعامل المتواصل مع طهران "&بعيداً&عن العقوبات الأمريكية لدعم النشاط التجاري الإيراني مع دول الإتحاد الأوربي خصوصاً&في مجال تصدير الطاقة..&

أعلنت الحكومة الإيرانية علي لسان متحدثها&أن واشنطن بدعوتها لعقد مثل هذا المؤتمر الدولي&تحت عنوان " تعزيز مستقبل الأمن والسلام في الشرق الأوسط "&لا تساهم في استقرار المنطقة بل تعمل علي زيادة نفوذها وهيمنتها من&أجل ضمان تدفق الطاقة إليها بأقل سعر، وقالت انها&–&أي أمريكا -&هي السبب المباشر لإنعدام الأمن والإستقرار علي مستوي العالم كله وليس الشرق&الأوسط فقط "..

وكرد فعل مباشر علي هذه الدعوة للبلدان المعنية بدعم وإستقرار المنطقة&–&التى لم يحددها بالأسم بيان وزارة الخارجية الأمريكية&–&توعدت طهران المشاركين بعقوبات رادعة " لأنهم في حالة حضورهم ومشاركتهم في&فاعلياته&والموافقة علي بيانه الذي سيصدر،&سيمثلون حلفاً عدوانياً ضدها "..&

طهران توجه تحذيرها هذا لدول الخليج العربي في المقام الأول وللدول العربية الأخري التي&لم تعلن بعد&أنها ستشارك فيه!!..&

هنا تكمن منطقة الإنفجار..&بين طهران وواشنطن التى ندعو العقلاء هنا وهناك إلي العمل علي تفادي اندلعها.. لأن انطلاق شرارتها الأولي سيفتح الباب علي مصراعيه لحرب علي كافة المستويات&، لا يدري احد متي تنتهي وماذا ستخلف ورائها من &دمار وتفتيت.