إنتقل الحديث عن تأثير النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول في إزالة الحواجز الثقافية، وتقديم صورة إيجابية عن الإسلام في الغرب من مجرد إنطباعات في مقالات أو تقارير صحفية إلى مرحلة الدراسة العلمية، وهذه المرة صدرت الدراسة عن جامعة ستانفورد الأميركية التي تعد واحدة من أهم الجامعات صاحبة الميزانيات الضخمة، والتي تبلغ 6.4 مليار دولار، ويدرس بها ما يقرب من 10 آلاف طالب في مراحل الدراسات العليا، الأمر الذي يؤكد قوتها في مجالات البحث العلمي.

موهبة واعتدال ديني

جامعة ستانفورد أشارت في دراستها إلى أن صلاح المتوج مؤخراً بلقب دوري الأبطال مع فريق ليفربول&صعد نجمه بقوة كروياً وإنسانياً،&فقد انتزع جائزة هداف الدوري الإنكليزي لموسمين متتاليين، ولعب دوراً مهماً في حصول ليفربول على لقب دوري أبطال أوروبا، مما يجعل صورته كلاعب مسلم يجمع بين الإعتدال الديني والموهبة الكروية شخصاً مؤهلاً للتخفيف من حدة&الإسلاموفوبيا.

إختيار علمي

وجاء في الدراسة التي نشرتها الصحافة اللندنية، وبعض أساتدذة الجامعة عبر حساباتهم بمواقع السوشيال ميديا: "قررنا اختبار الطرح الذي يقول إن صلاح نموذج يقلل من الإسلاموفوبيا، على أن يكون هذا الإختبار بطريقة علمية،&وركزنا على 3 مواضيع، وهي تحليل لجرائم الكراهية في المملكة المتحدة بشكل عام، و تحليل التغريدات التي تنتقد الاسلام بين متابعي أندية الدوري الإنكليزي الممتاز "البريميرليغ"، و تجربة استطلاعية لمشجعي ليفربول في بريطانيا على وجه التحديد"

تحليل 15 مليون تغريدة

وفي بقية التفاصيل :"بعد ذلك، قمنا بتحليل أكثر من 15 مليون تغريدة لمتابعي آرسنال ومان يونايتد وإيفرتون ومان سيتي، وذلك بعد فترات طويلة من انضمام صلاح لليفربول، فكانت المحصلة أن تغريدات مشجعي ليفربول التي تنتقد المسلمين تراجعت نسبتها من 7% الى 3% مقارنة بمجموعة تحكم مشابهة"

الإسلام وقيم بريطانيا

وتضيف الدراسة :"&وجدنا أن مجرد معرفة مشجعي ليفربول بتدين محمد صلاح، فقد كان لذلك تأثير في تصوراتهم عن الإسلام، ولكن الرسائل الأخرى لم تؤثر على آرائهم، 23% من الأشخاص الذين شاهدوا رسالة التدين قالوا إن الإسلام متوافق مع القيم البريطانية، مقارنة بـ 18% فقط من مجموعة التحكم، أي أنهم حينما شاهدوا صلاح متديناً معتدلاً، وفي الوقت ذاته يعبر عن موهبته ويتكيف مع المجتمع البريطاني، فإن ذلك مؤشراً على أن الإسلام يتوافق مع القيم البريطانية".

الشخصية أم الموهبة؟

ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة التي أجرتها جامعة ستانفورد الأميركية أن جرائم الكراهية قد انخفضت في منطقة ميرسيسايد التي تضم ليفربول بنسبة 19% منذ انضمام صلاح للنادي كما انخفضت التغريدات المعادية للمسلمين بنسبة 50% بشكل عام،&&وهو ما يمكن القول إنه التأثير الإيجابي للنجم المصري، وهذا التأثير لا يتعلق بالموهبة الكروية فحسب، بل إن له علاقة قوية بالشخصية أولاً ثم الموهبة.