سيمثل البرازيلي نيمار وذووه أمام المحكمة في اسبانيا بتهمة الفساد، وذلك على خلفية صفقة انتقاله الى نادي برشلونة لكرة القدم، بحسب ما أفاد بيان قضائي الخميس.

وأمرت المحكمة الوطنية المختصة بالبت في القضايا المعقدة بأن يمثل أمامها رئيسا نادي برشلونة الحالي جوسيب ماريا بارتوميو والسابق الكسندر (ساندرو) روسل، موضحة في بيانها أن المذكورين ملاحقون في "قضايا غش واحتيال".

وفي بيانها الأولي الذي أصدرته الخميس، أشارت المحكمة الى أن نيمار ووالديه متهمون ايضا بالفساد، لكن البيان التفصيلي الذي اطلعته عليه لاحقا وكالة فرانس برس، أظهر بأن اللاعب ووالديه متهمان فقط بـ"الفساد في إدارة الأعمال".

ويلاحق نادي برشلونة بصفته شخصية اعتبارية كما هي الحال بالنسبة الى سانتوس، النادي الذي انتقل منه اللاعب البرازيلي (25 عاما).

وكان القضاء الاسباني رفض الاثنين الالتماس الذي تقدم به برشلونة ونيمار الملاحقان بـ "الغش والفساد" في موضوع انتقال المهاجم الدولي من ناديه البرازيلي الى النادي الكاتالوني عام 2013.

وجعل هذا الرفض المحاكمة أكثر ترجيحا، ويعود الى القاضي المكلف في القضية احالة نيمار وبرشلونة الى المحاكمة من عدمها.

وكانت مجموعة "دي آي اس" البرازيلية المالكة سابقا لجزء من حقوق صور اللاعب، رفعت القضية أمام القضاء، واتهمت في الشكوى نيمار ووالده والناديين بـ "الاحتيال والفساد"، معتبرة ان الضرر قد لحق بها من عملية الانتقال.

وكشف برشلونة ان الصفقة كلفته 57,1 مليون يورو منها 40 مليونا لعائلة نيمار و17,1 مليونا لنادي سانتوس، لكن الرقم وصل حسب القضاء الاسباني الى 83,3 مليون يورو.

واعتبرت المجموعة التي حصلت على 40 في المئة فقط من حصة النادي البرازيلي، اي 6,8 ملايين، ان نيمار وبرشلونة رتبا الامور سرا لاخفاء القيمة الحقيقية للصفقة بهدف دفع مبلغ زهيد للمجموعة.

لكن القاضي الاسباني اعتبر ان المبلغ الذي دفعه برشلونة الى سانتوس يصل الى 25 مليون يورو، اي ان خسارة المجموعة البرازيلية كانت بحدود 3,5 ملايين.

ولضمان سداد المبلغ في حال الادانة، قرر القاضي ايضا ان يقوم المتهمون بدفع كفالة تعادل هذا المبلغ.

وبحسب البيان، لم يعتمد القاضي الحسابات المقدمة من قبل المجموعة البرازيلية التي تفوق تقديراته الشخصية وتأخذ في الاعتبار عقودا اخرى، والمبلغ الوحيد الذي نظر فيه هو الذي تلقاه سانتوس.

- انتهاك حرية الانتقال -

واحالة المتهمين أمام القضاء غير قابلة للنقاش، لكنهم يملكون 10 ايام كي يقدموا ملاحظاتهم مكتوبة.

وكرر نيمار ما ردده سابقا أمام القاضي المكلف بالملف موضحا انه جاء الى اسبانيا "للعب كرة القدم فقط، وانه يثق ثقة عمياء بوالده" الوكيل التنفيذي لاعماله، ويجهل كل التفاصيل الواردة في العقود.

وكانت المحكمة الوطنية ردت نهاية نيسان/أبريل التماسا اخيرا تقدم به بارتوميو، على غرار ما فعلته بالنسبة الى التماسات تقدم بها سابقا نيمار وبرشلونة وسانتوس والشركة التي انشأها ذوو اللاعب.

وترى المحكمة الاسبانية ان العقود الموقعة عام 2011 بين برشلونة وسانتوس "لم تحترم حرية الانتقال للاعبي كرة القدم".

ووقع النادي الكاتالوني عقدين مع نيمار وشركة ذويه لضمان انتقاله الى صفوفه عندما ينتهي عقده مع نادي سانتوس عام 2014.

وبالنسبة الى القضاء الاسباني، أدى ذلك الى حرمان أندية أخرى تقديم عروض للحصول على خدمات نيمار.

ويعتبر القضاء ايضا ان تدخل بارتوميو كان "واضحا" لانه كان حينذاك نائبا لرئيس النادي "وصاحب مسؤولية تنفيذية في الموضوع الرياضي كما الرئيس" ساندرو روسل الذي خلفه في 2014.

ويعتبر القضاء ان بارتوميو وروسل قد يكونا ارتكبا جناية لأنهما قررا توقيع العقود "دون ابلاغ مجلس ادارة برشلونة ولا سانتوس ولا مجموعة دي آي سي".

وطالب القضاء الاسباني نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2016 باتخاذ عقوبات شديدة ضد نيمار تصل الى السجن لمدة عامين مع غرامة مالية بقيمة 10 ملايين يورو، وحفظ قضية بارتوميو الذي تطالب المجموعة البرازيلية بسجنه خمسة اعوام.

يذكر ان توصيات النيابة العامة في اسبانيا تذاع قبل الامر بالاحالة الى القضاء، وان الاحكام التي تصل الى سنتين او اقل لا تنفذ.

ونيمار الذي مدد عقده مع النادي الكاتالوني في تموز/يوليو 2016 حتى 2021، ليس أول لاعب في برشلونة يواجه قضايا أمام القضاء.

ففي الشهر نفسه، حكم على زميله الارجنتيني ليونيل ميسي الحاصل على جائزة افضل لاعب في العالم خمس مرات، وعلى والده، بالسجن 21 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة التهرب الضريبي.

وفي وقت سابق من العام الحالي، وافق الارجنتيني خافيير ماسكيرانو على عقوبة بسجنه لمدة عام مع وقف التنفيذ فرضتها عليه السلطات الاسبانية للتهمة عينها.