دعم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السويسري جاني إنفانتينو بقوة زيادة عدد المنتخبات في مونديال قطر 2022 من 32 الى 48، لكن طي صفحة هذا الاقتراح لأسباب عدة أبرزها الظروف السياسية في الخليج، وضعه في موقف حرج قبل أسبوعين من إعادة انتخابه لولاية ثانية.

في العام الماضي، أقر الاتحاد زيادة عدد المنتخبات بدءا من مونديال 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. لكن رئيس الفيفا بدأ بالترويج لطرح تقديم هذه الزيادة الى مونديال 2022، مع ما كانت ستعنيه من تحديات لوجستية وتنظيمية إضافية، رغبة منه في منح فرصة لدول أكثر للمشاركة، وأيضا للعائدات الإضافية التي قد توفرها هذه الزيادة، والتي قدرتها دراسة للفيفا بما بين 300 و400 مليون دولار.

وقال في تصريحات مطلع العام الحالي "اذا كان في مقدورنا زيادة عدد المنتخبات الى 48 وجعل العالم سعيدا، علينا أن نحاول ذلك".

أصدر الفيفا في آذار/مارس الماضي توصية بزيادة العدد، بعد دراسة جدوى أظهرت أن هذه الزيادة ستتطلب استضافة دول مجاورة لبعض مباريات البطولة التي ستقام للمرة الأولى في المنطقة. لكن الطرح كان صعب التحقيق في ظل الأزمة الدبلوماسية الخليجية التي اندلعت مع قطع الرياض وأبوظبي والمنامة علاقاتها بالدوحة في حزيران/يونيو 2017.

ومساء الأربعاء، أعلن الفيفا - قبل أسبوعين من كونغرس له في باريس كان من المقرر أن يتخذ القرار النهائي بشأن الزيادة، وأيضا إعادة انتخاب إنفانتينو لولاية ثانية - الإبقاء على عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022 عند 32 فقط، وبالتالي إقامته في قطر حصرا، كما كان مقررا.

أول انتقاد لإنفانتينو أتى من السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الذي خرج من الباب الضيق على خلفية فضائح الفساد التي هزت الاتحاد الدولي، وانتخب مواطنه خلفا له في مطلع العام 2016.

وقال بلاتر الموقوف ستة أعوام عن مزاولة أي نشاط مرتبط باللعبة، لوكالة فرانس برس "لا يمكننا بنزوة تغيير قرارات اتخذتها اللجنة التنفيذية في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2010" بمنح التنظيم مع 32 منتخبا.

أضاف أن مواطنه "يريد بأي ثمن إقامة كأس العالم في منطقة (الخليج)"، على رغم إداركه لتعقيداتها السياسية لاسيما في الظروف الراهنة.

- إنفانتينو "يوجه صفعة لنفسه" -

واعتبر مصدر مطلع على شؤون الفيفا فضل عدم كشف اسمه، أن "إنفانتينو نجح في توجيه صفعة لنفسه بنفسه".

وأشار مصدر مطلع على الملف فضل أيضا عدم كشف اسمه، الى أن إنفانتينو "كان الوحيد الذي آمن بالفكرة التي تم طرحها من قبل الاتحاد الأميركي الجنوبي ("كونميبول") بناء على طلب من الفيفا".

وتابع "منذ عام لم يأل (إنفانتينو) جهدا في الدفاع عن مشروعه".

تعددت زيارات إنفانتينو الى الخليج بهدف إقناع دوله بأفكاره، ومنها الى الكويت التي تم التداول بها، مع سلطنة عمان، كمضيف محتمل لمباريات في مونديال 2022 بحال توسعته، نظرا لعدم إمكان اعتماد السعودية والإمارات أو البحرين نظرا لانقطاع العلاقات بينها وبين قطر.

وفي دراسة الجدوى التي أعدها الفيفا، توقع الاتحاد أن توفر زيادة عدد المنتخبات عائدات إضافية تقدر بمئات ملايين الدولارات، لاسيما من زيادة إيرادات حقوق البث والتسويق ومبيعات التذاكر.

لكن بعض منتقدي طرح زيادة العدد، لاسيما في أوساط المتخصصين بالتسويق وحقوق البث، اعتبروا أن الأرقام كانت "متفائلة" أكثر من الواقع.

ويضاف طي صفحة زيادة عدد المنتخبات، الى مشاكل أخرى واجهها إنفانتينو في الآونة الأخيرة، لاسيما المعارضة الأوروبية القوية لمشروعه تعديل صيغة كأس العالم للأندية وتوسيعها، وإقامة دوري عالمي للأمم.

في ظل ذلك، تتجه الأنظار الى كونغرس الفيفا في الخامس من حزيران/يونيو، حيث سيكون إنفانتينو المرشح الوحيد لمنصب الرئيس.

ويقول متابع لشؤون الفيفا "سيكون من المثير للاهتمام تبيان ما اذا كانت عملية إعادة انتخابه ستتم بالتزكية أو بالتصويت. في حال كانت الثانية هي المعتمدة، سيكون الامتناع عن التصويت بمثابة تحدٍ له (إنفانتينو)".