سجل نادي ريال مدريد عودة قوية في الجولات الأخيرة من بطولة الدوري الإسباني تؤكد تعافيه من الأزمة التي عرفها في بداية الموسم ، والتي جعلته يسجل نتائج متواضعة ويتراجع في سلم الترتيب بفارق كبير عن المتصدر نادي برشلونة قبل أن ينتفض مؤخراً ويحقق انتصارات كاسحة.

ومنذ سقوطه على ملعبه بـ "السانتياغو بيرنابيو" أمام فياريال بنتيجة هدف دون رد في الجولة التاسعة عشر من عمر المسابقة ، لم يخسر ريال مدريد أي مباراة على مدار 7 مباريات باحتساب مباراته المؤجلة ضد ليغانيس ، حيث حقق خلالها الفريق المدريدي 6 انتصارات ضد كل من ديبورتيفو لاكورونيا و فالنسيا و ريال سوسيداد و ليغانيس و ريال بيتيس و أخيراً ضد ديبورتيفو ألافيس ، حيث كانت أسوأ نتائجه الأخيرة هي تعادله مع مضيفه ليفانتي في الجولة الثانية والعشرين .
 
و يكشف تقرير لصحيفة "ماركا" الإسبانية عن الصعود الصاروخي لأداء "المرينغي" في الجولات التي أعقبت خسارته أمام "الغواصات الصفراء" ، حيث انعكس ذلك إيجاباً على رصيده النقطي البالغ 19 نقطة من أصل 21 نقطة ممكنة ، فيما وصلت غلته من الأهداف إلى 20 هدفاً.
 
ويعتبر هذا الرصيد من النقاط هو الأعلى بين رباعي مقدمة الترتيب العام التي تشمل إلى جانب ريال مدريد كل من أندية برشلونة واتلتيكو مدريد و فالنسيا ، حيث تقدم "الأبيض الملكي" في سلم الترتيب مستغلاً إهدار "البارسا" لأربع نقاط بتعادله مع إسبانيول و خيتافي ، وإضاعة "أتليتكو" لنقطتين بتعادله مع خيرونا ، وتكبد "الخفافيش" ثلاث هزائم ساهمت في خسارته لـ 9 نقاط .
 
وبفضل هذه "الريمونتادا" نجح ريال مدريد في تحسين وضعه في الترتيب العام ببطولة الدوري الإسباني و صعوده إلى المركز الثالث مزيحاً من طريقه فالنسيا ، بعدما رفع رصيده إلى 51 نقطة ، حيث أصبح يزاحم جاره أتليتكو مدريد على مركز الوصافة ، بعدما وصل الفارق بينهما إلى 4 نقاط فقط ، بما أن الاتلتيكو حصد حتى الجولة الرابعة العشرين رصيداً نقطياً يبلغ 55 نقطة.
 
وجاءت هذه العودة بعدما بلغ ريال مدريد "حامل لقب الليغا" وضعية كارثية في بطولة الدوري المحلي ، جعلته مهدداً بالغياب عن دوري أبطال أوروبا الموسم القادم بعدما وجد نفسه يحتل المركز الرابع بفارق 8 نقاط عن فالنسيا صاحب المركز الثالث.
 
و الواقع أن هذه "الريمونتادا" تعزز فرص "الأبيض الملكي" في المنافسة على المركز الثاني ، وقد تقوده أيضاً إلى الحفاظ على لقب "الليغا" بالنظر إلى نجاحه في تقليص الفارق الذي يفصله عن برشلونة المتصدر من 19 نقطة في أعقاب الهزيمة أمام فياريال في الجولة التاسعة عشر إلى 11 نقطة بعد فوزه فوزه على ليغانيس في المباراة المؤجلة بينهما ، ثم إنتصاره الكاسح على ديبورتيفو ألافيس.
 
وتشكل هذه العودة التي قام بها ريال مدريد ضغطاً شديداً على غريميه برشلونة واتلتيكو مدريد ، مما يفرض عليهما تسريع الوتيرة و رفع إيقاعهما للحفاظ على مركزيهما في سلم الترتيب حتى نهاية البطولة ، وهو ما سيسمح لإبناء إقليم كتالونيا بإستعادة لقب البطولة ، ويساهم في إستعادة "الهنود الحمر" لمركز الوصافة.
 
ويدين ريال مدريد في عودته لأجواء المنافسة إلى مدربه الفرنسي زين الدين زيدان الذي نجح في إيجاد الوصفة التكتيكية المناسبة لعلاج أزمة النتائج في الوقت المناسب ، إذ حافظ على هدوءه وتمكن من إعادة الروح الحماسية للاعبيه ، فضلا عن صحة خياراته التكتيكية بعدما أتبع سياسة "التدوير".
 
هذا و استفاد ريال مدريد كثيراً من الانتصار الذي حققه على ضيفه باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في ذهاب الدور الثمن النهائي في دوري أبطال أوروبا ، من أجل صحوته من كبوته ، إذ أن الفوز على "العملاق الباريسي" كان بالنسبة لزيدان ولاعبيه الامتحان الأصعب و الأقوى الذي يجب تجاوزه بنجاح ، وهو الأمر الذي تحقق خاصة أن الإسبان كانوا متخلفين في النتيجة قبل ان يقلبوا الطاولة على الفرنسيين وينهون المباراة لصالحهم بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف .
 
وظهرت بصمة المدرب زيدان على أداء و نتائج ريال مدريد في تصريحات ما قبل و بعد كل مباراة ، حيث ظل يردد بأن الفريق يركز على مباراته المقبلة ويعمل جاهداً على تقديم أفضل ما لديه ، إذ بدا و كأن النادي لا يعاني من أزمة بعدما حملت تلك التصريحات مضمونا واحداً ، مفاده أن البكاء على الحليب المسكوب يُعد هدراً للوقت ، وأنه من الأفضل العمل من اجل الحفاظ على الحليب المتبقي في كوب الريال.