عزز بطل العالم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون قبضته على صدارة الترتيب العام، بتحقيقه الأحد الفوز السابع هذا الموسم، وذلك باحرازه المركز الاول في سباق جائزة سنغافورة الكبرى، المرحلة الخامسة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد.

ووسع البريطاني الفارق في الترتيب العام الى 40 نقطة مع منافسه المباشر سائق فيراري الألماني سيباستيان فيتل الذي اكتفى اليوم بالمركز الثالث خلف سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن.

ويجد هاميلتون الذي يسعى، كما فيتل، الى إحراز لقب البطولة للمرة الخامسة، نفسه متمتعا بأفضلية بعد السباق الخامس عشر من 21 مرحلة في بطولة 2018، لاسيما وأنه فاز في أربع من المراحل الخمس الأخيرة، بينما لم يخف الألماني عدم رضاه عن أخطاء من قبل فريقه، لاسيما لجهة استراتيجية دخول الحظيرة ونوعية الإطارات، وصولا الى نقص السرعة.

وأتى الفوز الرابع لهاميلتون على حلبة سنغافورة والـ69 في مسيرته، بعد انطلاقه من المركز الأول، وتمكنه من الحفاظ عليه طوال السباق تقريبا، باستثناء فترة وجيزة بعد دخوله الى حظيرة الفريق لتبديل الإطارات.

في المقابل، لم يتمكن فيتل الذي انطلق من المركز الثالث خلف فيرشتابن، من الاستفادة من تجاوزه السائق الهولندي في اللفة الأولى، اذ عاد سائق ريد بول وتخطاه في الترتيب بعد دخوله الى حظيرة فريقه، وعودته الى الحلبة على المستوى نفسه تقريبا مع الألماني، وعدم سماحه له بتجاوزه.

وقال السائق البريطاني عبر جهاز الاتصال الداخلي مع فريقه بعد عبوره خط النهاية "يا لها من نهاية أسبوع! واصلوا الضغط"، وذلك غداة تحقيقه المركز الأول في التجارب الرسمية بتوقيت كسر فيه الرقم القياسي للحلبة.

وحقق هاميلتون انطلاقة مثالية من المركز الأول، بينما حاول فيتل الضغط على فيرشتابن عند المنعطف الأول دون أن يتمكن من تجاوزه، الا أنه نجح في ذلك بعد وقت قصير ضمن اللفة الأولى، وقبل لحظات من دخول سيارة الأمان الى الحلبة اثر احتكاك المكسيكي سيرجيو بيريز بزميله في فريق "رايسينغ بوينت فورس إنديا" الفرنسي استيبان أوكون، أدى الى اصطدام الأخير بجدار حلبة مارينا باي، وهي إحدى حلبات الطرق في بطولة العالم لسباقات الفئة الأولى.

ولدى خروج سيارة الأمان في اللفة الرابعة، فرض هاميلتون سريعا إيقاعه على السباق، وتمكن من توسيع الفارق تدريجا عن فيتل الذي لم يتمكن من تشكيل أي خطر على البريطاني.

ولم تخل أي جائزة كبرى في سنغافورة (أقيمت النسخة العاشرة اليوم) من تدخل سيارة الأمان، نظرا الى ضيق الحلبة ومساراتها المتعرجة.

وقال هاميلتون أنه شعر أن جائزة سنغافورة الكبرى اليوم "كانت من السباقات الأطول في حياتي".

- "لا فرصة" لفيتل -

أما فيتل، فبدا غير راض عن أدائه وأداء الفريق (حل زميله كيمي رايكونن في المركز الخامس). وقال بعد السباق "لم نأت الى هنا متوقعين أن نخسر عشر نقاط (...) اليوم لم تكن لدينا أي فرصة".

أضاف "بشكل عام، لم نكن سريعين بما يكفي. لم نحظ بإيقاع في السباق".

ودخل الألماني بشكل مبكر حظيرة فريقه (في اللفة 14) واعتمد على إطارات فائقة الطراوة ("ألترا سوفت")، قبل أن يتبعه هاميلتون في اللفة التالية ويعتمد إطارات طرية ("سوفت") منحته أفضلية على الحلبة.

وبدا فيتل غاضبا من خيار الفريق وطريقة تنفيذ دخوله الى الحظيرة، وما زاد من حنقه أن فيرشتابن تمكن أيضا من الدخول والخروج أمامه، معتمدا تركيبة الإطارات نفسها التي اختارها هاميلتون.

وسمع فيتل يقول عبر جهاز الاتصال الداخلي أن "لا فرصة" لديه للفوز بالسباق، مضيفا "تأخرنا مجددا (...) هذه الإطارات لن تصمد حتى النهاية"، علما أنه خرج من الحظيرة ليجد نفسه خلف بيريز، ما كبده ثوان ثمينة قبل أن يتمكن من تجاوزه، في حين كان هاميلتون يضغط منذ لفات عدة وحيدا في المقدمة، سعيا لتحقيق فارق يمنحه أفضلية لدى دخول الحظيرة.

وعلق فيتل على الأمر بعد السباق "خضت سباقا مختلفا مع إطارات مختلفة عن السائقين الآخرين ولم أعتقد أنها (الاطارات) ستصمد، الا أن دخول الحظيرة (مرة ثانية) لم يكن خيارا مطروحا. لذا ركزنا على إنهاء السباق".

وكان زميل فيرشتابن الأسترالي دانيال ريكياردو آخر الداخلين الى الحظيرة من سائقي المقدمة (اللفة 27)، ما أعاد المراكز الثلاثة الأولى الى ما كانت عليه عند خط الانطلاق: هاميلتون، فيرشتابن، فيتل.

وطوال اللفات المتبقية، اقترب فيرشتابن بشكل كبير من هاميلتون مرة واحدة وحاول تجاوزه، وذلك عندما وجد السائقان نفسيهما عالقين وسط عدد من المتسابقين المتأخرين. الا أن البريطاني تمكن من إقفال المسار في وجه الهولندي، وحافظ على الصدارة، قبل أن يوسع الفارق مجددا بعد الابتعاد عن المتأخرين، وينهي السباق بفارق 8,961 ثوان عن فيرشتابن.