&

الشعور بإحتمال وقوع&حرب جديدة&&والمشقة الفكرية اليومية في فهم مغزى الخطابات والبيانات&السياسية وإشراك أوإشتراك العراق بها هو الشعور المهيج المخيف في المجتمع العراقي الطامع&في&&السلام&والأستقرار.&

&الحروب الزمنية والنزاعات الدولية لن تتوقف يوماً والسجل التاريخي لترسيخ السلام في العالم& أثبت ضعف مناصريه في&منظمات إنسانية ساعية له لتحقيقه.&&&&&&&&

أعطني إسم الحرب وسأعطيك ثمنها .&&

في تصور الكثير من الباحثين&في علم السياسة&وأساتذة التاريخ والمحللين العسكريين بأن تكاليف سعر الحرب&تخضع لأرقام مالية يمكن إحصاءها وضحاياها من عسكريين ومدنيين, كما يمكن عدها بالأرقام وتثبيت دمارها وإدراجها في جداول ، وسهولة إطلاع الرأي العام بها . وذلك الى حد ما صحيح ولكن ليس في العراق . وذلك مانحتاج توضيحه كالآتي .&&

أولاً& وكشخص، لايمكنك إلا أن تكون نفسك ، وكمجتمعات لانستطيع إلا الخضوع لبيئتنا وقيمنا وحياتنا اليومية وأرضنا ووطننا وأدياننا ، وكدول ، كما نرى ، نخضع مُسيرين لحكوماتنا وأحزابها المفوضة.&الحرب إساءة للمجتمع ولا إحسان فيها لمن&سلّ&سيفاً باركته له&زُمر&مشوشة الفكر.&

الأدارة العراقية المقسمة الى سلطات ثلاث وقيادات مفوضة ورؤساء أقاليم ومحافظات يتفهمون&مغزى التلويح بالحرب&دون معرفة نتائجها،&وبعضهم يلوحون بها لسبب أوغاية تتنافى مع أخلاقية تعاليم المجتمع.&&

فمن منهم يستطيع&تقديم ضمانات مقنعة بعدم تحوّل&العراق الى ساحة حرب جديدة&؟&

الحروب الزمنية الدينية والحروب الصليبية والحروب التقليدية والحروب العالمية والحروب الأهلية وحروب العصابات الجهادية القذرة&وماترتب&عليها من نتائج مدمرة لايسعنا ولايسع لهيئة مستقلة إحصاءها&وماترتب عليها من سحق أقليات وهجرة سكان وإضطراب معيشة وما يلحق ذلك من تغيير حضارة شعب . فحاصل السعر النهائي& للحرب يبقى غير معروف ، فكل حرب لها طابعها الخاص المُميز وتعاد حساباتها بين الحين والأخر&من&قبل&منظمات مختلفة الطابع والغرض&والى&أي شيئ تهدف.&والقاعدة العامة التي أبثتت صحتها أن النفقات العسكرية تفوق التخصيصات المالية&&

فمثلاً ،&ماذا وكيف تم تفسير ما&تمخضت عنه&الحرب العراقية&–&الأيرانية من&خسائر بشرية&ومقتل مليوني شخص بغباوة النظامين المتطرفين ناهيك عن&الدمار&وديون العراق&التي بلغت نتيجة&الحرب&78&مليار دولار أمريكي&؟&

&ثم، أليست هذه الحرب أسهام في إنجاح عمل المخابرات الأسرائيلية بإشغال جبهات الحرب الحدودية وإطالتها ل 8 سنوات لحين تدخل الأمم المتحدة ومنظماتها لإيقافها بشروط محددة ،&وكان لهم ماأرادوا؟&&&

ولسنوات ، لم أجد عبارة إستحسان لقباحة أنظمة قادها أناس إستهانوا بشعوبهم . فالأصعب من الحرب هو " إحلال السلام وفض النزاع ".&والقاعدة العامة التي أبثتت صحتها&وتدعو الى الدهشة&أن النفقات العسكرية&للدولة&تفوق التخصيصات المالية&بنسب مختلفة.&

