لندن: تناولت صحيفة الديلي تلغراف انتخاب غول كرئيس لتركيا وقالت إنه رغم فوز غول المتوقع إلا أن انتخابه سبب موجات من الصدمة في أوساط المؤسسة العلمانية. فلاول مرة منذ إعلان كمال اتاتورك في العشرينات من القرن الماضي أن دولة تركيا الحديثة يجب أن تحكم بالمبادئ العلمانية وليس الدينية، يأتي رئيس مسلم متدين.

وأضافت الصحيفة أنه رغم المخاوف التي يمكن تفهمها من تغيير أسلوب حياة الملايين من الاتراك وكذلك الخوف على استقرار البلاد، ورغم إمكانية أن يسبب حجاب زوجة غول إهانة للحساسيات العلمانية، فإن غول ليس في طريقه إلى تحويل تركيا إلى دولة دينية على الطريقة الايرانية. وعلى العكس من ذلك، رأت التلغراف، أن غول شخصية إسلامية معتدلة وأنه مهندس محاولات تركيا للانضمام للاتحاد الاوروبي وتوثيق العلاقات مع الغرب وليس معاداته، وأنه ينطبق عليه صفات الزعيم الاسلامي المنتخب ديمقراطيا الذي يتعين على الغرب تشجيعه.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن باكستان في ظل حكم برويز مشرف تمثل نموذجا واضحا يؤكد كيف يمكن للعسكر أن يفاقم الاستبداد بدلا من حل مشكلات البلاد السياسية.

تركيا تتحدى الجيش

من جهتها نشرت الفاينانشال تايمز تقريرا حول انتخاب عبد الله غول رئيسا للبلاد من قبل البرلمان. وقالت الصحيفة بعد تناول خلفيات الصراع السياسي في تركيا وحالة الشد والجذب بين حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الخلفية الاسلامية والمؤسسة العسكرية التي تعتبر نفسها حامية النظام العلماني في البلاد، إنه رغم لهجة قادة الجيش التحذيرية في الفترة الاخيرة فإن الكثيرين من الصفوة في الجيش يتشككون في مسألة وجود أجندة إسلامية خفية لغول.

ونسبت الفاينانشال تايمز عن اورال جاليسلار، كاتب العمود في صحيفة جمهورية اليومية التركية قوله إن الجيش قبل انتخاب غول quot;وسنرى الان ما سيحدثquot;.وبشأن حجاب زوجة جل قال جاليسلار إنها quot;قضية حساسة لكن من المؤسف ألا يبقى شيء لمناقشته سوى هذا الامر. هو الذي سيكون رئيسا، يجب أن ننظر إليه هوquot;.