كأي محاولة للتغيير والتجديد لابد أن تُواجَه بردود أفعال مختلفة ما بين مؤيِّد ومعارض، سواءً على صعيد الأفراد أو المجتمعات والدول، منهم من يعزف على وتر العادات والتقاليد والآخر يجيد العزف على وتر العواطف الدينية.&
في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال نلاحظ أنه عند قيام الدولة رعاها الله بإتخاذ عدد من القرارات التي تهدف إلى مصلحة ورفاهية المواطن والنهضة بالوطن والانفتاح على العالم، نجد من يأتي ويتشدَّق بقول الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملتهم)، ذلك على أساس أن الدول العربية والإسلامية أكبر همومها اليهود والنصارى لكي تسعى إلى نيل رضاهم!! هذا الأحمق ومن يتَّبعونه من المغفَّلين يفترضون أموراً ليس لها وجود على أرض الواقع، فقط في مخيِّلتهم التي لا زالت تعيش في التاريخ. وقد أجاد وأحسنَ ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عندما شخَّص طبيعة مرض هؤلاء ووضع العلاج المناسب والفعَّال وهو:&
"العلاج بالصدمة".
ما لايدركه هؤلاء أنه ومنذ القرن 17 حتَّى العصر الراهن لم يَعُد الغرب يولي أي اهتمام للدين، فجميع دول أوروبا دول مدنية لا وجود للدين كقانون وتشريع في دساتيرها أي مفردة أو مادة.
ربما سيطرح أحدهم السؤال التالي:
هل يعني أن هذهِ الآية غير صحيحة؟&
أقول: أنا كمسلم يستحيل أن يتبادر إلى ذهني هذا الأمر، لكن المؤكَّد أن المقصود من الآية جميع المتعصِّبين في كل الأديان، حتَّى المُتعصِّب المسلم تنطبق عليه هذه الآية، فالمسلم المُتعصِّب كذلك لن يرضى عن اليهود والنصارى ولا عن غيرهم من الهندوس والبوذية...إلخ.
هل الرئيس ترامب على سبيل المثال يهمه أن تتحوَّل دول الخليج إلى المسيحية؟
هل الرئيس ماكرون يسعى إلى نشر المسيحية في العالم العربي والإسلامي؟&&
بالطبع لا يهمهم هذا الأمر إطلاقاً، بل ربما أنهما وغيرهما من زعماء تلك الدول لم يدخلوا الكنيسة إلا مرة واحدة وهي أثناء تعميدهم عند ولادتهم.
خلاصة الموضوع: يجب أن تتوقَّف هذهِ الإسطوانة، فالسعودية مستمرة في مسيرة التغيير والتقدُّم، ولن تبالي بأصوات البائسين الذين لا يمتلكون سوى الصراخ في مواقع التواصل الاجتماعي واللعب على العواطف الدينية، وقد قالها وأعلنها الأمير محمد بن سلمان بشكل واضح وصريح:&
"لن يوقفني إلا الموت".