حاولتُ مراراً درسَ اسلوب هؤلاء القادة ومستوى الأداء في أوقات الحرب والسلم ، فلم أجد تحليلاً يتجاوز الغباء السلطوي والعنصري .&ؤيقف المتأمل وسط هذه الفجوة المحسوسة ويتساءل: ماالذي تحقق&؟&فاللعبة القذرة للحرب أحرقت جيلاً كاملاً من الشباب. فهل للأنسانية تعريف آخر لها ؟&&&&&
&والمثل الآخر هو ما واجه هذه الحروب من ندم لاحق لمخلفاتها بعد تثبيت خسائرها الحقيقية وإزالة مايروجه بعض المحللين لغرض أو لآخر ، ويأخذني ذلك الى ماواجهه كذلك المحللون الأوروبيون& للحرب التي شنتها ألمانيا الهتلرية والحزب النازي عام 1939&–&1945 ، وإحراج الصهيونية العالمية لمؤرخي التاريخ في الدول الرأسمالية والشيوعية بأن ضحايا اليهود في تلك&الحرب لم تكن 600 الف نسمة وإنما كانوا في حدود 6 ملايين نسمة ، وكان لهم ما أرادوا من المجتمع الدولي .&&

وماأرمي إليه في مقال قصير كهذا هو الجانب الأنساني المتروك لطبيعة الأنسان الوحشية وحماسة زعماء دول لقيادة مجتمعاتهم والتبشير بثقافة حروب الأنتصار والقتال لسحق وإبادة العدو ورفع راية& النصر المؤزر دون حساب للضحايا والدمار ونتائجه المخفية عن الأنظار لحين كشفها تدريجياً .&

&كذلك الأعتقاد العنصري الراسخ كما قاله ونستن تشرشل&بأن&"بريطانيا ستحارب النازية الى أخر جندي هندي". بعدما جنَد&الهند&للقتال وإستحسنَ ماقدموه من ضحايا .&&

&في&السياسة&والحرب&&ليس هناك&عدو&دائم أو&صديق&دائم&،&هناك مصالح دائمة.&&

فما هو النصر المؤكد الذي نسعى لفهمه&في العراق&من ملخص هذه السطور ؟&&

لعل جيلنا&الذي بدأ في ستينات القرن الماضي والحالي على وعي بالنسبة للحرب الفيتنامية&بأتعس صورها&وأفلامها&الوحشية&للحرب المتلفزة الأولى&وتقاريرها&. الحرب&التي خاضتها أمريكا وحليفتها حكومة&فيتنام الجنوبية في&سايغون ضد فيتنام الشمالية الشيوعية من عام 1955 الى&1975. الى حين الوصول&في مباحثات باريس&لتوقيع معاهدة ،&لم يتمكن أي من الطرفين&الأمريكي أو الفيتنامي&من اعلان النصر&، حيث كانا النموذج الأسوأ لحالات الحرب والنزاع العسكري في التاريخ&.&

&لماذا ؟&&&

لأن&النتائج المدمرة&للحرب كانت فضيعة في الأرقام المالية والضحايا والقتلى والدمار الذي خلفته.&&

لماذا الحرب مادامت هناك إمكانية السلام ؟&&

هذا السؤال&تتدارسه&معاهد ومنظمات جامعية الى جانب&أطراف الحرب&من حكومات لها نزعات وأهداف مختلفة . وتتبين&في دراساتها الميدانية&تأثيرها على معنويات شعب الدولة المقاتلة&ووجهة نظر الشارع&بمفردات&النصر&ومعانيه الهشة " الحرب الأسرائيلية العنصرية على الشعب الفلسطيني إحداها " و" الحرب الأهلية في سوريا " هي الأخرى. كما تتدارس&هذه المنظمات والمعاهد الأنسانية&أسباب فشل&الدور&الإعلامي الذي يَصوغ&للمعارك&حتمية نجاح ويرسم ملامح الشجاعة أو الذل&لجنود&اسرى.&

