أعرب أسطورة رياضة السنوكر الإنكليزي روني أوساليفن عن خشيته على مستقبلها في ظل إقبال الجيل الناشئ على الألعاب الالكترونية، ما أتاح لمخضرمين تخطوا الأربعين من العمر مواصلة هيمنتهم على "الطاولات".

وفي حديث لوكالة فرانس برس، اعتبر اللاعب المكنى بـ"الصاروخ" نظرا لسرعته في التعامل مع الكرات الملونة على الطاولة الكبيرة، أن المنافسة بينه وبين الاسكتلندي جون هيغيز والويلزي مارك وليامس، دفعته لتطوير أدائه بشكل مستمر، مقارنا بينهم وبين ثلاثي كرة المضرب &السويسري روجيه فيدرر والإسباني رافايل نادال والصربي نوفاك ديوكوفيتش.

وقال أوساليفن (42 عاما) المتوج بخمسة ألقاب في بطولة العالم واحتفظ مؤخرا بلقبه في دورة شنغهاي الصينية للماسترز، أن اللاعبين الثلاثة "دفعنا بعضنا البعض الى تقديم أداء أفضل (...) حين كنا شبانا، ويفوز أحدنا بلقب دورة، يقول كل من الآخرين +أريد أن أفوز بالدورة التالية+".

أضاف "عندما كنت فتى أعطاني والدي مضربا ودراجة وعصا للسنوكر، وقال لي +اكتشف مع أي منها ستكون الأفضل+ (...) الأمر لم يعد مماثلا في هذه الأيام، لأن غالبية الشبان يمضون وقتهم بالألعاب الالكترونية".

وأجرى أوساليفن مقارنة بين السنوكر وكرة المضرب: ففي الأولى لا يزال الثلاثي المكون منه ومن وليامس (43 عاما) وهيغينز (43 أيضا) هو المسيطر على الدورات الكبرى وبطولة العالم، وفي الثانية لا يزال فيدرر (37 عاما) ونادال (32 عاما) وديوكوفيتش (31 عاما) الأبرز على الساحة، على رغم صعود بعض المواهب الشابة.

وتعد السنوكر رياضة متفرعة من البلياردو، الا أنها تختلف عن الصيغ الأشهر للثانية مثل "الثماني كرات" أو "التسع كرات". فالسنوكر تلعب على طاولة ذات مساحة أكبر، وذات حفر أصغر من الحفر التقليدية للبلياردو. كما أنها تلعب بالنقاط بدلا من إسقاط الكرات في الحفر فقط. وفي السنوكر، على اللاعبين اسقاط كرة حمراء اللون (مجموعها 15 كرة)، قبل إسقاط كرة من لون مختلف (أصفر، أخضر، بني، أزرق، زهري وأسود)، وهكذا دواليك، علما أن لكل من الكرات الملونة عدد مختلف من النقاط.

- "أفضل الأوقات في نادي السنوكر" -

ورأى أوساليفن أن شعبية الرياضة تتراجع في بريطانيا التي تعد "معقلها"، على رغم أنها تكتسب شعبية إضافية في آسيا.

وقال "الأمر محزن فعلا لأننا لا نرى أحدا (يبرز من الجيل الشاب)، لأنه لو كان الأمر حاصلا، لكنت علمت بشأنهم".

وتابع "عندما كنت شابا كنت أمضي أفضل الأوقات في نادي السنوكر. تخرج من السرير في الصباح وتترقب الذهاب" الى النادي، مضيفا "الآن حتى هذه الأماكن تغلق أبوابها".

وسبق لأوساليفن الذي يعد من أكثر اللاعبين إمتاعا بأسلوبه وسرعته في تاريخ السنوكر، أن أعرب مرارا عن ملله من اللعبة وأنه يفكر بالتوقف عن مزاولتها، لاسيما لعدم رغبته في خوض غمار دورات صغيرة.

وقال "على الأرجح لن ألعب بالوتيرة نفسها كما في السابق، وعلي أن أحاول التقليل قدر الإمكان من مواجهة اللاعبين الأدنى تصنيفا".

أضاف "لا تحفزني سوى مواجهة أفضل اللاعبين (...) تصنيفي العالمي سيتأثر سلبا بطبيعة الحال، لكنني لا أتخيل أنني سأبقى ألعب لعشرين عاما إضافية. قد ألعب لعشرة أعوام كما أرغب، أستمتع".

وتابع "بالتأكيد هذه (الرياضة) لا تزال أمرا أحبه ولن أجد يوما أي شيء قد يقدم لي ما منحتني إياه السنوكر".

وعرف أوساليفن في قاعة السنوكر بقدرته على اللعب بشكل شبه مماثل باستخدام اليد اليمنى أو اليسرى. كما حقق أسرع رصيد كامل متتال (147 نقطة) وذلك في خمس دقائق و20 ثانية، في بطولة العالم 1997.

وفي دورة شنغهاي للماسترز التي اختتمت في 16 أيلول/سبتمبر الحالي، أثار أوساليفن مفاجأة الحاضرين بتسليمه الكـأس الى فتاة صغيرة كان حاضرة بين المشجعين. وأوضح الإنكليزي "بالنسبة إلي، خبرة الفوز بدورة والتنافس هي ما أحب (...) لدي العديد من الجوائز والكؤوس".

أضاف "ثم رأيت تلك الفتاة الصغيرة مع والدها وكانت متحمسة جدا، وربما كانت المرة الأولى التي تحضر فيها حدثا رياضيا (...) حتى وإن كانت تجربة حضور دورة سنوكر رائعة بالنسبة إليها، أخذ الكأس جعلها أجمل".