أشعل المهاجم الدولي الفرنسي أنطوان غريزمان الحرب بين برشلونة وأتلتيكو مدريد بطل ووصيف الدوري الإسباني لكرة القدم على التوالي عقب الإعلان الرسمي الجمعة عن انتقاله إلى صفوف النادي الكاتالوني بعدما دفع الأخير قيمة الشرط الجزائي في عقده مع نادي العاصمة والبالغ 120 مليون يورو اعتبرها الأخير "غير كافية".

اعتقد بطل العالم البالغ من العمر 28 عاما والذي كان أعلن في 14 أيار/مايو الماضي مغادرته أتلتيكو مدريد هذا الصيف، أنه قد أنهى أخيرا مسيرته مع الممثل الثاني للعاصمة الإسبانية بعد إضفاء الطابع الرسمي على انتقاله إلى برشلونة حتى عام 2024.

لكن أتلتيكو مدريد الذي تدهورت علاقاته مع الدولي الفرنسي في الأسابيع الأخيرة لدرجة أنه لم يحضر إلى النادي يوم الأحد عند استئناف التداريب الإعدادية للموسم الجديد، رد بقوة على النادي الكاتالوني ببيان أكد فيه إنه "من الواضح أن الاتفاق المبرم بين اللاعب ونادي برشلونة قد أبرم قبل أن يتم تخفيض الشرط الجزائري من 200 إلى 120 مليون يورو" في الأول من تموز/يوليو الحالي.

واعتبر أتلتيكو مدريد أنه "لذلك فإن المبلغ الذي تم إيداعه الجمعة لدى الرابطة الإسبانية لكرة القدم من طرف محامي اللاعب الفرنسي غير كاف"، مشيرا إلى أنه يعتقد "أن فسخ العقد تم قبل نهاية الموسم بسبب الوقائع والأفعال والمظاهرات التي قام بها اللاعب".

وأوضح النادي الذي كان غريزمان يرتبط معه بعقد من حيث المبدأ حتى عام 2023، أنه "بدأ الإجراءات التي يعتبرها مناسبة للدفاع عن حقوقه ومصالحه المشروعة"، دون المزيد من التفاصيل.

وكان أتلتيكو مدريد أصدر بيانا الاسبوع الماضي ندد فيه بـ"عدم احترام" اللاعب والنادي الكاتالوني بعدما تفاوضا سرا على التعاقد في شهر آذار/مارس الماضي في خضم المنافسة على الالقاب هذا الموسم وتحديدا خوض أتلتيكو مدريد لمباراتيه ضد يوفنتوس الإيطالي في ثمن نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وارتفع التوتر بين الناديين بعدما غاب غريزمان عن بداية استعدادات أتلتيكو مدريد للموسم الجديد الأحد الماضي ما دفع الأخير إلى فتح إجراء تأديبي بحق المهاجم الفرنسي.

- رفع تحديات أخرى -

على المستوى الرياضي، يفتح انتقال غريزمان أيضا العديد من الشكوك بالنسبة للمهاجم الفرنسي الذي ترك ناديا حيث كان النجم الوحيد، لينضم إلى برشلونة حيث سيلعب في ظل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ... وربما نيمار، إذا تحققت الشائعات التي تروج في الآونة الأخيرة بخصوص رغبة النجم البرازيلي في العودة إلى كامب نو بعد موسمين مع باريس سان جرمان الفرنسي.

وأكد غريزمان الذي انتقل إلى أتلتيكو مدريد عام 2014 قادما من ريال سوسييداد والذي تأثر كثيرا بالإخفاقات المتتالية للممثل الثاني للعاصمة الإسبانية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، إنه يريد "رؤية أشياء أخرى ومواجهة تحديات أخرى".

في برشلونة، يملك المهاجم الذي لعب 257 مباراة (سجل 133 هدفا) مع أتلتيكو مدريد، فرصا أكثر لحصد الكؤوس، في حين أنه فاز بثلاثة ألقاب فقط مع أتلتيكو هما الكأس السوبر الإسبانية والكأس السوبر الأوروبية والدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

لكن كيف سيتم استقباله في كاتالونيا وهو الذي أتيحت له الفرصة في الموسم الماضي للانضمام إلى برشلونة لكنه أعلن البقاء في مدريد بعد نشره شريط فيديو لم يرق إلى المشجعين الكاتالونيين الذين استقبلوه بصافرات الاستهجان في بداية نيسان/أبريل الماضي في كامب نو خلال مباراة الفريقين في الدوري.

وكانت أولى علامات حسن نية الفرنسي بحسب وسائل الإعلام الإسبانية عندما وافق على تخفيض راتبه السنوي (نحو 20 مليون يورو في أتلتيكو) من أجل حمل ألوان البلاوغرانا مقابل 17 مليون يورو.

من جهته، كان برشلونة بحاجة إلى أسماء كبيرة لينسى وجماهيره نهاية مخيبة للموسم الماضي خصوصا خروجه المذل من مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول الإنكليزي برباعية نظيفة في إياب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا بعد ان تقدم عليه ذهابا على ملعب كامب نو بثلاثة نظيفة، كما خسر نهائي مسابقة الكأس المحلية على يد فالنسيا.

وهي أول صفقة كبرى هذا الصيف لبرشلونة الذي كان تعاقد مطلع العام الحالي مع لاعب الوسط الواعد الهولندي فرينكي دي يونغ (من أياكس أمستردام الهولندي مقابل 75 مليون يورو إضافة إلى مكافآت). وستتحول أنظاره الآن إلى نيمار (27 عاما) الراغب في العودة إلى كامب نو بعدما تركه قبل عامين مقابل 222 مليون يورو.

وستمكن هذه التعاقدات بتجديد صفوف برشلونة الذي أصبح معظم لاعبيه يبلغون سن الثلاثين، لكن سؤالا مهما يطرح نفسه بإلحاح حول الدور الذي سيلعبه غريزمان إلى جانب الـ"إم إس إن" ميسي والأوروغوياني لويس سواريز ونيمار في حال عودة الأخير إلى برشلونة.

وكان ميسي علق على ذلك الموسم الماضي بقوله "غريزمان لاعب رائع. ومع جميع اللاعبين الجيدين، من السهل التفاهم".

وبانضمامه إلى برشلونة، عزز غريزمان التواجد الفرنسي داخل قلعة البلاوغرانا حيث يلعب مواطنوه صامويل اومتيتي وعثمان ديمبيلي وكليمان لانغليه وجان-كلير توديبو الى جانب المدير الرياضي إريك أبيدال.