بعد انتظار خمسة أعوام، يأمل الفرنسي باتريس كارتيرون في أن يكون المدرب القادر على إعادة النادي الأهلي الى المجد القاري، عندما يستضيف الجمعة الترجي التونسي في ذهاب الدور النهائي.

ويحمل الأهلي الرقم القياسي لعدد ألقاب المسابقة (8 ألقاب)، ويأمل في التاسع له والأول منذ 2013، مع المدرب الذي تولى مهامه في حزيران/يونيو الماضي.

تولى كارتيرون مهامه بعد أشهر من خسارة الأهلي في نهائي العام الماضي أمام الوداد البيضاوي المغربي، خلفا للمدرب حسام البدري الذي استقال في أيار/مايو بعد نتائج سلبية على الصعيدين المحلي والقاري.

وقال كارتيرون (48 عاما) بعيد تعيينه، في تصريحات للقناة التلفزيونية التابعة للنادي، أن "هدفي الأول هو إعادة بث الروح في الفريق".

شدد المدرب الذي سبق له قيادة مازيمبي الكونغولي الى اللقب القاري عام 2015، على أهمية التنويع في أسلوب لعب الفريق. وهو أوضح في تصريحات سابقة إن ذلك قادر على "زعزعة المنافسين وجعلنا أقوى".

ووجد كارتيرون نفسه أحيانا مضطرا الى اعتماد التغيير في الأسلوب في ظل تعرض بعض لاعبيه للإصابات، ومنهم التونسي علي معلول والنيجيري جونيور أجايي الغائبين عن مباراة الغد.

- أعاد التماسك -

وبحسب مدير تحرير موقع "في الجول" المصري المتخصص أمير عبد الحليم، فإن "العلاقات الجيدة" التي تجمع كارتيرون مع اللاعبين وإدارة النادي والإعلام انعكست إيجابا على الفريق وعلى التقدير الذي يحظى به المدرب "لأن هنا في مصر الناس يهتمون جدا بالنقطة هذه".

وغالبا ما عانت بعض الأندية، لاسيما قطبا الكرة المصرية الأهلي والزمالك، من توتر في العلاقات أكان بين الإدارة واللاعبين، أو حتى اللاعبين والمدربين، ما كان ينعكس سلبا على الأداء في أرض الملعب.

وأوضح عبد الحليم "كارتيرون (...) قد يكون قريبا نفسيا من اللاعبين، وهذا هو سر قوته أو سر نجاحه حتى الآن".

استغل كارتيرون الذي سبق له كلاعب الدفاع عن ألوان أندية عدة منها سانت اتيان وليون في بلاده، هذا الرابط مع لاعبيه لإعادة التماسك الى الفريق الذي انشغل في الأشهر الماضية بسلسلة مشاكل في الملعب وخارجه، مثل قضية اللاعب عبدالله السعيد الذي انتقل الى الأهلي السعودي، أو الخلافات بين إدارة النادي وبعض الشركات الراعية، أو بين الإدارة ورئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية تركي آل الشيخ.

واعتبر رئيس تحرير موقع "يلا كورة" المصري كريم سعيد أن "كارتيرون أثبت في إفريقيا أنه تمكن من أن يعيد بعض التماسك للفريق".

أضاف "منذ توليه للمسؤولية، الأهلي تمكن من أن يكسب صدارة المجموعة التي كان متذيلها بعد أول جولتين (في الدور الأول)، وأكمل المشوار الى حين وصوله للنهائي".

لكن سعيد حذر من أن الإيجابية والرغبة بالفوز لن تكفيان لضمان نتيجة إيجابية في مواجهة فريق تونسي فاز باللقب القاري عامي 1994 و2011، وتمكن في إياب نصف النهائي من تحقيق نتيجة كبيرة بالفوز 4-2 على بريميرو دي أغوستو الأنغولي، بعد خسارته ذهابا 1-صفر.

أضاف "المجهود والتعب في الملعب إضافة الى التخطيط الجيد من الجهاز الفني، هي ما يترجم الرغبات الى واقع، وليس مجرد أحلام".
&