قبل ثلاثة أشهر من كأس الامم الإفريقية لكرة القدم التي تستضيفها مصر، يلخص دربي القاهرة الذي يقام السبت بين الغريمين التقليديين الزمالك وضيفه الأهلي كل مشكلات الكرة المصرية.

وتقام المباراة المؤجلة من المرحلة السابعة عشرة على ملعب برج العرب في شمال البلاد في أجواء متوترة ومن دون جمهور ويديرها طاقم تحكيم روماني بقيادة إستيفان كوفاكس.&

على المستوى الرياضي، الرهان كبير. ف"فرسان" الزمالك الذين يتصدرون مسابقة الدوري برصيد 53 نقطة، سيواجهون "شياطين" الأهلي الذين يأتون في المرتبة التالية مباشرة مع 51 نقطة، علما بأن كلا من الفريقين لعب 22 مباراة من أصل 26 مرحلة أقيمت حتى الآن.

لكن قبل ثلاثة أشهر من بطولة المنتخبات الإفريقية، تتجه الانظار الى شيء آخر ذلك أن المحللين والمشجعين يتحدثون عن مشكلات في التنظيم وصلت الى مستوى غير مسبوق خلال موسم شهد خلافات حادة بين اتحاد الللعبة والأندية الكبيرة التي أرادت أن تفرض روزناماتها عليه.

وقال أسامة اسماعيل مسؤول الاعلام في الاتحاد المصري ان "الدربي سيقام بلا جمهور بناء على طلب أجهزة الأمن".

وتعتبر أي مباراة بين الفريقين "حساسة". وهذا العام بالتحديد تريد السلطات "تجنب أي مشكلات محتملة بين المشجعين"، بحسب اسماعيل.

وسيستقبل استاد برج العرب الواقع غرب الاسكندرية والذي يتسع لـ 80 الف متفرج، حفنة من الصحافيين ومسؤولي الناديين.

وخلال السنوات الاخيرة، كان الألتراس نشطين بشكل خاص، وشهدت المسابقات المحلية مواجهات دامية أحيانا على هامش مباريات للأهلي أو الزمالك.

وفي شباط/فبراير 2012 ، قتل على الاقل 47 شخصا معظمهم من مشجعي الاهلي في صدامات في استاد بورسعيد عقب مباراة مع فريق المصري المحلي.

-كأس الامم الافريقية "فرصة ذهبية"-

وأدى هذا الحدث الذي يصفه مشجعو الاهلي ب "مذبحة بورسعيد"، آنذاك الى وقف حضور الجمهور لمباريات كرة القدم. وبعد ذلك تم تخفيف هذا الاجراء.

لكن في 2015، أوقعت صدامات مع قوات الامن خارج ملعب في العاصمة 20 قتيلا في صفوف مشجعي الزمالك. وعقب ذلك تقرر منع الجمهور نهائيا من حضور المباريات.

وأعلن ألتراس الأهلي والزمالك العام الماضي انهما قررا حل الرابطتين. وقالت السلطات بعدها أنها ستسمح بعودة تدريجية للجمهور الى الملاعب.

لكن، وفق أسماعيل، دفع العنف اللفظي بين مسؤولي الاندية من خلال وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي طوال الموسم الحالي، المسؤولين عن اللعبة الى اتخاذ قرار اقامة الدربي السبت وبدون جمهور.

ويقول محمود ضياء المحلل في موقع "غول" المتخصص موضحا سبب منع الجمهور أن "اللهجة تغيرت ووصلت الى مستوى لم نشهده من قبل" رغم وجود منافسة طوال الوقت.

وبضيف "في الماضي، كان الناس يفكرون كيف سيشجعون فريقهم في الملعب ... الآن، يتشاجرون ويشتمون بعضهم بعضا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي العالم الافتراضي".

لكن ضياء يعتقد بأن منع الجمهور من حضور المباريات ليس الحل، ويأسف لأنه "يتم الاعلان كل سنة عن عودة الجمهور ولكن ذلك لا يحدث".

ومثل المشجعين والمسؤولين، يعتبر هذا المحلل أن كأس الامم الافريقية "فرصة ذهبية للكرة المصرية لكي تعود كما كانت".