ألاحظ ثمة التباسات في النظر&إلى&هذا النظام السياسي&أو&ذاك، حيث الخلط بين النظام السياسي القائم نفسه وبين تطورات&وأحداث&تجري&أثناء وجوده قد تكون متعارضة مع النظام&أو&بدون رغباتهم.

وغالبا ما نتحدث مثلاً عن&فترة&الحكم الملكي في العراق&أو&العهد&الملكي موحدين بين كل&ماجرى&به، بصرف النظر عن وجود تناقضات سياسية واجتماعية ، ومعارضات وآخذ وشدّ ،&وتأثيرات&خارجية . و(العهد الملكي) العراقي يشمل&معارضيه والتناقضات الاجتماعية الساخنة وصراع&الأضداد. انه عهد على&رأسه&الأسرة&الملكية&وساسة التفّوا حولها، وهو عهد شهد ساسة المعارضة&والأحزاب&والقوى الوطنية المعارضة بمختلف تياراتها ، من يسار ووسط ،كما شهد في فترة قصيرة على&رأسه&حاكماً واعيا، وحريصا على توحيد فئات الشعب العراقي وهو فيصل&الأول، الذي لم يدم حكمه طويلاً، ثم شهد ملوكاً ووصياً في اتجاهات&أخرى، وخلال ذلك&كان نوري السعيد هو اللاعب&الأساسي&الأول، وهو صاحب مدرسة تقول&أن&العراق بحاجة&إلىحليف دولي قوي &( بريطانيا )&،&ومن يعارض ذلك فيجب إقصاؤه ومحاربته .&أما&النظام&ألبعثي&الذي انهار قبل 16 عاماً، فقد مر بسلسلة تحولات سياسية واجتماعية ، واستقر على تركيز السلطة في&أيدي&مجموعة من الحكام&برئاسةصدام ، كانت تؤمن بمبدأ القوة وتركيز الصلاحيات. وحين نتحدث عن ذلك (العهد) فان العهد يشمل النظام&وأركانه&كما يشمل خصومه والتناقضات والتطورات السياسية والاجتماعية&والأحداث&المختلفة. ولذا&فالأفضل&هنا استخدام تعبير النظام بدلاً من (العهد)&إن&كنا نقصد الحكام وسياساتهم&والأحداث&المرتبطة بذلك.

16 عاماً على تداعي ذلك النظام بقوة خارجية ، والنتيجة&أن&ما حدث خلال هذه السنوات هو حلول&الأسوأ&محل&السيئ&وذلك لانتشار الفساد والطائفية وهيمنة&الإسلام&السياسي والنفوذ الخارجي المتزايد&وسيما نفوذ&إيران&، ناهيكم عن المليشيات المسلحة ، وتحول العراق&إلى&عدة جمهوريات متنافسة. وقد بدأت التحولات بالعدوان المستمر على حرية المرأة وحقوقها&ومحاولة&إلغاءالقانون المدني&للأحوال&الشخصية وشهدت عدوانا مستمراً على&الأقلياتالدينية ، مسيحية&ومندائية،&وأدت&إلى&تثبيت مبدأ&المحاصصة، وصعود غير&الأكفاء&إلى&أعلى&المناصب بسبب ذلك.

النظام الملكي في العراق كان يتطور تدريجياً نحو&الأفضل&، ولكن هيمنة وسياسات نوري السعيد هي التي حفرت قبره ، بعد&أن&عاد للسلطة عام 1955&وألغى&البرلمان&وأعلن&المراسيم القمعية ، وتخلى عن التضامن مع مصر&أيام&العدوان&الثلاثي ...

والنظام الجمهوري كان من حسن الحظ&أن&زعيمه كان رجلاً مثل عبد الكريم ، الذي قلت&أكثر&من مرة انه&أفضل&من حكم العراق ، دون نسيان فيصل&الأول&، فهما وطنيان حتى النخاع وكانوا حريصين على تماسك المجتمع على&أساس&المواطنة...&أما&من جاؤوا بعد فيصل&الأول، فهناك غازي الذي كانت له شعبية&ولكنه كان مشغولاً بسباق السيارات والمطالبة بالكويت، واتهمه الانكليز بالتعاطف مع المحور النازي، وصولاً&إلى&مقتله في حادث سيارة مفتعل، اتهم فيها الشعب نوري السعيد ومن معه بتدبير الحدث.&وأما&الوصي على فيصل الثاني&فكان لا يخرج عما يريده الانجليز ويعتمد على نوري السعيد عند&الأحداث&الكبرى..&

وخلال كل العهود المارة شهد العراق&أيضا&قوى ديمقراطية صلبة ، ومناضلين&أبرارا&وحركات اجتماعية وسياسية وثقافية متقدمة ، وشهداء&أراد&لهم نوري السعيد&أعواد&المشانق... واليوم&أيضا&، ورغم طغيان&الإسلام&السياسي والفساد والطائفية ، فان العراق لا يخلوا من&أحزاب&وتنظيمات وشخصيات سياسية&واعية&وموالية لمبدأ المواطنة.. وصحيح&أنها&اليوم مطوقة ، ولكن لكل حادث آت حديث.

مع نهاية المقال جاءت مفاجأة&بوتفليقة&، موقف مشرف وما يشبه المعجزة التي لم&أتوقعها&شخصياً.