عندما أندلعت حركات الإحتجاج في بعض المجتمعات العربية&نتجية القمع والأستبداد والإضطهاد الذي كانت تمارسه السلطات الحاكمة عن طريق الأجهزة الأمنية&التي كانت عبارة عن سيوف قابعة على رقاب المواطنين، فكانت مهمتها الترويج لسياسات الفئة الحاكمة ووظيفتها تأمين الولاء&الأعمى&لها، فتراكمت&الممارسات السيئة&وتفشت الأمراض الاجتماعية في مؤسسات الدولة من المحسوبية والرشوة وصلة القرابة وعدم المساواة أمام القانون. كل هذا ولد حقد عند&الفئات المظلومة من أبناء المجتمع،&فعندما أندلعت&تلك&الأحتجاجات أعتقد الكثيرون بأن زمن الظلم والإضطهاد&قد ولا&بلارجعة ولكن ومع الأسف&أنقسم المطالبون بالحرية المضطهدة والحقوق المهضومة&والكرامة المهدورة&على بعضهم&وأصبحت هناك مجموعات وتنظيمات وخلاية أرتبطت بالجهات الخارجية وأستقدمت مقاتلين من الخارج وتحولت الثورات العربية إلى الإرهاب ومارست العنف والقتل ضد المواطنين،&فنهبت وسرقت ونشرت الخوف والرعب في الشارع العربي، فحل السكين والسيف وقطع الأعناق محل السلطة الأمنية وقبضتها الحديدية، كما حلت البطالة والفقر والجوع محل اللأمساواة.

نعم هذا&لم&يكن ربيعاً وإنما كان شتاءً قارساً جلب معه الويل والدمار والخراب للمجتمعات التي أجتاحتها، فهجرت المواطنين الأبرياء وقتلت كل من لم يوافقها الرأي والثقافة والفكر، حيث أصبح لكل جماعة إمام وقاض يفتي على كيفه ومزاجه،&فكانت ثقافة القتل والتشريد هي السائدة، كل هذا&هي&النتائج التي آلت إليها الأوضاع في البلدان التي أجتاحها الويل والخراب، وخير مثال على ذلك الدولة السورية، فالملايين مهجرون&داخلياً وخارجياً&ومؤسسات الدولة مدمرة&وانتهكت سيادة الدولة ومصير الشعب بدأ&يقرره الأخرون&وأصبحت الأرض السورية مسرحاً لتحقيق الأجندة&الخارجية، وتصارعت الدول في ذلك والكل بحث عن موقع قدم له في الأرض السورية والفاتورة يدفهعا المواطن السوري الذي لاحول له ولا قوة.

أن مايسمى بالثورات العربية كانت عكس الثورات التي قامت في الدول الأخرى، فمنها حولت الأنظمة من الملكية إلى الجمهورية&وجلبت الديمقراطية وحققت الحرية&لشعوبها وأصبحت مبادئها وأفكارها من المصادر الأسياسية للحقوق الإنسان ومصدر من المصادر الرئيسية للدساتير في أغلب دول العالم، وفصلت السياسة عن الدولة، فبدأ رجل السياسة يمارس سياساته في الدوائر والمؤسسات السياسية ورجل الرجل الدين&أصبح&يمارس عاداته وتقاليده الدينية في دور العبادة، بينما الربيع العربي أصبح يكفر الديمقراطية&وينعتها بأنها ضد الفكر الإسلامي وهي بدعة يجب محاربتها&ورفض&مبدأ&فصل الدين عن الدولة وطالب بفرض فكر وثقافة&الدين الواحد&على الشارع العربي وظلم وإضطهد وقتل كل من خالفه في ذلك فشتان مابين وبين.

الربيع العربي جلب الأستبداد الديني وأدى إلى ظهور الكثير من الحروب الأهلية والأقليمية، وكان من أبرز نتائج الربيع العربي ظهور الحركات الإرهابية كالنصرة وداعش، كما أنه جلب عدم الأستقرا ر والتدهور في الاقتصاد. وهنا لانبرء السلطات الحاكمة في تحمل مسؤلياتها فيما آلت إليه الأمور في تلك الدول، ولكن مايحز في النفس عندما يرى&المرء ويشاهد بأم أعينه ماحدث لوطنه فيقول ألف مرة نعم لظلم وأستبداد السلطات الحاكمة ولا لفكر وثقافة القتل والنهب والسرقة وثقافة النحر التي جلبها مايسمى بالربيع العربي، فالذي يطالب بالحرية لايقطع رأس جاره، والذي يطالب بالديمقراطية لايفرض معتقده على غيره، والذي يطالب بالمساواة لايسرق&أدوات وأجهزة المعامل، والذي يطالب بالحرية&لايسبي ولايغتصب النساء، والذي يطالب بالحرية لايحي&ثقافة سوق النخاسة التي كانت سائدة قبل 1400 سنة، والذي يطالب بالديمقراطية لايجعل من المرأة عبارة عن سلعة تباع وتشترى في الأسواق.

وخلاصة القول حتى يكتب لأي ثورة النجاح يجب أن يكون لها مفكريها وكتابها وأن لاتكون عشوائية وأن لاتعتمد على منهج وثقافة معتقد معين فهي بالتالي سوف تنقلب إلى نقمة على الشعب وتجلب الخراب والدمار والحرب الأهلية لأبناء الشعب.