بكلمة أخرى ، فأن& شن الحرب أكثر سهولة لهم من اللجوء الى منطق السلام .&وغالباً ما تنتهي التجربة الدامية للحرب بموقف محرج& للحكومتين&المنتصرة والمهزومة&( أمريكا وفيتنام )&وتوقيعهما إتفاقية باريس&بعدعام 1975. وفي عام 1977&أصدر&الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عفواعامأ&لحوالي 50&ألف&من الجنود الأمريكيين&الذين&فروا من الخدمة.&وكشفت&الأرقام&البيانية&هولها&بمقتل أكثر من 3 ملايين فيتنامي كما كشفت&الحاجة المالية للأصلاح&وإزالة الدمار عن المدن&وإعادة البناء&الى هيكله السابق وترميم الأثار وطابع الموت فيه وحوله. فالدور الأصلاحي للبنية التحتية&يأخذ سنوات&وسنوات.&وصدق من قال "&قد تكسبُ المعركة وتخسرُ&الحرب&"&.&فالعبارة تعني للرأي العام في أمريكا المنعطف الهام&الذي&يأخذه هيكل الدولة&بعد مخلفات الدمار ومرارة الحرب النفسية&بالنسبة&لأمريكا وما يتعلق بدورها كقوة لحفظ السلام.&&

درء الخطر الجديد على العراق لايجب أن يتم بعملية تثقيفنا وتطبيعنا بضرورة الحرب . وذكاء وفطنة شخصيات عراقية تتطلب منهم معرفة من يتكفل بها وبإيقاع قادته الحاليين في شرك مخابرات دول لها المصلحة الأستراتيجية العليا في نشر وتعميم ثقافة الحرب بينهم .&&

ومن المؤكد أن أي&شخصية عراقية سياسية سنية ، شيعية، كردية&، بإمكانها كشف خيط الخطة والأعلان العلني في&عدم التورط& في المسلسل الخطر وألغامه وإبعاد اهل العراق عنه .&&

فهل سيخرج الى الملأ شخص كهذا ؟&&&&&&

العراق بلد غير منتج للأسلحة . وتتفاوض وتتاجر معه دول عديدة لتصريف منتجاتها التجارية الجديدة المربحة وربطه بعقود وذيولها المشبوهة . وتهور أي من قادته قد يشعل أتون الحرب في المنطقة من جديد . فمنذ عام 1980 ونحن في حروب دموية ، وتقنية الحرب وقذارة أسلحتها الكيمياوية والأنفالية منها واليونوريوم المنضب وقنابل النابالم والنووية تزرع إستمرارية للروح العدائية والكراهية بين شعب العراق و ويخلُ بالتعايش السلمي مع شعوب الأرض . إضافة الى&نضب&الموارد&المالية&لدولة تتطبع بمفهوم شراء وتكديس السلاح وبلا أي حرج تهريبه الى بتحريض من أحزاب تملكتها حرب نفسية ودراما المعتقدات الدخيلة من قبل مخابرات دول لها مصلحة مؤكدة في تأجيجها. هذا مايعيشه المواطن اليوم رغماً عنه&ورغم قساوة عيشه، كونه&يعيش وفق ادارة&عراقية مقسمة الأعتقاد والمفاهيم ومقسمة بين سلطة ثلاث قيادات مختلفة الولاء والأتجاه والتفكير ولا تستطيع الكف من إشارات الأتهامات والتقصير ورميها على الجانب الآخر.&&

يريد أهل العراق أن يصل الى أسماعهم تمسك شخصيات "في السلطة حالياً " بقبضة متماسكة تمنع تخصيصات مالية لشراء أسلحة وتكديسها وبعثرة أموال الدولة& . سلطة يكون في إستطاعتها أن تفرد صفراً من ميزانية الدولة لها، ولها الأدراك الكامل بجدول النفقات العسكرية.&&&

كما نقول ونكرر " الأصعب من الحرب تحقيق السلام وإدامته " . الحكومة الأتحادية وألاقليم الكردي ليسا في حاجة ماسة الى&إقتناء السلاح وإستعراض العضلات العسكرية الطابع بين أحزابهم&، بقدر ماهي في حاجة& وضرورة الى زرع السلام وفهمه&. الله هوالراعي وصاحب الكلمة بقوله " فإما الزبد فيذهب جفاءا وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض"&.&&

وعلى الحكومة وضع سياسة صارمة مفهومة بإصدار (إعلان وطني)&&يؤكد ؤسمياً الأبتعاد عن تقلبات أوضاع دول المنطقة وخياراتهم العسكرية ، ومنع تدخلها في الشأن العراقي الداخلي ، كي يتم التركيز على البناء والرخاء وإحلال السلام في أركان الوطن .&

&