تخلص منتخب الجزائر من عقدة ركلات الترجيح التي ظلت تؤرق لاعبيه في كل مشاركة ببطولة كأس أمم إفريقيا منذ ثمانينات القرن الماضي ، بعدما تغلب على منتخب ساحل العاج بركلات الترجيح بعد التعادل في الأشواط الأصلية والإضافية بهدف لمثله ، لينجح في التأهل للدور النصف النهائي .

وكان الجزائريون قد لجأوا إلى ركلات الترجيح اربع مرات خلال تاريخ مشاركاتهم ببطولة كأس أمم إفريقيا، حيث خسروا بواسطتها مباراتين في غاية الاهمية ، وهو ما حرمهم من بلوغ الدور النهائي القاري في دورتين لتتحول إلى لعنة تطارد المنتخب الجزائري خاصة امام المنتخبات الإفريقية غير العربية.
&
هذا وتعتبر البطولة المقامة بنيجيريا عام 1980 هي المرة الأولى التي لجأ فيها الجزائريون إلى ركلات الترجيح، وذلك أمام منتخب مصر في الدور قبل النهائي ، بعدما انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثله، ليتم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لزملاء لخضر بلومي بعدما اهدر كل من مختار مختار و محمد عامر ركلتيهما امام الحارس مهدي سرباح ، لتبلغ الجزائر النهائي الذي خسرته من أصحاب الضيافة بثلاثة اهداف نظيفة.

وفي البطولة المقامة بساحل العاج عام 1984 ، اصطدمت أحلام الجزائر في إحراز لقبها القاري الأول بلعنة ركلات الترجيح في الدور قبل النهائي امام الكاميرون ، بعدما انتهت الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل السلبي ، ليتم الاحتكام لركلات الترجيح التي ابتسمت للكاميرونيين ، بعدما نجح كافة اللاعبين في ترجمة ركلاتهم الى اهداف امام الحارس الجزائري مهدي سرباح ، فيما فشل قائد المنتخب المدافع محمود قندوز في التسجيل امام الحارس العملاق توماس نكونو ، ليخرج "محاربي الصحراء" من البطولة مكتفين بإحراز المركز الثالث بعد فوزهم على مصر بثلاثة اهداف لهدف .

وفي البطولة المقامة بالمغرب عام 1988 ، لجأ المنتخب الجزائري إلى ركلات الترجيح مرتين من أجل حسم تأهله، الاولى كانت في الدور قبل النهائي امام منتخب نيجيريا بعدما انتهت الأشواط الأربعة بالتعادل بهدف لمثله، وخلالها عرفت ركلات الترجيح سلسلة طويلة من تناوب اللاعبين على تنفيذها، شملت حارسي المنتخبين نصر الدين دريد و بيتر روفاي ، فيما كرر بعض اللاعبين تنفيذ ركلاتهم، قبل ان يفشل نجم الكرة الجزائرية لخضر بلومي في التسديد ويمنح بطاقة التأهل للنهائي لنسور نجيريا.

وفي نفس البطولة و خلال المواجهة التاريخية التي جمعت الجزائر بالمغرب في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع ، احتكم المنتخبان الشقيقان لركلات الترجيح ، ليفوز "الخضر" بالمباراة، محرزين&الميدالية البرونزية.

ومن اللافت للنظر بأن فوز الجزائر على منتخب ساحل العاج بركلات الترجيح في دورة مصر الحالية هو الأول على حساب منتخب إفريقي غير عربي ، مما من شأنه ان يخلص كتيبة المدرب جمال بلماضي من سوء الطالع، الذي لاحقهم امام منتخبات غرب افريقيا مثل ساحل العاج و غانا و السنغال والكاميرون التي تشكل دوماً العقبة الأساسية امام منتخبات شمال إفريقيا العربية.