إيلاف من القاهرة: فعلها ليفركوزن محققاً معجزة كروية بالفوز بالدوري الألماني للمرة الأولى في تاريخه، والإعجاز فيما حدث أنه فعلها على حساب البايرن البطل الدائم للدوري في ألمانيا، كما أن ليفركوزن بطل بلا هزيمة طوال الموسم، فقد حقق الفوز الأحد على بريمين بخماسية نظيفة رافعاً رصيده إلى النقطة 79، فيما يملك البايرن 63 نقطة قبل النهاية بـ 5 جولات.

وجه آخر لاعجاز فريق المدرب تشابي ألونسو، وهو أنه يحقق ذلك في زمن بلا معجزات، حيث يسيطر الكبار على مقاليد الأمور، وخاصة في بطولات الدوري الكبرى بالقارة العجوز، وسيظل الفريق الألماني أمام التحدي الأصعب، وهو الاستمرارية، خاصة أن هناك 9 معجزات سابقة في تاريخ كرة القدم، ولكن غالبيتها لكيانات كروية فازت بلقب ثم ابتعدت عن منصات التتويج.

(1) ليستر سيتي 2016
فعلها ثعالب ليستر سيتي في عام 2016، فقد كان من بين أقل الأندية قيمة سوقية وقدرات مالية، ولكنه انتزع اللقب من كبار انكلترا، وهي معجزة كروية حقيقية في العصر الراهن الذي لا يعترف إلا بالكبار، ومع عقل الإيطالي كلاوديو رانييري، وأقدام الهداف جيمي فاردي ومهارات النجم الجزائري رياض محرز وقفازات الحارس بيتر شمايكل، نجح ليستر في الفوز بلقب البريميرليغ في حدث للتاريخ.

(2) فولفسبورغ 2008-2009
حقق فولفسبورج لقب البوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه مع فيليكس ماجات في موسم 2008-2009 في اعجاز كروي لا ينسى، وهو أشبه ما يكون بما فعله ليفركوزن الآن، ويحسب لفريق فولفسبورغ أنه قدم للعالم بعض الوجوه التي تألقت عالمياً فيما بعد، وعلى رأسهم إيدن دجيكو، وفي الموسم المذكور فاز فولفسبورغ بخماسية على العملاق بايرن ميونيخ.

(3) بلاكبيرن 1994-1995
يطلقون عليه دوري آلان شيرر، وهو النجم الهداف الذي قاد بلاكبيرن للتويج بالدوري الإنكليزي الممتاز في نسخته الحديثة في موسم 1994-1995، وذلك تحت قيادة كيني دالجليش مديراً فنياً.

(4) الدنمارك 1992
من المقاهي لمنصات التتويج، بهذه الطريقة يتذكر التاريخ اعجاز منتخب الدنمارك المتوج بأمم أوروبا 1992، وهي معجزة لها تفسيرها الذي يتعلق بالتحرر من الضغوط، حيث تتأهل الدنمارك إلى كأس الأمم الأوروبية 1992، إلا أن انسحاب يوغوسلافيا بسبب الحرب الأهلية وضع الدنمارك في البطولة ليستمر في طريقه خطوة تلو الأخرى حتى اعجاز التتويج باللقب.

(5) البرتغال 2016
لم يكن المنتخب البرتغالي مصنفاً مع الأبطال، صحيح أنه يوصف بأنه برازيل أوروبا ولكنه لم يكن بطلاً متوجاً، وحقق المنتخب البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو لقب كأس الأمم الأوروبية 2016 في مفاجأة كبيرة على الأراضي الفرنسية بعد الفوز في النهائي على منتخب فرنسا القوي، والمعجزة أنه فعلها على حساب ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وغيرهم من كبار القوم في القارة العجوز.

(6) بورتو 2003-2004
هل يمكن أن يتوج فريق مثل بورتو بلقب دوري الأبطال في الوقت الراهن؟ بالطبع يكاد يكون الأمر أقرب للمستحيل، ولكنه فعلها بقيادة الشاب جوزيه مورينيو الذي قدم نفسه للعالم عام 2004 بهذا الاعجاز الكروي الفريد من نوعه، وهي كما توصف دائماً معجزة تاريخية بعقل "سبيشل ون" على حساب موناكو.

(7) أتلتيكو مدريد 2013-2014
من يفوز بلقب الدوري الاسباني على حساب برشلونة وريال مدريد وهما في قمة سيطرتهما على البطولة هو فريق اعجازي، لذلك يمكن اعتبار تتويج "أتلتيكو سيميوني" كما يطلقون عليه بلقب الليغا عام 2014 من أهم الأحداث في تاريخ كرة القدم دون مبالغة، ولا يزال الأتليتي هو النادي الوحيد الذي تحصل على الليجا خارج القطبين خلال السنوات الأخيرة، وهي تجربة كروية ملهمة للجميع.
(8) تشيلسي 2011-2012
لا يمكن القول إن تشيلسي كيان كروي صغير، ولكن ما سبق التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2012 هو الاعجاز في حد ذاته، فقد أقال رومان إبراموفيتش المدرب البرتغالي أندريه فياش بواش من تدريب الفريق بعد الهزيمة من نابولي بثلاثة أهداف لهدف في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وعين روبيرتو دي ماتيو بصورة مؤقتة، ولكن هذا البديل "المؤقت" حقق هذا المجد الكروي مع "البلوز" وقادهم للتويج القاري، ولم يكن تجاوز برشلونة ميسي وغوارديولا حدثاً عادياً، وكذلك التفوق على البايرن في النهائي.

(9) اليونان 2004
هل هي المفاجأة الأكبر والأضخم في تاريخ كرة القدم؟ البعض يراها كذلك، فليس سهلاً أبداً أن تتوج اليونان بلقب بطولة أمم أوروبا في وجود جميع المنتخبات العملاقة، وكان للمدرب العبقري أوتو ريهاجل الدور الأكبر في منح المجد لليونان بطريقته الدفاعية والاعتماد على المرتدات والكرات الثابتة، هدف نظيف على فرنسا ثم التشيك في نصف النهائي ونفسه على أصحاب الأرض في بنفيكا بالنهائي أهدى اللقب لليونان.

(10) اعجاز ليفركوزن 2024
بالطبع هو التعريف العصري للاعجاز الكروي، فقد انتزع لقب الدوري الألماني بلا هزيمة، وذلك بعد فوزه في 25 مباراة والتعادل في 4 مباريات، واللافت في الأمر أن ليفركوزن تأسس قبل 119 عاماً، ولم يسبق له الفوز بلقب الدوري ، كما أنه مرشح قوي للفوز بكأس ألمانيا، وكذلك يورويا ليج في موسم سيكون اعجازياً بالمعني الحرفي للكلمة، ويظل التحدي الكبير أمام فريق المدرب ألونسو هو الاستمرارية في المواسم القادمة، وعدم رحيل اللاعبين المميزين لأندية كبرى أكثر مقدرة على دفع الرواتب الكبيرة.