عناصرالقوات العراقية يحتفظون بولاءاتهم الطائفية

صادف الاثنين الماضي ذكرى غزو العراق. ثلاث سنوات ولتو لايزال المستقبل غامضا بالنسبة للكثير من العراقيين مع استمرار العنف وانعدام الاستقرار السياسي. بوش أعلن ان قرار الحرب كان صعبا و لكنه القرار الصائب في حين صرح باروسو ان التاريخ وحده سوف يحكم. اما الشارع العراقي فيتخبط في مسلسل من العنف بدأت حلقاته مند 21 آذار (مارس )2003.

عن ذكرياتهم عن الغزو وعما آلت إليه الحياة في العراق بعده وعما يعتقدون أن المستقبل سيسفر عنه يتحدثون:

تارا رشيد - طبيبة عيون، بغداد

أثناء الغزو كنت أعمل في مستشفى في بغداد. كنا في جحيم، ولكننا جميعا شعرنا بالسعادة بعد الغزو. قال الكثير منا إننا نحمد الله على أنه قد جاء من يمد لنا يد العون. ولكن بعد ستة أشهر عادت الأحوال إلى سابق عهدها من السوء والآن يبدو أن المستقبل لا ينبئ بالخير. أعتقد أن الناس هنا قد تعبوا من العيش في هذه الظروف البائسة والمعاناة تحت وطأة هذه الظروف. وأرى أن الاحتلال ليس بالضرورة مسؤولا عن المشكلة، بسبب أننا في حاجة إلى قوة مسيطرة حتى تتوطد سلطة الحكومة. دائما ما تلوح الحرب الأهلية في الأفق وعلى الرغم من أننا لا نقتل بعضنا البعض بالقدر نفسه الذي كان يحدث في يوغسلافيا ورواندا، إلا أن خياراتنا أخذت في النفاد. لا أثق في ساستنا وأعتقد أننا محاصرون. أريد أن نحيا حياة عادية، حيث يمكنك أن تقود سيارة ولا ترى جنودا أو مسلحين ولا ترى نقاط تفتيش أو هجمات بالقنابل. أريد أن يذهب أطفالي إلى المدرسة ويعودوا في أمان. ولكني الآن محاصرة.

مه تين دوسكي - دهوك شمال العراق

لا أسميه غزوا، بل تحرير. ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن باهظ الثمن. الجيل الحالي سيدفع الثمن قبل عودة الحياة الطبيعية. أتذكر اليوم الذي بدأ فيه القصف. كنا قد تركنا منازلنا لأننا كأكراد شعرنا بالخوف من أن يقصفنا صدام. وفي وقت متأخر من هذه الليلة كنت جالسا في سيارتي وجاءني أحد الأقارب ليخبرني أن بغداد تتعرض للقصف. شعرنا بالسعادة، لأننا انتظرنا هذه اللحظة منذ وقت طويل. إننا الآن في مفترق الطرق، وعلينا أن نختار ما إذا كنا سنتفق مع بعضنا البعض ونقوم ببعض التنازلات. ولكن هناك أمرا لا رجعة فيه، فإن الأكراد والشيعة الذين يمثلون 80% من العراقيين لن يوافقوا على أن تحكمهم حكومة أقلية. نريد حكومة تمثلنا ولهذا سنواصل الصبر وتقديم التنازلات.

سامية - مهندسة بغداد

في عام 2003 قبيل الغزو الأميركي لم نتمكن جميعا من مغادرة منازلنا. ذهبنا إلى قرية صغيرة في الجنوب حيث سمح لنا رجل طيب أن نشاركه في منزله ورفض أن يأخذ منا نقودا. عندما انتهى القتال عدنا. شعرنا بالدهشة العارمة عند سقوط تمثال صدام، وقلنا لأنفسنا الآن أخذت الأمور في التحسن. ولكن بعد ثلاث سنوات لا أشعر بأي تحسن. الآن أرى في الطرقات مسلحين ليسوا من العراق يقولون لنا إننا نخون ديننا. لا يهمني أن تكون الحكومة القادمة شيعية أم سنية أم أيا كانت. أريد منهم فقط أن يشرعوا في تطوير البلاد وأن يعبدوا الطرق ويعيدوا بناء المباني المدمرة. لا أعرف ما سيسفر عنه المستقبل ولكن هذا الحال لا يمكن أن يستمر. أنا أبقى في منزلي طوال الوقت الآن بسبب كثرة القنابل. لقد كانت بغداد ذات يوم جميلة وهادئة، والآن لا ننعم بالسلام.

حسن - طالب بغداد

لم يطرأ على حياتنا اليومية سوى تغيير طفيف، فمازلنا نعيش في خوف. أعتقد أنها فترة انتقالية يمر بها العراق. عندما بدأت الحرب كنت في السنة النهائية في الدراسة الثانوية، وكنت أذاكر استعدادا لامتحان النهائي. أتذكر الطائرات الأميركية حين كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق بغداد حتى أن قذائف المدافع المضادة للطائرات كانت تسقط فوق سطح منزلنا. كان أصعب ما واجهته هو أن أحاول أن أفسر لشقيقتي الصغيرة ما هذه الضوضاء التي كانت تسمعها ولماذا تهتز الأرض. أعتقد أن الأمور بدأت في الاستقرار التدريجي وأصبح لدينا حكومة تقوم بواجباتها. إنهم يحاولون إيجاد حلول حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، مثلما حدث بعد تفجير المزار في سامراء. إنه أمر مثير للغضب أن نصنف بوصفنا إما شيعة أو سنة وكلنا مسلمون. وقبل الحرب لم أكن حتى أعرف الفرق بين الاثنين. أنا سني ولدي الكثير من الأصدقاء الشيعة. ونحن جميعا متفقون على أننا يجب أن نتحد حتى يكون العراق مستقرا.