الانتصارعلى ضحاك العصر:&

يحتفل شعب كوردستان هذه الأيام بذكرى انتفاضته&المجيدة&في شهر آذار من العام 1991، الانتفاضة&التي&تعتبر من الملاحم البطولية والنادرة&في تاريخ العراق الحديث و&التي سطرها أبناء شعب كوردستان وعمدها بدماء الشهداء الأبرار وتضحياتهم&الجسيمة&، من أجل بلوغ أسمى أهدافهم المتجسدة بتحقيق النصر&النهائي&على النظام&الصدامي الفاشي&وتحرير اقليم كوردستان&من استبداده وفاشيته ودمويته&وسمومه الكيمياوية&.

ومن الجدير بالذكر ان&اول&شرارة&للإنتفاضة&الجماهيرية &الباسلة&في كوردستان&انطلقت في 5 آذار 1991 من مدينة&(رانيه&)التابعة لمحافظة السليمانية والتي سميت منذ ذلك الحين بـ (بوابة الانتفاضة)&,&و سرعان ما&توسعت&رقعة الاحتجاجات لتشمل المدن والقرى والاقضية والنواحي&&في انحاء المدن الكوردستانية , ففي 7 آذار تحررت مدينة السليمانية&و&مدينة (حلبجة)&الجريحة التي لاتزال تنزف السموم البعثية وبقية المدن القريبة منها&&بتضحيات اهلها الابطال ,وفي 9 آذار تحررت&شقلاوة&وكويسنجق وطق طق والتي تبعد&&مسافة 98 كلم جنوب شرق&مـدينة&أربيل وترتبط ادارياً بمدينة &كـويسنجق&والمناطق القريبة منها ,&وفي 10 اذار تحررت&( كولالة وخانقين وكفري&كرميان الانفال وخورماتوو )&, وفي 11 اذار انتفضت&مدينة (&اربيل&)البطلة&وخرجتِ&من تحت&الركامٍ كالعنقاء رافضا الإستبداد البعثي...&وفي 13 و14 اذار تم تحرير مدينة زاخو ودهوك&, وفي 21&اذار تم تحرير مدينة كركوك (النجم الرامز للحرية) , واصبحت&شعلة(&نوروز)&فوق قلعتها الاثرية&&, شعلة&الانتصار والوحدة بين القوميات والشعوب والاديان والمذاهب في كوردستان&المحررة من ظلم وإستبداد (ضحاك العصر ـ صدام حسين وحزبه الفاشي )....&

التخريبات البعثية:&

تبين&من الوثائق الامنية والاستخباراتية الصدامية&التي وقعت بين ايدي المنتفضين&الابطال&في اذار عام 1991 ان&النظام العراقي&سعى وكرس كل جهده طوال سنوات&حكمه المقيت&من اجل الوقيعة بين&قوى&بيشمركة الاحزاب&المعارضة من&خلال المناورات والمفاوضات و الإندساس عبر شبكاته التخريبية والتضليل&المستمر والممنهج&, وللاسف نجح في ذالك الى حد بعيد , ووخاصة بعد نمو الحركة المسلحة&المعارضة للنظام البعثي وانتشار قوات البيشمركة&في&عموم المناطق المحررة في كوردستان&( من بادينان الى سوران )وتوسع نشاط الحركة المسلحة الكوردستانية والعراقية المتمثلة بالحزب الشيوعي العراقي بحيث امتد بفترة قصيرة الى داخل المدن الرئيسية... الا ان دخول الاتحاد الوطني الكوردستاني وحده في عام 1982&ـ 1983&في مفاوضات مع السلطة الفاشية في بغداد&,&والتي&استغلتها&سلطة صدام حسين&,&وبالتنسيق&مع&الاتحاد&الوطني&الذي انتقل الى خندق النظام الصدامي&وقعت اصطدامات مسلحة ودموية عديدة بين الاتحاد الوطني والاحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي والتي وقع من جرائها ضحايا كبيرة , وكبيرة جدا بلغت اعدادهم اضعاف ضحايا القتال مع النظام العراقي ,وان هذه الاصطدامات&الدمويّة&ومنها&جريمة ( بشتاشان)*ومعارك جبل سفين عام 1984 ومعارك سهل اربيل&) &ومعارك واصطدامات&دمويّة&اخرى&بين الاتحاد الوطني والاحزاب المعارضة ( الكوردية والعراقية )&اثرت سلبا على&نضال الشعب وخلفت روح الاحباط والياس بين الجماهير الكوردستانية والعراقية &من&جهة و وحركة &القوات البيشمركة&من جهة ثانية &التي لم تنبثق إلا لمحاربة النظام البعثي الفاشي وللمساهمة في الاطاحه به....

