قررت اللجنة المنظمة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم تخفيض أسعار تذاكر الدرجة الثالثة لمباريات المنتخب المصري في الدور الأول إلى 150 جنيها بدلا من 200 جنيه، بعدما تسببت بجدل واسع وانتقادات حادة من المشجعين المصريين على خلفية الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأوضحت اللجنة المنظمة في بيان على موقع الاتحاد المصري للعبة أن تخفيض الأسعار "جاء حرصا منها على تخفيف العبء عن الجماهير المصرية وزيادة تواجدها في المدرجات لتشجيع منتخب بلادها والاستمتاع بالبطولة التي تقام على أرض مصر"، مشيرة إلى أنه ذلك "تم بالتنسيق مع الجهات المعنية وبناء على الدراسات التي أجريت في هذا الشأن وروعي فيها عدد من العوامل المحددة لأسعار التذاكر مقارنة بالبطولات السابقة وعدد السكان ومتوسط دخل الفرد وتكاليف تجهيز الملاعب والقيمة التسويقية للبطولة الحالية".

وأكدت اللجنة أنها "كانت تود لو باستطاعتها تخفيض قيمة تذاكر الدرجة الثالثة لأقل من ذلك أو جعلها مجانية، إلا أن عوامل تحديد أسعار التذاكر في البطولات الكبيرة حالت دون ذلك".

وقال هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري للعبة واللجنة المنظمة للبطولة القارية&أن "لجنة التذاكر&راجعت أسعار مباريات البطولة بما يحقق أحد أهم أهداف تنظيمها بعودة الجماهير بشكل كامل إلى المدرجات".

وكشف أبو ريدة عن أن تلك المراجعة "استهدفت بالأساس أسعار تذاكر الدرجة الثالثة بالنسبة لمباريات المنتخب الوطني بما تمثله من عصب جماهيري مهم&للمنتخب والبطولة بشكل عام".

وكانت اللجنة حددت أواخر الشهر الماضي أسعار التذاكر لحضور مباريات البطولة التي تقام بين 21 حزيران/يونيو و19 تموز/يوليو المقبلين، وذلك بكلفة 100 جنيه (نحو 6 دولارات) لمقاعد الدرجة الثالثة، و300 جنيه (17 دولارا) للدرجة الثانية، و500 جنيه (30 دولارا) للدرجة الأولى. لكن ما أثار الجدل بشكل أوسع كان فرض أسعار أعلى لتذاكر مباريات المنتخب المصري، اذ بلغت 200 جنيه للدرجة الثالثة، و400 جنيه للثانية، و600 جنيه للأولى.

وشهدت الأيام الأخيرة حالة غضب عارم من قبل الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعى اضافة الى كافة وسائل الاعلام والشكوى من غلاء اسعار التذاكر وتحديدا الدرجة الثالثة.

وتدخل وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي وعقد عدة اجتماعات مع اللجنة المنظمة للبطولة برئاسة أبو ريدة حيث تم مناقشة عدد من المقترحات الخاصة بأسعار تذاكر مباريات البطولة، وعلى وجه الخصوص تذاكر الدرجة الثالثة لمباريات المنتخب المصري باعتبارها تمثل الاهتمام الأكبر لشرائح جماهير الكرة المصرية.

وتشهد مصر أزمة اقتصادية صعبة منذ "ثورة يناير" 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، تعزى أسبابها الى تضاؤل المداخيل بالعملات الصعبة والتراجع الحاد في عدد السياح والاستثمارات الأجنبية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2016، اتفقت القاهرة على حزمة دعم بقيمة 12 مليار دولار (10.7 مليار يورو) من صندوق النقد الدولي بعدما قرر المصرف المركزي المصري تعويم سعر صرف الجنيه إزاء العملات الأجنبية، ما أدى الى زيادة كبيرة في معدلات التضخم في البلاد.

وكان الحد الأدنى للأجور في مصر يبلغ 1200 جنيه (69 دولارا) شهريا، الى أن قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي رفعه الى ألفي جنيه (115 دولارا) أواخر آذار/مارس الماضي.