لندن: قال رئيس الوزراء العراقي الموقت السابق اياد علاوي ان العراق الان في حالة حرب أهلية. وعلى الرغم من ان الولايات المتحدة وبريطانيا تصران على ان العراق لا يواجه مخاطر حرب اهلية، إلا ان علاوي اعتبر انه ليس هناك اي وصف اخر للعنف الطائفي في البلاد. وقال علاوي quot;انه إذا لم تكن هذه حربا اهلية، فإن الله أعلم بما هي الحرب الاهليةquot;.

ويأتي ذلك وسط تصاعد التوتر في مدينة كربلاء بعد أن سقطت قذائف هاون غرب المدينة عشية احياء اربعينية الإمام حسين. وأفادت الشرطة العراقية أن الهجوم لم يؤد إلى سقوط ضحايا. لكن الشرطة العراقية اعلنت ان ثمانية مدنيين على الاقل قتلوا عندما فتحت القوات الاميركية النار اثر تعرضها لاطلاق نار في بلدة الضلوعية، شمال بغداد. كما قتل اربعة رجال شرطة واصيب 12 بجروح في الموصل وبعقوبة في هجومين منفصلين.

quot;الطائفية ستنتشرquot;
وقال علاوي لبي بي سي انه من الخطأ التقليل من شأن مشاكل العراق، على الرغم من ان البلاد quot;على حافةquot; التوصل الى اتفاق سياسي. واعتبر علاوي أن العراق quot;لن ينهار فحسب، بل ستنتشر الطائفية في المنطقة، وحتى أوروبا والولايات المتحدة لن تكونا بمنأى عن العنف الذي سينتج.quot;

ويرأس علاوي القائمة الوطنية العراقية التي تضم سنة وشيعة. يذكر أنه لم يصدر بعد أي تعليق رسمي على كلام علاوي، غير أن بعض المحللين رأوا أن موقفه عبارة عن مناورة سياسية.


وقال انه كان قد حذر من نزع اسلحة الجيش العراقي بعد الغزو، كما اثار المخاوف من اخطار المسلحين. واوضح quot;للأسف نحن في حرب اهلية، نخسر يوميا ما بين 50 و60 شخصا في انحاء البلاد إذا لم يكن أكثرquot;. واضاف علاوي ان تشكيل حكومة وحدة وطنية قد لا يكون quot;حلا فورياquot; لمشاكل العراق. واكد ان العراق يتجه الى quot;نقطة اللا عودةquot; حيث تتفتت البلاد وتنتشر الطائفية في المنطقة كلها.

رامسفيلد
في غضون ذلك شدد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد على أن quot;الإرهابيين يخسرونquot; في العراق، وأن البلاد حققت تقدما سياسيا كبيرا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة. واعتبر في مقال له في صحيفة quot;واشنطن بوستquot; في الذكرى السنوية الثالثة للغزو الأميركي للعراق أن أي انسحاب من العراق الآن سيكون quot;بمثابة تسليم ألمانيا (بعد الحرب العالمية الثانية) إلى النازيين مرة أخرىquot;، أو quot;مطالبة دول أوروبا الشرقية المحررة بالعودة إلى السيطرة السوفياتية.quot;

ريد: quot;لا حربquot;
وكان وزير الدفاع البريطاني جون ريد قد اصر يوم السبت على quot;ان الارهابيين قد فشلوا في جر العراق الى حرب اهليةquot;. وقال خلال زيارته لبغداد ان quot;لا حرب الآن، والحرب ليست حتمية، وليست وشيكة... معظم البلاد تحت السيطرةquot;.

يذكر ان ريد توجه الى بغداد يوم الجمعة لعقد محادثات مع مسؤولين عراقيين، خاصة الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء إبراهيم الجعفري. وقال لقناة quot;سكاي نيوزquot; البريطانية ان quot;الارهابيين لن يحتملوا رؤية عراق حر وديمقراطي واسلامي وعربي، لأن ذلك سيدمر كل ما يرمزون اليهquot;. وكان ريد قد اعلن منذ ايام ان بريطانيا ستسحب 800 من جنودها في العراق لتخفض عددهم الى 7000، قائلا ان القوات العراقية اصبحت اكثر قدرة على الاضطلاع ببعض المهام الامنية التي كانت من اختصاص بريطانيا.

وشهد العراق مؤخرا موجة من العنف الطائفي بين السنة والشيعة اسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين إثر تفجير مرقدي الامامين الهادي والعسكري في سامراء في 22 شباط (فبراير) الماضي.