لعنة الزعامة والانفراد والهيمنة&:&

بعد&اكثر من 6 سنوات على التحرر من سيطرة الدكتاتورية &والمكتسبات التي حققها الشعب الكوردستاني بفضل تضحياته الكبيرة والغالية في ايام الانتفاضة الشعبية في 1991&, حيث &قدمت الجماهير وقوات البيشمركة المئات من الشهداء خلال عمليات تحرير المدن والبلدات الكوردستانية، والذين رووا بدمائهم الزكية الطاهرة ارض وطنهم كوردستان&.,&وبعد مرور 4&سنوات على الانتفاضة المجيدة&وتحديدا في اوائل ايار 1994&دخلت كوردستان مرة اخرىمازقا حقيقيا&نتيجة سعي كل من الحزبين الحاكمين &( الاتحاد الوطني &والديمقراطي الكوردستاني ) للإنفراد بالإقليم ومقدارته&, وجاء اندلاع القتال المدمر بين الحزبين بالضد مما تتطلبه حماية كوردستان وشعبها&..., طبعا&بدعم ومساعي &السلطة الصدامية وشبكاتها التخريبية &.&

وشهد صيف&عام 1996&مزيدا من العنف والاقتتال والصدامات الدموية , وخاصة بعد ان&استعان الاتحاد الوطني بالقوات الإيرانية&للسيطرة على مدن اقليم كوردستان ومنها مدينة&اربيل&واستدعى غريمه السياسي&( الديمقراطي الكوردستاني ) قوات الدكتاتور صدام حسين لطرد الاتحاد الوطني من اربيل&وعليه تم تقسيم الإقليم&الناجم عن الاقتتال المدمر&الى&إدارتين ( اربيل والسليمانية ).&

واليوم&وبعد 28 عام على التحرر من السيطرة الدكتاتورية , تعصف الاوضاع المأساوية&باقليمنا وبشعبنا جراء سياسات الحكومة الخاطئة ويكفي لايستيعاب هذه الحقيقة النظر الى&الاوضاع الماساوية &في&الإقليم ومن جميع النواحي&:&الاقتصادية , الثقافية , السياسية , الاجتماعية..

&

إلى متى&نجني ثمارالإنتفاضة&المرَّة&؟&:&

ان استبداد الأقوياء بالضعفاء ـ والجلاد بالضحية ـ&والقاتل بالمقتول هو من اكثر ثمار الإنتفاضة المرَّة , وخاصة بعد&ان&اصبح&(جلاد الامس في موقع المسؤولية وتسلق الى مناصب حزبية وحكومية كبيرة في اقليم كوردستان ,&وها نرى اليوم ان اكثر&كبار&البعثيين الذين خدموا النظام الصدامي ينعمون بحياة &رغيدة ويعيشون كالملوك والامراء&في اقليم كوردستان وكأن شيئاً لم يكن...

