لم يكن للعقل وجود الا بفعل التجارب التي تمر على الانسان حيث يزداد ذلك العقل بالعلم والتجارب،&مثله مثل البذرة الزراعية تنبت وتثمر من خلال الاهتمام والسقي من قبل المزارع،&يرى&الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم بأن حقيقة العقل مجموعة تجارب وعادات تحولت بفعل الزمان والتراكم إلى هذا المسمى،&كذلك الأفعال التي يقوم بها أي شخص لا تكتمل صورتها الأخيرة الا بعد تمريرها على العقل،من ثم يعمل بها بصيغتها الأخيرة، لذلك هناك ترابط بين الأفعال والأفكار،&فالأفعال&هي نتيجة الأفكار وكذلك الأفكار تزداد من الأفعال، وقد نطلق معادلة&لها:&الأفكار&السليمة&تنتج أفعال مثلها،&وعلى العكس من ذلك الأفكار المريضة تنتج أفكارا مشابهة لها، وأفعال سليمة تنتج أفكار عالية الجودة.

ما يفرق الإنسان عن الحيوان أن أفعاله&تخضع إلى مرونة،&بحيث يمكن مراجعتها ونقدها،&أو&التنازل عنها نتيجة التفكير،&رغم أن تلك الأفعال لم تتم إلا بعد تصورها من قبل، على العكس عند الحيوان التي تنعدم عنده هذه الحالة إذ أن جميع افعاله بدون تفكير.

ربما يطرح سؤال،&ما الغاية من الأفعال التي تنتج من الأفكار السليمة؟

إن الغاية من ذلك هو التغيير والتبدل المستمر،&الذي ينتج عنه التجدد في الأفكار حالنا كحال ماء النهر كل ما غرفنا منه يتجدد بطبعه&ونوعه،&ويستمر في جريانه بلا توقف، والتغيير بحد ذاته يفيد في تجدد&أفكار&الناس الاقتصادية والسياسية وكذلك المعيشية، لأن تغيير الأفكار يستوجب على المغير&خلق أفكار جديدة بدلا من سابقتها، كما يحصل في&عصرنا الحالي من&تكلنوجيا&التي استغنت عن الأيدي العاملة لكن من خلال الأفكار لابد من خلق وظائف منسجمة مع تلك التقنيات الحديثة، فمتطلبات العصر بحاجة إلى تغيير وإلا بقي الناس في تخلف معطلين لفكرهم وفعلهم.

التغيير المطلوب هو الذي يتم فيه إعمار الأرض بالعلوم والمعارف&الجديدة، فوجود علوم وأفكار جديدة&تنتج ثقافات مجتمعية&مثلها&على جميع الأصعدة.

لذلك لا يتم التغيير إلا بممارسة نقد الأفعال،&لأنها من أهم&المحركات الناتجة&لأفكار&سليمة&المتألقة بالعقول&النافعة&ذات جودة عالية المغيرة لواقعنا الحاضر ومفيدة لمستقبلنا لنستمر في إعمار الأرض وتقدمها.

خلاصة القول ان تقدم المجتمعات في اوطانها نتيجة الأفعال المتألقة،التي&تؤمن بالتغيير من خلال الأفكار الجديدة التي تواكب&المستجدات التي&تطرئ&في حياتنا حيث تبتكر ما هو مناسب لها.&&