يبدأ المنتخب الهولندي رحلة العودة الى البطولات الكبرى الخميس من روتردام، وذلك حين يستضيف نظيره البيلاروسي في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة لتصفيات كأس أوروبا 2020.

وبعد صدمة الغياب عن نهائيات كأس أوروبا 2016 في فرنسا ثم مونديال روسيا 2018، يأمل المنتخب "البرتقالي" بقيادة رونالد كومان الذي خلف ديك أدفوكات في شباط/فبراير 2018 بعد الفشل في التأهل الى كأس العالم، في أن يعود للعب دوره بين كبار القارة العجوز.

وأظهر كومان ورجاله قدرتهم على إعادة بلادهم الى المستوى الذي خولها نيل وصافة مونديال جنوب إفريقيا 2010 والمركز الثالث في مونديال البرازيل بعدها بأربعة أعوام، وذلك بتأهلهم الى الدور نصف النهائي للنسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، من مجموعة ضمت فرنسا بطلة العالم 2018 والغريمة ألمانيا.

وشاءت الصدف أن تكون هولندا في تصفيات كأس أوروبا 2020 التي ستقام في 12 مدينة مختلفة احتفالا بالذكرى الستين لانطلاق البطولة القارية، ضمن مجموعة تضم ألمانيا التي تلقت ضربة قاسية أخرى تضيفها الى خروجها من الدور الأول لمونديال روسيا وتنازلها عن اللقب العالمي، بهبوطها الى المستوى الثاني في دوري الأمم الأوروبية.

ولعبت هولندا دورا في هبوط الألمان الى المستوى الثاني بالفوز عليهم 3-صفر ذهابا في أمستردام ثم بالتعادل معهم على أرضهم 2-2، وذلك الى جانب نتيجتها اللافتة ضد فرنسا التي فازت بالمباراة الأولى أمام منتخب "الطواحين" 2-1 ثم خسرت الثانية صفر-2 في روتردام.

وستختبر هولندا قدرتها على مقارعة الكبار مجددا منذ الأحد عندما تستضيف ألمانيا في الجولة الثانية في أمستردام المغتبطة بعودة فريقها أياكس للعب دوره بين كبار دوري أبطال أوروبا بتأهله أيضا الى ربع النهائي بطريقة رائعة بعدما جرد ريال مدريد الإسباني من اللقب بالفوز عليه في إياب ثمن النهائي 4-1 في معقله، معوضا خسارة الذهاب 1-2.

- تأثير أياكس وإيندهوفن -

وفي حديث أجراه مؤخرا مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي "فيفا"، تطرق كومان الى انجاز أياكس وتأثيره على المنتخب الوطني، بالقول أن ذلك "ساعدنا كثيرا. الدوري الهولندي كان من التحديات التي واجهناها حين استلمت المهمة لأنه ليس بنفس مستوى دوريات مثل إنكلترا، ألمانيا أو إسبانيا. لكن المستوى الذي قدمه أياكس وايندهوفن، والخبرة التي حصلا عليها في دوري أبطال أوروبا، لعبا دورا في تعرف لاعبيهما على الاندفاع المطلوب في أعلى المستويات".

وبدأ المنتخب الهولندي مرحلة التجديد بعد اعتزال ركائز مثل أريين روبن وويسلي سنايدر وروبن فان بيرسي، معولا على خبرة لاعبين مثل القائد فيرجيل فان دايك وزميله في ليفربول الإنكليزي جورجينيو فينالدوم، وشبان على غرار ثلاثي أياكس فرنكي دي يونغ ودوني فان دي بيك (كلاهما 21 عاما) وماتياس دي ليخت (19 عاما).

وأشار كومان الى أنه أراد إدخال تعديلات على طريقة لعب المنتخب منذ توليه المهمة "أردنا تغيير أسلوب اللعب في البداية وفعلنا ذلك: اللعب بخمسة مدافعين. لكن هذا تغير مرة أخرى بعد الصيف عندما عدنا الى اللعب بأربعة مدافعين... رأينا أن اللاعبين كانوا أكثر ارتياحا مع اللعب بأربعة مدافعين. يضاف الى ذلك أن أياكس وايندهوفن يلعبان بهذه الخطة (9 لاعبين في التشكيلة الحالية من الفريقين)، وبالتالي هم معتادون عليه".

وأردف "من المهم جدا أن يفهم اللاعبون أسلوب اللعب وأن يكونوا مرتاحين معه، لأنه، خارج البطولات الكبرى، ليس لدى مدربين المنتخبات الوطنية الكثير من الوقت للعمل مع اللاعبين في التمارين".

ويأمل كومان في أن تكون بداية التصفيات سلسة أمام بيلاروسيا التي خسرت مباراتيها أمام هولندا في تصفيات مونديال روسيا 2018 (1-4 و1-3)، قبل مواجهة الغريم الألماني الذي تحدث عنه كومان بالقول "يعلم الجميع الخصومة القوية بين البلدين، لكن هناك أيضا الكثير من الاحترام المتبادل".

واعتبر "أن الفوز على ألمانيا بالطبع يعني دائما الكثير، وقد فعل العجائب مع اللاعبين في دوري الأمم الأوروبية. الآن يعود الأمر إلينا لتقديم نفس النوع من العروض ضدهم، والحرص على العودة الى بطولة كبرى عام 2020".

ويتأهل 20 منتخبا بشكل مباشر من التصفيات الى البطولة، أي بطل ووصيف كل من المجموعات العشر، بينما ستحجز المنتخبات الأربعة المتبقية مقاعدها بموجب الأدوار النهائية لدوري الأمم.

- بلجيكا وكرواتيا للبناء على انجاز المونديال -

وخلافا للمنتخب الهولندي الذي يحاول ايجاد مكانه مجددا بين الكبار واستعادة ذكريات تتويجه بكأس أوروبا 1988، يأمل المنتخب البلجيكي في مواصلة مشواره التصاعدي مع جيله الذهبي الحالي والبناء على مركزه الثالث في مونديال روسيا من خلال الحصول على إحدى بطاقتي المجموعة الثامنة.

ويبدأ منتخب "الشياطين الحمر" الذي فرط ببطاقة تأهله الى نصف نهائي دوري الأمم بخسارته في الجولة الأخيرة أمام سويسرا 2-5 ما سمح للأخيرة بالحصول عليه بفارق المواجهتين المباشرتين بينهما، مشواره الخميس في بروكسل ضد منتخب روسي طامح أيضا الى البناء على ما قدمه في موندياله حين وصل الى ربع النهائي للمرة الأولى منذ انحلال عقد الاتحاد السوفياتي قبل الخروج على يد كرواتيا بركلات الترجيح.

وتلعب في المجموعة ذاتها كازخستان مع اسكتلندا، وقبرص مع سان مارينو.

وعلى غرار بلجيكا، تسعى كرواتيا للبناء على ما حققته في مونديال روسيا حين وصلت الى المباراة النهائية قبل الخسارة أمام فرنسا 2-4، وهي تبدأ مشوار التأهل الى النهائيات القارية للمرة الخامسة تواليا وتعويض خيبة هبوطها الى المستوى الثاني في دوري الأمم بعد هزيمة مذلة أمام إسبانيا (صفر-6) وأخرى أمام إنكلترا (1-2)، عندما تستضيف أذربيجان الخميس في المجموعة الخامسة التي تضم أيضا ويلز وسلوفاكيا والمجر.