فعلى سبيل المثال لاالحصر:&قسم من ابناء هؤلاء البعثيين الذين اجرموا بحق الشعب اسوة بكبار ازلام الحزب البعثي الفاشي يشغلون&اليوم&مناصب حساسة في الوزارات المهمة&( طبعا بتزكية ودعم الحزبين اللذين يقتسمان الإقليم ـ الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني )&, وقسم اخر ممن قُتلوا في معارك ضد قوات البيشمركة&يستلمون( رواتب&تقاعدية&دسمة واستحقاقات كبيرة&جدا&) , اكبر بكثير من استحقاقات&وحقوق&عوائل ضحايا النظام الصدامي&( من المؤنفلين وضحايا القصف الكيمياوي والسجناء السياسيين والبيشمه ركة القدماء ) , وان هناك اشخاص اجرموا&بحق ابناء جلدتهم وشاركوا في&(انفلة&)اهالي القرى الكوردستانية المغدورة&و(اسمائهم موجودة في قائمة&المطلوبين&للمحكمة العراقية&الجنائية&العليا&في&قضية الانفال ـ&&الإبادة الجماعية&)&يجلسون&اليوم&في&سياراتهم&الفارهة&ويرتدون&ملابسهم الفاخرة&التي تصممها لهم أرقى محلات الأزياء في أوروبا،&ويعيشون&في&قصورهم&الكبيرة والفاخرة&والملئية بالخدم والحشم&(قصور&لا تُطبق عليها سياسة التقشف&والادخار الاجباري &وقطع الكهرباء والماء ) &وينعمون بحياة رغيدة ويسستمتعون بكل مفاتن&الحياة&،&ومن الجدير بالذكر&إن &بعض من ابناء&كبار&(البعثيين&القدماء والوطنيين الجدد )&يستعرضون بذخ حياتهم والرخاء الذي ينعمون به&في صفحات التواصل الاجتماعي&ويستعرضون&( قصورهم&, حدائق بيوتهم , اثاثهم وديكواراتهم&،&ماركات ملابسهم&العالمية&, &أنواع عطورهم&وبرفاناتهم الفرنسية&, &غرفهم &السحرية ,&طعامهم، سفراتهم،&وسهراتهم في ارقى فنادق&الإقليم والعالم&والدول الاقليمية , ساعاتهم اليدوية الراقية,نظاراتهم الشمسية الفاخرة&وعالية الجودة&,&اربطة عنقهم الراقية ,&اسلحتهم الامريكية&, و&كلابهم البوليسية والتي ينفقون&على تربيتها مبالغ خيالية&من ثروة الإقليم وعلى حساب المناضلين الحقيقيين وعوائل الشهداء والمؤنفلين والسجناء السياسيين والبيشمركة الحقيقيين )&الذين يعانون من ضنك العيش وسط إهمال حكومي , ويتابعون بشغف أخبار( البعثيين القدماء والوطنيين الجدد ) عبر التواصل الاجتماعي ويلعنون الحكومة التي&تحمي هؤلاء الطفيليين &وتصرف عليهم من اموال الشعب المسروقة&)&...!!

ويبقى السؤال الاهم&ونحن&نحتفل بذكرى انتفاضة&اذار&1991&المجيدة&:&هل من تفسير لهذا التناقض&؟&وإلى متى&نجنى&(الثمرة&الخبيثة&والمعيوبة&و&المرّة ـ &مرارة الحنظل&)&من شجرة&الإنتفاضة&التي&رويت بدماء&شهدائنا ونضالنا وتضحياتنا الغالية&؟&

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة:&( يوجد في ارشيفي صور كثيرة عن بذخ حياة ـ البعثيين القدماء ـ الوطنيين الجدد ـ في إقليم كوردستان ـ كل من &يطعن بصحة ما اقوله هنا ـ مستعد&ان ازوده بملف كامل ( صورعن حياة هؤلاء&البعثيين&الطفيليين&ـ ثمار الإ&نتفاضة&المرَّة) &

&

(*)&تقع بشتاشان على السفح الجنوبي لجبل قنديل , في&يوم &العمال العالمي &1 ايار&1983&شنت قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني&بقيادة ( نوشيروان مصطفى&أمين&الذي رفع شعار&(&&الانتقام صابر , لكنه ضارب&)&, والذي تولى قيادة معارك (بشتاشان وقرناقاو وئاشقولكة و رزكة وبولي ) , وامرمقاتليه بإعدام الاسرى الشيوعيين العرب بعد ان وصفهم بـ(الغرباء والمحتلين والانتهازيين والتحريفيين ,&قاد ( نوشيروان مصطفى )هجوما كبيرا على&المقر المركزي للحزب الشيوعي العراقي في قرية&بشتاشان , وقد حدث الهجوم على خلفية صراع سياسي بين قوى المعارضة لنظام صدام حسين, &سقط في هذه&المجزرة&اكثر من 70 &شهيدا من بيشمه ركة الحزب الشيوعي العراقي بالإضافة إلى بعض الجرحى واسر 42 بيشمه ركة اضافة إلى خسائر جسيمة في المال والسلاح والاجهزة الاعلامية والفنية والطبية.&

&