قد تكون حلبة سيلفرستون الأعرق في تاريخ الفورمولا واحد، وإنكلترا الموطن غير الرسمي لبطولة الفئة الأولى، لكن المصالح الاقتصادية والتجارية قد تدون اسم الصين في السجل كأول بلد يستضيف سباقين منذ 2012 بحسب سير الأمور والخطوات المتخذة من قبل شركة "ليبرتي ميديا" الأميركية.

وفي ظل الحديث عن إمكانية غياب سيلفرستون، مهد البطولة والتي استضافت 52 جائزة منذ العام 1950، عن الروزنامة العالمية ما بعد 2019 بسبب الأعباء المالية، دخلت إدارة فورمولا واحد في مفاوضات مع ست حكومات محلية في الصين للبحث في إمكانية استضافة سباق ثان في البلاد، وذلك بحسب ما كشف مسؤول رفيع المستوى في سباقات الفئة الأولى لوكالة فرانس برس، مع توجه على الأرجح لأن يكون السباق على حلبة شوارع في العاصمة بكين.

وتستضيف الصين احدى جولات بطولة الفئة الأولى منذ 2004 على حلبة شنغهاي التي احتفلت الأحد بالسباق الألف للبطولة حيث أحرز سائق مرسيدس بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون المركز الأول أمام زميله الفنلندي فالتيري بوتاس.

ولا يستضيف حاليا أي بلد سباقين في نفس الموسم والمرة الأخيرة التي حصل فيها هذا الأمر كان عام 2012 حين احتضنت إسبانيا سباق جائزة أوروبا الكبرى على حلبة فالنسيا، إضافة الى سباقها التقليدي على حلبة كاتالونيا.

ويصب التوجه نحو منح الصين سباقين في اطار توجهات المالكين الجدد للبطولة شركة "ليبرتي ميديا" الأميركية بالتوسع أكثر والابتعاد عن "السوق" الأوروبي التقليدي.

وكشف شون براتشز، مدير العمليات التجارية في الفورمولا واحد، لوكالة فرانس برس أن القيمين على البطولة سيحلون هذا الأسبوع في الصين لزيارة ست مدن مرشحة لاستضافة السباق الجديد، دون أن يؤكد أو ينفي ما إذا كان السباق سيكون في العاصمة بكين على حلبة شوارع.

وأوضح براتشز من شنغهاي "من حيث الاهتمام، سنكون مهتمين بشدة بسباق شوارع. سيكون مزيجا جميلا مع المنشأة الرائعة المبنية هنا (في شنغهاي). هدفنا هو تقديم الاستعراض للناس".

&وأشار براتشز الى أن "مديري فورمولا واحد سيشرعون هذا الأسبوع في زيارة لست مدن مضيفة محتملة في الصين. هناك اجتماعات في كل منها مع المسؤولين الحكوميين للحديث عن تحديد مدينة ثانية لاستضافة سباق الجائزة الكبرى. نعتقد أن هناك فرصة للنمو من هذا المنظور".

وتريد "ليبرتي ميديا" التي استحوذت على البطولة أوائل عام 2017 من البريطاني بيرني إيكليستون في صفقة بمليارات الدولارات، الحصول على مزيد من السباقات في الشوارع، لاعتقادها بأن هذه هي أفضل طريقة لجذب معجبين جدد.

- هانوي وافدة جديدة -

والعام المقبل، تنضم العاصمة الفيتنامية هانوي الى روزنامة الفورمولا واحد للمرة الأولى، وذلك بسباق على حلبة شوارع في خطوة اعتبرها رئيس الاتحاد الدولي للسيارات الفرنسي جون تود فرصة لسكان جنوب شرق آسيا للتعبير عن شغفهم بهذه الرياضة.

وأمل تود في أن يعزز حضور سائقين مثل بطل العالم خمس مرات البريطاني لويس هاميلتون والألماني سيباستيان فيتل وغيرهم، من الإقبال على رياضة السيارات في فيتنام حيث تتربع كرة القدم على عرش المنافسات الرياضية.

وقال تود إن سباق فيتنام سيكون "فرصة مذهلة لنمو رياضة السيارات في فيتنام والمنطقة"، وذلك خلال احتفال الأربعاء لإطلاق الجائزة الكبرى والحلبة المضيفة للسباق الذي سيعبر شوارع العاصمة الفيتنامية.

وفي اطار تشجيع الاقبال الجماهيري على هذه الرياضة، أعطي السائق الصيني جو غانيو السبت فرصة قيادة سيارة فورمولا واحد في وسط شنغهاي ضمن خطوة فسرها براتشز بأنه "إذا كنت ترغب بأن تستقطب هذه العلامة التجارية جمهورا ليس من مشجعيها ونقلهم الى أعلى السلم ليصبحوا متعطشين لها، فتحتاج إلى... أن تظهر وتبين لهم ما هو فحوى هذه الرياضة".

والاهتمام المتزايد بالسوق الصيني لم يرق لبعض التقليديين الذين أرادوا أن ينقل السباق الألف في البطولة الى حلبات تاريخية مثل سيلفرستون في إنكلترا، الموطن غير الرسمي للفورمولا واحد وحيث أقيم السباق الأول عام 1950.

لكن براتشز رأى بأن اقامة السباق الألف في شنغهاي كان مناسبا، متوقعا ألا يطول الأمر قبل أن يشارك سائق صيني وفريق صيني في البطولة، موضحا "لم يستغرقنا الأمر وقتا طويلا للتقرير بشأن شنغهاي (للسباق رقم 1000). ليس لدينا أي ندم على ذلك وسنتخذ نفس القرار (لو عادوا بالزمن الى الوراء)".