تحت شعار "مرحبا أفريقيا"، تعطى اليوم الاثنين في الرباط الانطلاقة الرسمية لفعاليات الألعاب الأفريقية في دورتها الـ12، التي تنظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، لغاية 31 أغسطس الجاري.

إيلاف من الرباط: تتميز الانطلاقة الرسمية بتنظيم حفل افتتاحي في المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، سيعكس، حسب المنظمين، "الأهمية التي ستعرفها هذه الدورة كونها تشكل للمرة الأولى في تاريخ الألعاب الأفريقية، محطة مؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها العاصمة اليابانية طوكيو سنة 2020، خاصة أن عدد المنافسات المؤهلة لها تبلغ 17 منافسة".

سبق الافتتاح الرسمي بدء المنافسات، منذ يوم الجمعة، في عدد من الأنواع الرياضية على غرار كرة القدم والجودو؛ أسفرت عن تصدّر مصر متبوعة بالمغرب، ثم الجزائر.

جانب من استقبال وإيواء وتدريبات المشاركين

ورفع المغرب تحديًا كبيرًا من خلال تنظيم هذه الألعاب والإعداد لها في ظرف لا يتعدى ثمانية أشهر، بعد انسحاب غينيا الإستوائية من التنظيم.

وكان رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة قد تحدث في مؤتمر صحافي لتقديم الدورة عن الفوائد التي سيجنيها المغرب من تنظيم دورة الألعاب الأفريقية، سواء على مستوى البينات التحتية أو إعداد أبطال المستقبل. كما استعرض أرقامًا ومعطيات بخصوص المشاركين، الذين سيناهز عددهم الـ 6500 رياضي ورياضية، إلى جانب 1500 من الأطر التقنية والمرافقين ورؤساء الوفود وغيرهم، فضلًا عن ألفي متطوع ومتطوعة سيرافقون المشاركين طوال فترة المنافسات، بحيث يتوقع أن يناهز العدد الإجمالي 15 ألف شخص.&

كما تحدث المسؤول المغربي عن مجموعة أبعاد لتنظيم التظاهرة، مشيرًا إلى بعد سياسي، حيث يتزامن التنظيم بمشاركة 54 دولة أفريقية، مع عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي. ثم بعد أولمبي يتمثل في أمرين رئيسيين: أولهما، تأهيل البنية التحتية لاستضافة منافسات ذات بعد أولمبي بمواصفات أولمبية، الشيء الذي دفع إلى استثمارات لتأهيل البنية التحتية المحتضنة، وبعد ثاني يهم صياغة قوانين الألعاب، خاصة المؤهلة للألعاب الأولمبية.

"مرحبا أفريقيا"... ملصق دورة الألعاب الأفريقية في المغرب

تستضيف مدن سلا والرباط وتمارة والدار البيضاء وبنسليمان والمحمدية والجديدة مسابقات دورة هذه السنة من الألعاب الأفريقية، وذلك "لما تتوافر عليه من بنيات تحتية ومرافق إيواء ملائمة لاحتضان مختلف الأنواع الرياضية المبرمجة برسم هذه الألعاب".

على صعيد المنافسات الرياضية، ستشهد الدورة إدراج 17 نوعًا رياضيًا من أصل 29، في قائمة الأنواع الرياضية المنافسة على حجز بطاقة التأهل للألعاب الأولمبية بطوكيو2020، وذلك للمرة الأولى في تاريخ هذه الألعاب. وتتضمن قائمة الأنواع الرياضية المبرمجة الملاكمة والكرة الطائرة وكرة السلة وتنس الريشة ورياضة التجديف وألعاب القوى والجودو وكرة القدم والمسايفة والشطرنج وسباق الدراجات والكانوي والكاياك والسباحة والمصارعة والكاراطي والجمباز وكرة اليد ورفع الأثقال والرماية الرياضية والقوس والسهم والترياتلون وكرة الطاولة وكرة المضرب والتايكواندو والفروسية وبعبة البلياردو السنوكر.

تسليم الجوائز في إحدى منافسات الجودو

كما يتميز هذا الحدث، فضلًا عن برنامج منافساته الرياضية، ببرنامج ثقافي موازي، تتخلله ندوات ولقاءات فكرية وعلمية في موضوعات مختلفة.

من حفل تسليم الميداليات في منافسات الجودو

تم تنظيم دورة الألعاب الأفريقية للمرة الأولى في 1965 في برازافيل في الكونغو، باقتراح من بيير دي كوبيرتان مؤسس الألعاب الأولمبية، وحصلت مباشرة على الاعتراف من طرف اللجنة الأولمبية الدولية. وهي تهدف إلى "تشجيع الرياضة الأفريقية رفيعة المستوى وتشجيع التبادلات الثقافية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي"؛ و"تشجيع الرياضيين الشباب على تطوير مهاراتهم الرياضية لتمثيل بلدانهم أحسن تمثيل خلال المنافسات الرياضية العالمية"؛ و"تشجيع البلدان الأفريقية على تجويد مهارات رياضييها وذلك من خلال العمل على برنامج رياضي متفق عليه"؛ و"تشجيع الرياضيين الشباب على التحلي بروح اللعب النظيف والاحترام المتبادل، وفقًا للقيم الأولمبية"؛ و"تمكين شباب دول أعضاء الاتحاد الأفريقي من الالتقاء والتعرف إلى بعضهم البعض بغية تطوير روح المواطنة والاندماج الإقليمي لديهم".
&