لم يكد الرأي العام الكردستاني يصحو من صدمة الاستقبال في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق كما الفاتحين والأبطال لقتلة الكرد ومبيديهم في عفرين عبر زيارة وفد من الائتلاف "السوري" القابع في إسطنبول لها حتى خرج& مجلس سورية الديمقراطية ( مسد ) وهو أحد تشكيلات ما تسمى إدارة شمال شرق سورية الذاتية ببيان يحدد أولوياته وخطوط سياساته العريضة للمرحلة المقبلة والتي لم تتضمن إشارة حتى الى قضية عفرين ناهيك عن تحريرها فالأولويات العشر العرمرمية أحتوت بدلا من ذلك بندا ينص على الانفتاح على معارضة الخارج حسب تعبير البيان وبلا شك ليس ضربا من العبقرية اكتشاف أن هذا البند هو محض غزل فاضح ومبتذل مع الائتلاف ومحاولة لتبييض صفحته وتبرئته من كم الجرائم الكبرى التي ارتكبها بحق الكرد وعموم السوريين على مدى السنوات الماضية ولحد صياغة بيان مسد المخزي وخاصة في عفرين والا فكيف يمكن تفسير هذا البند الذي يبدو كما ولو أنه محاولة لتبرئة ذمة الائتلاف من دم العفرينيين بل وتقديمه كقوة معارضة وطنية وديمقراطية والتغطية على حقيقة كونه قوة مأجورة ومرتهنة لأنقرة.
والمفارقة أنه في مثل هذه الأيام قبل عام بالتمام والكمال وحبر بيان مسد المخجل هذا يسطر كان إرهابيو وتكفيريو الائتلاف يعبثون بجثة المقاتلة بارين كوباني ويمثلون بها فبعد عام وبدلا من تفكر& مسد في سبل تحرير عفرين بوصفه البوصلة والأولوية وبلسمة جراحها ومعالجة التداعيات الكارثية لاحتلالها يبادر الى ممارسة التودد والتوسل كي لا نقول التسول على أبواب الائتلاف القابع في الباب العالي ما يشي بمدى عمق المأزق الذي باتت تتخبط فيه السلطة الحاكمة في روژ آڤا أو شمال شرق سورية حسب رطانة الأمة الديمقراطية العتيدة التي يحلو لهذه السلطة تصويرها كما ولو أنها فتح فلسفي وفكري عظيم لا يشق له غبار& المأزق الذي لن تغطي عليه تبريرات سياسوية مهلهلة ومتهافتة فالتكتيك والبراغماتية لا يعنيان مطلقا ضرب المبادئ عرض الحائط والتزلف للائتلاف الذي يعلن جهارا نهارا تبعيته لأنقرة وبما هو مجرد مخلب قط بيدها ضد الكرد في سورية ما تجلى واضحا في دوره كرأس حربة حملة احتلال عفرين.
صحيح أن تركيا احتلت عفرين لكن بمعية ومشاركة فصائل الائتلاف الإرهابية ذاك الائتلاف الذي يبسط سيطرته ولو الشكلية وكالة عن الغازي التركي على المدينة المحتلة وريفها فكيف يستقيم والحال هذه تودد مسد وتزلفه لهذا الائتلاف مع الشعارات اللفظية الطنانة لسلطة روژ آڤا حول ضرورة تحرير عفرين ومقاومة الاحتلال؟