صنعت الكرة الكرواتية مجدها خلال عام 2018 بتحقيقها إنجازات عالمية لم يسبق لها ان حققتها منذ استقلالها عن الكرة اليوغسلافية في تسعينات القرن الماضي.

جيل ذهبي

وكان اسم كرواتيا &قد اقترن بإنجازات فردية وجماعية خلال عام 2018 ، حققتها بفضل تألق لاعبيها ومدربيها على المستوى العالمي ليحقق الجيل الحالي رصيداً افضل يجعله يسمى بـ"الجيل الذهبي" في تاريخ الكرة الكرواتية مزيحا بذلك إنجاز الجيل السابق الذي بلغ المربع الذهبي في مونديال 1998 بفرنسا.

وحقق المنتخب الكرواتي أفضل إنجاز في تاريخه عندما تمكن من بلوغ المباراة النهائية في كأس العالم التي اقيمت بروسيا الصيف الماضي، والتي خسرها أمام نظيره الفرنسي بأربعة اهداف لهدفين محتلاً المركز الثاني في البطولة ، فيما كان الكروات قد فشلوا في مونديال 1998 في بلوغ الدور النهائي بخسارتهم أمام منتخب فرنسا أيضاً.

ورغم خسارة كرواتيا لنهائي كأس العالم ، إلا ان الخبراء و الجماهير أشادوا بالأداء الفني المتميز الذي قدمه اللاعبون في كافة مبارياتهم السبع&خلال منافسات البطولة ، مؤكدين بأنهم كانوا الافضل والاحق باللقب العالمي من فرنسا ، ونالوا اعجاب وتقدير كل تابعي المونديال الروسي.

مدرب خطف الأنظار

و مما زاد من أهمية إنجاز الوصافة الذي حققه منتخب كرواتيا انه جاء بإشراف المدرب الوطني زلاتكو داليتش الذي تحول من إسم&مغمور&إلى اشهر من نار على علم &، بعدما برهن على ذكائه خلال المونديال الروسي ، وكان لبصمته تأثير إيجابي هام على الانتصارات التي حققها المنتخب الوطني سواء في طريقة اللعب او التغييرات التي قام بها خلال المباريات ، إضافة إلى زرع الروح القتالية في نفوس لاعبيه ورفضهم الاستسلام حتى نهاية المباريات واحترامهم للمنافس، مهما كان اسمه.

وبفضل الأداء الذي قدمه المنتخب الكرواتي تحت إشراف زلاتكو ، فقد رفع الأخير اسمه إلى مصاف نخبة المدربين في العالم واصبح مستهدفاً من قبل اندية ومنتخبات كبيرة تسعى للاستفادة من كفاءته وطريقة لعبه، خاصة ببعد نجاحه في التوظيف الإيجابي و الجيد للاعبين المميزين، الذين تمتلكهم كرواتيا في مختلف الملاعب الأوروبية ، حيث نجح في بناء فريق قوي قادر على المنافسة على الألقاب القارية والعالمية خلال السنوات القادمة .

الجوائز الفردية

نجحت الكرة الكرواتية في الإطاحة بالأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو من عرش الكرة العالمية بعد عشرة اعوام من هيمنتهما على الجوائز الفردية ، بعدما جاء ابنها لوكا مودريتش ليضع حداً لسيطرة النجمين ، ويخطف منهما الجوائز الثلاث بداية بجائزة افضل لاعب في أوروبا التي يمنحها الاتحاد الأوروبي ثم جائزة "ذا بيست" التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم ، و أخيراً جائزة "الكرة الذهبية" التي تشرف عليها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية ليكون اول لاعب يتوج بها بعد ميسي ورونالدو منذ ان حققها البرازيلي ريكاردو كاكا في عام 2007.

حضور بمونديال الأندية

انهت كرواتيا عام 2018 بإنجاز عالمي آخر حققته بفضل مدربها زوران ماميتش، الذي قاد نادي العين الإماراتي لدخول تاريخ الكرة العالمية ببلوغه نهائي كأس العالم للأندية الذي جرت وقائعه على أراضي أبوظبي .

ونجح زوران في قيادة العين ليصنع إنجازاً تاريخياً على الصعيد القاري، بعدما اصبح اول نادٍ عربي يصل إلى النهائي العالمي ، ومما زاد من أهمية هذا الإنجاز نجاحه في تجاوز عقبة العملاق الأرجنتيني ريفر بلايت في الدور قبل النهائي بركلات الترجيح ، كما تفوق في الدور ربع النهائي على الترجي التونسي بطل أبطال أفريقيا بثلاثة اهداف نظيفة ، إلا انه خسر النهائي أمام ريال مدريد بأربعة اهداف مقابل هدف .

واعترف كافة المتابعين بالدور الذي قام به المدرب الكرواتي مع العين من أجل تحفيزهم على مواجهة منافسيهم بحماس ، ونجاحه في إزالة عقدة النقص والخوف من نفوس لاعبيه خلال مشاركتهم في البطولة العالمية لأول مرة في تاريخهم.