تشهد مدينة تورونتو ترقبا لم تعرفه منذ عقود على المستوى الرياضي، مع اقتراب فريقها رابتورز من تحقيق لقب تاريخي في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، بحال فوزه على ضيفه بطل الموسمين الماضيين غولدن ستايت ووريرز في المباراة الخامسة للدور النهائي الإثنين.

وفي أول نهائي يخوضه منذ تأسيسه قبل 24 عاما، يتقدم رابتورز 3-1، ويحتاج للفوز بواحدة من ثلاث مباريات ممكنة متبقية، لإحراز لقبه الأول ويصبح أول نادٍ من خارج الولايات المتحدة يتوج بطلا للـ "أن بي ايه".

وما يزيد من حماس أهل المدينة الكندية هو أن فريقهم سيتمكن بحال إحرازه اللقب، من كسر سطوة فريق ووريرز الذي يخوض النهائي للمرة الخامسة تواليا، وأحرز اللقب ثلاث مرات في الأعوام الأربعة المنصرمة.

وفي إشارة الى الترقب الذي تشهده تورونتو، بدأ عشرات المشجعين منذ عطلة نهاية الأسبوع في حجز أماكنهم لمتابعة المباراة الخامسة التي تقام ليل الإثنين بالتوقيت المحلي، في متنزه "جوراسيك بارك" القريب من قاعة "سكوشيا بنك أرينا" التابعة للفريق، وحيث ستنصب شاشات عملاقة لبث المباراة بين كواهي لينارد وزملائه، في مواجهة الضيوف من أمثال ستيفن كوري وكلاي طومسون وغيرهم من لاعبي غولدن ستايت.

وعلق لينارد على الحماسة التي يثيرها النهائي في المدينة بالقول "نحن نستمتع بالدعم والطاقة التي يوفرونها (المشجعون) للفريق".

ومن المتوقع أن توزع العديد من الشاشات العملاقة في أنحاء مختلفة من المدينة، بينما ستعمد السلطات الأمنية الى إغلاق عدد من الشوارع المحيطة بالملعب بدءا من صباح الإثنين بالتوقيت المحلي.

وفي إشارة إضافية على ترقب المباراة الخامسة وإمكانية حسم الفريق اللقب على ملعبه وبين مشجعيه، شكلت الهتافات التحفيزية للفريق مثل "هيا رابتورز!"، عنوانا أساسيا في دورة بطولة المفتوحة للغولف التي أقيمت في عطلة نهاية الأسبوع، حيث تم رمي قميص الفريق في اتجاه الإيرلندي الشمالي روي ماكلروي حتى قبل أن يتسلم الكأس.

ولم تشهد تورونتو حماسة مماثلة حيال حدث رياضي منذ عامي 1992 و1993، أي قبل تأسيس رابتورز، حين توج فريق "تورونتو بلو جايز" بطلا لسلسلة "وورلد سيريز" النهائية للبايسبول في أميركا الشمالية.

- "أمر كبير" -

وتلحظ في شوارع المدينة العديد من الإشارات التحضيرية، من شعارات رابتورز المرفوعة في أماكن عدة لاسيما على الشرفات وفي المقاهي والمطاعم، الى قميصه الذي يرتديه العديد من السكان في حياتهم اليومية.

وفي ظل توقع إقبال عشرات آلاف المشجعين الى محيط قاعة الفريق، دعت السلطات - بحسب وسائل الإعلام المحلية - السكان الى محاولة إيجاد وسائل نقل مختلفة وعدم قيادة سياراتهم في اتجاه وسط المدينة ليل الإثنين، تفاديا لزحمة السير المتوقعة.

وأوضحت السلطات المحلية أن خمس قطارات مترو أنفاق و25 حافلة إضافية سيتم توفيرها للراغبين في التنقل هذا المساء. وأشارت بلدية المدينة في بيان الى أنها تحض السكان "الذين عادة ما يقودون (سياراتهم) الى وسط المدينة الإثنين، بتخطيط رحلاتهم بشكل مسبق. يرجى أن تفكروا باستخدام وسائل النقل العام، الدراجات الهوائية، المشي، سيارات الأجرة".

وعلق لاعب رابتورز الكاميروني باسكال سياكام على الترقب بالقول "نعرف أن (النهائي واللقب) أمر كبير ونعرف ما يعنيه بالنسبة لهذا البلد"، مضيفا "ما ساعدنا (على بلوغ هذه المرحلة) هو البقاء متحدين وإدراك الهدف الذي نسعى إليه، والتركيز على المباراة. لا يمكننا التحكم بالباقي".

أضاف "علينا التركيز على المباراة. لا يمكننا أن نركز على الصورة الكبرى المتعلقة بكل شيء، وهذا ما نحاول القيام به في كل مرة ننزل فيها الى أرض الملعب".

في المقابل، رأى زميله الإسباني مارك غاسول أن حماسة المشجعين توفر حافزا للاعبين الذي قدموا طوال أشهر موسما يعد من الأفضل في تاريخ فريقهم. وأوضح "هذا شعور جيد، نوع من الحماسة، الطاقة الإيجابية".

في المقابل، يشدد لاعبون في تورونتو على أهمية الحذر في مقاربة الاحتفال المبكر بلقب لم يصبح في المتناول بعد، على رغم أن الفريق يتمتع بتقدم مريح في الدور النهائي، وبات قاب قوسين أو أدنى من اللقب.

وشدد النجم الآخر للفريق كايل لاوري على أنه يتفهم حماسة المشجعين "نريد أن يكونوا متحمسين، نريدهم أن يكونوا سعداء. نريدهم أن يتمتعوا بالطاقة. لكن لا يزال ثمة عمل علينا القيام به".