الرباط: أكدت تقارير مغربية وهولندية اتخاذ أسامة إدريسي لاعب إي زد آلكمار الهولندي قرارا نهائيا باللعب للمغرب.

وبتفضيله المنتخب المغربي بدل منتخب هولندا، يكون عدد اللاعبين من أصول مغربية، الممارسين بالدوري الهولندي، والذين فضلوا منتخب بلد الآباء والأجداد، قد تعزز بموهبة أخرى.

اختيار بعد تفكير

وسبق لهيرفي رونار، مدرب المنتخب المغربي، أن وجه الدعوة لإدريسي الذي طالب بمهلة إضافية للتفكير قبل اتخاذ قرار نهائي، حيث اكتفى بالمشاركة في المعسكر الإعدادي للمنتخب، في نوفمبر الماضي، والذي خاض خلاله "أسود الأطلس" لقاءين ضد الكاميرون وتونس.

برتقالي لأقل من 21

قبل اختياره النهائي اللعب للمغرب، سبق لإدريسي، الذي ولد في 26 فبراير 1996 ببيرخن أوب زووم بهولندا، أن لعب للمنتخب الهولندي لأقل من 17 سنة، بداية من 2012 حيث خاض ثماني مقابلات سجل خلالها هدفين، وللمنتخب الهولندي لأقل من 20 سنة، بداية من مارس 2016 حيث خاض أربع مقابلات سجل خلالها هدفاً، وللمنتخب الهولندي لأقل من 21 سنة، في نفس السنة، حيث خاض 11 مقابلة، سجل خلالها ثلاثة أهداف.

جدل هولندي

من شأن تفضيل إدريسي مجاورة "أسود الأطلس" بدل منتخب "الطواحين"، أن يعيد الجدل داخل هولندا، حول تفضيل المواهب الكروية، ذات الأصول المغربية، والتي تلقت تكوينها بهولندا، لمنتخب بلد الآباء والأجداد.

ونقل عن نيكو _ يان هوغما المسؤول الرياضي بالاتحاد الهولندي لكرة القدم، قوله لوسائل إعلام بلاده: "نحترم قرار أسامة إدريسي، لكن المدرب كومان جعلنا نعلم أن اللاعب لم يكن في الصورة داخل المنتخب الهولندي. ربما يرى مستقبله أكثر مع المنتخب المغربي".

ومن المتوقع أن يكون إدريسي، في حال تأهيله إدارياً، ضمن لائحة المنتخب المغربي التي ستتم المناداة عليها الشهر المقبل للمشاركة في لقاءي مالاوي والأرجنتين.

نجاح مغربي

يبدو أن المسؤولون المغاربة قد نجحوا، خلال السنوات الأخيرة، في تعديل كفة "صراع" المواهب الكروية لصالحهم، نسبياً، ضد نظرائهم الهولنديين، بعد أن استقطبوا لاعبين مميزين، أبرزهم، قبل إدريسي، حكيم زياش ونصير مزراوي وسفيان أمرابط شقيق الدولي المغربي نور الدين أمرابط، وياسين أيوب.

وكانت حالة زياش قد شكلت محطة فارقة في سباق استقطاب المواهب بين مسؤولي الكرة في المغرب وهولندا، إذ أظهر حجم الصراع بين الطرفين، على أكثر من صعيد، لاستقطاب هؤلاء اللاعبين مزدوجي الجنسية، خصوصاً بعد ما رافق اختيار نجم أياكس تمثيل منتخب المغرب، سواء تعلق الأمر بإغراءات الهولنديين أو استفزازات الجمهور أو الانتقادات التي تعرض لها من طرف عدد من نجوم الكرة الهولندية الذين لم يستسيغوا أن يفضل صاحب اليسرى الساحرة أسود الأطلس على الطواحين الهولندية، إلى درجة أن النجم الهولندي السابق ماركو فان باستن، قال إن "زياش غبي لاختياره المغرب عوض هولندا".

وفشل المغاربة، في سنوات سابقة، في دفع لاعبين من أصول مغربية، تميزوا في ملاعب هولندا لاختيار منتخب المغرب، بينهم خالد بولحروز وإبراهيم أفلاي وادريس بوستة وأنور غازي وآدم ماهر.

ورقة العائلة

زادت، في العقدين الأخيرين، أعداد اللاعبين ذوي الأصول المغربية في عدد من دوريات أوروبا، خصوصاً بإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، الذين فضلوا اللعب للمغرب، فتألق عدد منهم بألوان "أسود الأطلس"، نذكر منهم مصطفى حجي، أفضل لاعب بإفريقيا في 1998، ومروان الشماخ ويونس بلهندة وامبارك بوصوفة والمهدي بنعطية وكريم الأحمدي والمهدي كارسيلا وزكريا الأبيض وعادل تاعرابت وأشرف حكيمي وأمين حارث.

وكان فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم &قد تحدث، في لقاء صحافي سابق، عن متابعة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لأكثر من 400 موهبة كروية تمارس بدوريات أوروبا، مشيراً إلى أن المغرب يلعب أوراقاً كثيرة لدفع هؤلاء اللاعبين إلى ارتداء الألوان المغربية، ومن ذلك ورقة العائلة، مشدداً، في هذا السياق، على الدور الحاسم الذي يلعبه المحيط العائلي لهؤلاء اللاعبين، في سبيل إقناعهم بحمل قميص المنتخب المغربي، ممثلاً لذلك بالدور الذي لعبته والدة زياش في إقناع هذا النجم الواعد باللعب للمنتخب المغربي.

ويبدو أن ورقة العائلة، بما تمثله من حمولة ترتبط بالوفاء للجذور ونداء القلب، فضلاً عن نجاح منتخب المغرب في العودة إلى أجواء المنافسة العالمية، قد كان لها دورها في تفضيل مواهب كثيرة لقميص اللعب لأسود الأطلس، في أكثر من بلد أوروبي.