سجل نادي أتلتيكو مدريد بداية متواضعة في بطولة الدوري الإسباني لا تعكس جاهزيته لمنافسة غريميه برشلونة و ريال مدريد على الفوز بلقب البطولة بعد صيام دام خمسة مواسم .

وكانت البداية المهزوزة التي ظهر عليها أبناء العاصمة مدريد لا تعكس ثراء تشكيلتهم الأساسية &والاحتياطية التي يمتلكونها ، والتي اصبحت الأغلى في تاريخ النادي ، بعد التعاقدات التي قامت بها إدارة النادي في الانتقالات الصيفية الماضية وعلى رأسها إبرامها لصفقة لاعب الوسط الفرنسي توماس ليمار.

هذا واكتفى أتلتيكو&مدريد بعد مرور الجولات الأربع الأولى من عمر الدوري الإسباني ، بحصد خمس نقاط فقط من انتصار على رايو فاليكانو و تعادلين مع فالانسيا وآيبار ، وخسارة أمام سيلتا فيغو ليحتل المركز الخامس بفارق سبع نقاط عن متصدر البطولة .

وبحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية ، فإن النتائج السلبية التي سجلها الاتلتيكو لم تكن سبباً لإثارة المخاوف على مسيرة الفريق في البطولة ، ولكن ما جعل الجماهير تضع أيديها على قلوبها هي الاهداف الاربعة التي استقبلتها شباك الحارس السلوفيني يان اوبلاك في اربع مباريات أي بمعدل هدف في كل جولة .

و الى وقت قريب كان اتلتيكو مدريد يتمتع بأقوى خط دفاع ليس في إسبانيا فحسب ، ولكن في أوروبا ، بتواجد حارس متمرس و خط دفاع صلب يتقدمهم الأوروغوياني دييغو غودين و الإسباني المخضرم خوان فران ، فضلا عن الطريقة الدفاعية التي ينتهجها مدرب الفريق الأرجنتيني دييغو سيميوني التي تجعل هز شباك حارسه مهمة عسيرة استعصت على هجوم برشلونة وريال مدريد بدليل ان شباكه لم تستقبل الموسم الماضي سوى 22 هدفاً في 38 مباراة أي بمعدل اقل من هدف في المباراة ، حيث كان يمتلك أقوى خط دفاع في البطولة متفوقا على دفاع برشلونة بطل المسابقة .

وعبرت جماهير النادي المدريدي في استطلاع للرأي عن قلقها من الوضعية التي يمر بها الاتلتيكو خاصة انها جاءت تزامنا مع إنطلاق دور المجموعات من مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث ينتظر الفريق امتحاناً قويا ضد موناكو الفرنسي على ملعب لويس الثاني بالإمارة.

كما حملت الجماهير المسؤولية الرئيسية لهذه الأزمة إلى المدرب الأرجنتيني سيميوني و خياراته التكتيكية ، حيث كشف أداء الفريق الأخير بأنه لم يعثر بعد على الكيمياء الإيجابية التي تحقق التوازن لتوليفته ، إضافة إلى الاخطاء الفردية التي لا يتحملها الفريق.

و رغم ان الاتلتيكو دشن موسمه بأفضل بداية ممكنة ، إذ فاز على غريمه ريال مدريد بأربعة اهداف لهدفين و توج بكأس السوبر الاوروبي ، إلا ان تواضع انطلاقته في الدوري المحلي يعود إلى الرزنامة التي لم تكن مناسبة له، بعدما وضعته في اختبارين قويين مبكراً خارج قواعده ضد فالنسيا و سيلتا فيغو، فضلا عن اصابة بعض عناصره الاساسية وصعوبة إندماج الوافدين الجدد ضمن الخيارات التكتيكية الاساسية للمدرب سيميوني.

وتخشى جماهير الاتلتيكو ان تستمر هذه الأزمة وتتفاقم ليصل تأثيرها إلى مباريات الفريق في دوري ابطال اوروبا ، خاصة انها لم تتجرع فشل الموسم الماضي في تجاوز دور المجموعات وتحويله إلى مسابقة الدوري الأوروبي .