نتانياهو يناور ويحاور ويراوغ ويكذب وهو مشتبه برشاوي وبلاوي الا انه المرشح الاوفر حظا للفوز بالاتخابات الاسرائيلية المقبلة, ربما لان اسرائيل منذ فترة لم تنتج قادة او قياديين يمتلكون الصفات التي تحلى بها قادة اسرائيليين سابقين مثل مناحيم بيغن او يتسحاك رابين فالاول وقع اتفاق سلام مع مصر في وقت كان الجميع في اسرائيل وفي العالم يعتبرونه رجل الحرب والثاني وقع اتفاق اوسلو مع الفلسطينيين والسلام مع الاردن بعد ان كان يعتبر جنرال الحرب الناجح صانع انتصار 67 الاسرائيلي الاسطوري.

نتانياهو ليس هذا ولا ذاك الا انه&استطاع تقديم&نفسه على انه الوحيد القادر على صنع السلام لان اليسار سوف يدعمه اذا خذله شركاءه في اليمين.&الا انه ومنذ العام 2009&عندما&استعاد رئاسة الحكومة لم يحرك ساكنا, اللهم سوى خطاب بار ايلان الذي اعلن فيه قبوله بحل الدولتين على مضض,&ومنذ ذلك الحين فخذ خطابات وكلام عن اتفاقيات وعن&لقاءات مع العرب ومع دول الخليج &وتسريبات, اغلبها كاذبة,&عن لقاءات مع مسؤولين عرب هنا وهناك&وزيارات وهمية قامت بها شخصيات عربية لاسرائيل او هو لدول عربية.

زيارة نتانياهو لمسقط ولقاءه بالسلطان قابوس هو الانجاز الوحيد الذي حققه نتانياهو في هذا المجال&خلال عشر سنوات&وهو يستغله الى اقصى الحدود في انتخاباته واصدقاءه في الولايات المتحدة بعقدهم مؤتمر وارسو بمشاركة اسرائيل الى جانب الدول الخليجية, جعلوه يظهر وكأنه حقق السلام مع العرب وان السفارات ستفتتح في تل ابيب تباعا مع ان الامر بعيد جدا&عن الواقع,&وما حصل هو لقاء دولي تشارك فيه اسرائيل ودول عربية مثلما تلتقي هذه الدول&مع اسرائيل على مقاعد الامم المتحدة الا ان نتانياهو اصطجب معه&بعض صحافيي&بلاطه وكعادتهم هللوا وصفقوا وصوروا ان التطبيع في اوجه ونقلوا تسريبات كاذبة عن لقاءات&لم تحصل بينه وبين&وزراء عرب.

احراج الدول العربية ليس غريبا على نتانياهو الذي يصرح صباح مساء عن علاقات مع دول عربية وقرب زياراته لها وعدا مسقط،&لم تطئ قدماه او قدما زوجته سارة اي بلد خليجي،&نتاياهو لا يزال يراوغ في هذا الاطار مستغلا صمت&الخليجيين والعرب وعزوفهم عن نفي مزاعمه ومزاعم فرقة مطبليه من اعلاميين واصحاب رأي ومتنفذين يهود في الولايات المتحدة واوروبا.&

علاقات اسرائيل بالدول العربية والخليجية لا تتعدى التنسيق الامني احيانا في امور لها علاقة بالامن القومي لهذا البلد او ذاك في ظل&التدخل الايراني بشؤون الدول الخليجية والعربية،&وزد على ذلك&امتلاك اسرائيل معلومات هائلة عن تحركات ايران واذرعها ضد دول الخليج حيث&كانت&اسرائيل حذرت قبل سنوات احدى دول الخليج من خلية نشطة لحزب الله نوت تنفيذ عمليات كبيرة على اراضيها والمؤكد ان&هذه&الدولة ليست المملكة العربية السعودية وان الزيارة المزعومة لرئيس الموساد للرياض كانت لتلك الدولة&واصحاب العلاقة يعرفون ذلك تماما.

نتانياهو يستغل العالم العربي لصالحة في الانتخابات عبر تصوير نفسه صانع العلاقات مع الخليج والتسريب عبر وسائل الاعلام عن لقاءات افتراضية لم تحصل مع زعماء خليجيين مستغلا العداء القطري للسعودية والامارات وترويجها عبر قنواتها ووسائلها&الاعلامية&لتنسريبات نتانياهو وزمرته وعبر تكليف صحافيين اسرائيليين ببث الاخبار المفبركة والكاذبة عن علاقات الخليج باسرائيل،&هذا في حين كانت دعايته الحزبية&في الانتخابات السابقة انه يجب التصويت لليمين لان العرب في اسرائيل يهرولون الى صناديق القتراع بالحافلات لدعم القائمة المشتركة واليسار ضد اليمين.

المشكلة ليست في خداع نتانياهو لشعبة ولحلفائه انما المشكلة تكمن في هؤلاء العرب&الذين لا يزالون يؤمنون ان اليمين وحدة يستطيع صنع السلام لانه سيحظى بدعم اليسار.&الشعب الاسرائيلي بغالبيته يريد السلام وسوف يدعم من يصنعه كما دعم في السابق كل من بيغن ورابين وشارون, فرصة احزاب الوسط واليسار بالفوز في هذه الانتخابات ليست قليلة بحسب الاستطلاعات في اسرائيل&مع ان نتانياهو لا يزال يحتل الصدارة ويعتبر&صاحب الحظ الاوفر بالفوز,&ولكن الشيء المؤكد هو ان نتانياهو لن يستطيع&خداع&العالم العربي&مرة اخرى&ولن يستطيع العزف على وتر الخوف من العرب&كما في الانتخابات السابقة.