الرباط: أعلن اتحاد العاصمة الجزائري، الثلاثاء، على صفحته بـ"فيسبوك"، المغربي بادو الزاكي "مدرباً جديداً" للفريق، وذلك "ابتداء من الموسم المقبل".

وعدا خبر تعيين الإطار المغربي مدرباً للفريق الجزائري، لم تقدم صفحة اتحاد العاصمة تفاصيل إضافية، من قبيل مدة العقد والأهداف المسطرة بين المدربومسؤولي الفريق.

وسبق للزاكي أن خاض، قبل الموسم الجاري، تجربة تدريبية ناجحة بالجزائر، ساعد خلالها فريق شباب بلوزداد على الحفاظ على مكانته بدوري الأضواء كما فازمعه بكأس الجمهورية، كأول مدرب مغربي يحرز لقباً جزائرياً، الشيء الذي وفر له تقديراً لافتاً من قبل الجماهير ومختلف الفاعلين والمتتبعين للشأن الرياضيفي الجزائر.

وتحتفظ الجماهير الكروية في المغرب بذكريات زاهية للزاكي رفقة المنتخب الوطني لكرة القدم، إذ ما زالت تتذكر عروضه القوية، حارساً للمرمى، رفقة الأسودفي مونديال المكسيك، عام 1986، وكيف صد كرات خطيرة للمهاجمين البولونيين والإنجليز والبرتغاليين والألمان، أمثال بونياك وهودل ولنيكر ورومينيغهوليتبارسكي، ثم كيف أخرج المغاربة إلى الشوارع للاحتفال بالنتائج الكبيرة التي حققها منتخبهم في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، عام 2004، التي احتضنتهاتونس، وانهزامه بصعوبة في المباراة النهائية أمام منتخب البلد المضيف.

وبعد العروض القوية التي قدمها في مونديال المكسيك، سيفوز الزاكي سنة 1986 بالكرة الذهبية المخصصة لأحسن لاعب إفريقي، كما احترف بفريق مايوركاالإسباني، الذي حقق معه نتائج كبيرة، أهمها التأهل، سنة 1990، لنهائي كأس إسبانيا، للمرة الأولى في تاريخ الفريق.

وخلال تجربته الاحترافية بإسبانيا، مع مايوركا، سيحرز الزاكي، الذي حمل شارة العمادة، جائزة الحارس الذي تتلقى شباكه أقل عدد من الأهداف في موسمينمتتالين، كما اشتهر بصده لركلات الجزاء التي كان ينفذها أشهر لاعبي الليغا، آنذاك.

ودفع تألق الزاكي، مع مايوركا، فريقي ريال مدريد وإف سي رشلونة إلى الرغبة في التعاقد معه، غير أن رئيس مايوركا ظل متشبثا به، مبرراً ذلك بحاجة فريقهإليه، وبالحب الذي كان يحظى به بين السكان والمسؤولين، إلى درجة أنهم وضعوا له تمثالا في متحف المدينة.

وبعد ست سنوات من الاحتراف مع الفريق الإسباني، سيعود الزاكي إلى المغرب، وهو في سن الـ31، مفضلا التضحية بسنوات أخرى من عمره الاحترافي فيسبيل تربية أبنائه وفق الأصول المغربية.

بعد انتهاء مساره كلاعب، اختار الزاكي عدم الابتعاد عن عالم الكرة المستديرة، فتوجه نحو التدريب.وإلى حرفة كرة القدم، لاعباً ومدرباً.

يعرف عن الزاكي ولعه بالعزف على آلة الهجهوج وممارسة رياضات الغطس والفروسية التقليدية والقنص.

وبين مساره الكروي وهواياته المتعددة، يعرف الزاكي بعقليته الاحترافية، وبصرامته وإصراره على تطبيق ما تعلمه خلال مساره كلاعب محترف، وهيالاحترافية، التي يقول البعض، إنها "لم ترق لكثير من المسؤولين في المغرب، ممن لا تزال تجري في دمائهم روح الهواية".

ولد الزاكي بمدينة سيدي قاسم(وسط المغرب) سنة 1959، ويعتبر، اليوم، أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم المغربية، إلى جانب الحارسين علالوالهزاز. وبادو هو اسمه العائلي، أما الزاكي فاسمه الشخصي. وتوجد وراء تسميته بـ"الزاكي" حكاية فيها شيء من الفن المصري الجميل، إذ أن خاله، الذي كانمعجباً بالممثل المصري زكي رستم، اشترط على شقيقته، لحضور حفل العقيقة، أن تطلق على مولودها اسم "زكي"، رغم علمه أن الأب اختار له اسم نورالدين.

وكان والد الزاكي مستخدماً في المكتب الوطني للسكك الحديدية، ولذلك ظل دائم التنقل بين عدد من المدن المغربية، آخرها مدينة سلا، حيث توفي سنة1966، تاركا أربعة أبناء، بينهم الزاكي ذي السبع سنوات، وزوجة كان عليها أن تتكفل بأسرتها، الشيء الذي يفسر تعلق الزاكي بها، وترديده المتواصل أنها تساويعشرة رجال.

في سن السادسة عشرة، سيبدأ الزاكي مشواره الكروي مع نادي الوداد البيضاوي، الذي لم يكن ضمه إليه سهلا، في ظل معارضة الوالدة، التي لم توافق علىأن يبتعد ابنها عنها من مدينة سلا (قرب الرباط)، حيث مسكن العائلة، إلى مدينة الدار البيضاء، إلا بشرط أن يتابع دراسته، وأن يلتزم مسؤولو الوداد بإيصاله إلىبيت خاله بالمدينة، عند نهاية كل حصة تدريبية.

ومن الطرائف التي يحكيها الزاكي، عن بداياته الكروية مع الوداد البيضاوي، أن أول منحة حصل عليها كانت 250 درهما (30 دولارا)، سلم منها لوالدته 240،واحتفظ بالباقي.

وسيفتح التألق مع الفريق البيضاوي أمام الزاكي أبواب المنتخبات الوطنية لكرة القدم، التي سيتدرج فيها، قبل أن يصبح، منذ سنة 1979، وحتى بدايةتسعينيات القرن الماضي، الحارس الأول للمنتخب المغربي.