نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الثلاثاء الـ400 صفحة من "تقرير غارسيا" الشهير الخاص بملابسات منح تنظيم مونديالي 2018 و2022 الى روسيا وقطر على التوالي والذي تم تسريب بعض عناصره الاثنين، وذلك بعد 3 اعوام على كتابته.

وكان الاتحاد الدولي للعبة رفض نشر تقرير المدعي العام الاميركي مايكل غارسيا الذي تقدم به في 5 ايلول/سبتمبر عام 2014 واكتفى ببعض ما ورد فيه، لكنه اجبر على نشره بالكامل بعد تسريبه لصحيفة "بيلد" الالمانية التي بدأت بنشره على حلقات اعتبارا من اليوم الثلاثاء.

وكتب الاتحاد الدولي على موقعه الرسمي: "بما ان الوثيقة تم تسريبها بطريقة غير مشروعة لصحيفة المانية، فان الرئيسين الجديدين للجنة العدل الداخلية لفيفا قررا النشر الفوري للتقرير بالكامل"، مضيفا "وذلك بغية تفادي نشر اي معلومات غير صحيحة".

وتابع البيان: "من المهم الاشارة الى ان الرئيسين السابقين لغرفتي (القضاء الداخلي) لفيفا السيدين بوربيلي وايكرت، رفضا دائما نشر هذا التقرير".

واوضح "في اطار الشفافية، يرحب فيفا بالاخبار بان هذا التقرير سينشر بالكامل اخيرا".

وشغل "تقرير غارسيا" العالم الكروي منذ كتابته من قبل غارسيا الذي قاد التحقيقات الداخلية لفيفا. وسلم غارسيا تقريره في 5 ايلول/سبتمبر 2014 موضحا انه اكتشف "مشاكل، جدية وكبيرة في عملية الترشيح والاختيار" بخصوص موندياليي 2018 و2022 اللذين منحا الى روسيا وقطر على التوالي، وطالب بنشره كاملا.

لكن القاضي الالماني هانتس يواكيم ايكرت، رئيس الغرفة القضائية في لجنة الاخلاقيات، وقف ضده منذ البداية. وبعدها استقال من منصبه منددا بفقدان الشفافية والرغبة بالاضاءة على هذا الموضوع.

وكشفت صحيفة "بيلد" الاثنين ان "مليوني دولار من مصدر مجهول ايضا قد يكونا دخلا في حساب لابنة احد اعضاء فيفا في العاشرة من عمرها". لكن تقرير غارسيا تحدث عن أن العملة هي الجنيه الاسترليني، مشيرا بشكل خاص الى "عدم وجود اي دليل يربط قطر 2022 بتحويل 2 مليون جنيه استرليني (الى) ابنة احد اعضاء اللجنة التنفيذية لفيفا عمرها 10 اعوام".

وبخصوص حفل العشاء الذي نظم في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 بالايليزيه من طرف نيكولا ساركوزي الذي كان وقتها رئيسا لفرنسا، والذي شارك فيه على الخصوص رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وقتها الفرنسي ميشال بلاتيني وتميم بن حمد ال ثاني الذي كان وليا للعهد في قطر، كتب غارسيا انه "لم يتم اكتشاف اي دليل يربط تصويت السيد بلاتيني" لصالح قطر بالاستثمارات التي قامت بها بعد ذلك قطر في فرنسا. ونتيجة لذلك "قضت لجنة التحقيق في فيفا بعدم ضرورة اتخاذ اي تدابير أخرى".

ووفقا لبيلد، فان تقرير غارسيا يكشف كيف "سافر ثلاثة اعضاء من اللجنة التنفيذية (مجلس الفيفا حاليا) لديهم حق التصويت لحضور حفل في ريو في طائرة خاصة من الاتحاد القطري لكرة القدم قبل التصويت على استضافة المونديال".

وتابعت الصحيفة انه مباشرة بعد منح قطر الاستضافة "هنأ عضو سابق في اللجنة التنفيذية اعضاء في الاتحاد القطري وشكرهم عبر البريد الالكتروني على تحويل مبلغ بمئات الالاف من اليورو".

واضافت "مليونا دولار من مصدر مجهول ايضا قد يكونا دخلا في حساب لابنة احد اعضاء الفيفا في العاشرة من عمرها".

واشارت الصحيفة ايضا الى ان اكبر مركز رياضي في العالم "اكاديمية اسباير" القطرية "كانت ضالعة بشكل حاسم في توريط اعضاء الفيفا الذين يحق لهم التصويت".

واثار حصول قطر على استضافة مونديال 2022 في نهاية 2010 الجدل منذ البداية، واحيطت به شكوك قوية بالفساد.

وقبل ساعات من نشر الفيفا لتقرير غارسيا بالكامل على موقعه الرسمي، دان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المخلوع السويسري جوزف بلاتر عملية تسريب تقرير غارسيا مشيرا الى انه يتمسك بالاستنتاجات التي خلصت اليها لجنة الاخلاق.

وقال بلاتر في تصريح لوكالة فرانس برس "التعليق الوحيد الذي استطيع ان ادلي به هو وجود عملية تسريب في الوقت الذي تملك فيه لجنة الاخلاق وحدها قرار نشر تقرير غارسيا".

واضاف "في المبدأ انا اتمسك بالتصريحات التي تمت سابقا من قبل رئيس لجنة الاخلاق هانتس يواكيم ايكرت الذي اعتبر بان تقرير غارسيا لا يتضمن عناصر من شأنها التشكيك بمنح استضافة كأس العالم 2018 الى روسيا و2022 الى قطر".