لم يكن المسلسل السوري "تاج" من بطولة الفنان تيم حسن والذي يعرض على معظم الشاشات التلفزيونية العربية خلال الموسم الرمضاني الحالي، الأول الذي يحكي قصة بطل رياضي، بل سبقه الكثير من الأعمال الدرامية والسينمائية العربية التي تناولت هذا الموضوع بأساليب مختلفة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضة والأبطال الرياضيين في الثقافة العربية. وقد شهدت السنوات الأخيرة إنتاج عدد من المسلسلات والأفلام التي تبرز قصص نجاح وتحديات الرياضيين، سواء أكانوا من نجوم كرة القدم أو من أبطال الرياضات المختلفة. وقد أسهمت هذه الأعمال في إلهام جيل جديد من الشباب لمتابعة أحلامهم الرياضية والسعي لتحقيق التميز في مجالاتهم.

قصة المسلسل السوري "تاج" تأخذنا في رحلة عبر الزمن إلى فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، حيث نتابع مسيرة بطل الملاكمة الذي يجسده الفنان تيم حسن. ويعرض المسلسل تحديات وصراعات البطل داخل وخارج حلبة الملاكمة، موازيًا بين نضاله الشخصي والوطني. من خلال شخصية البطل، يستعرض المسلسل قيم الشجاعة والتضحية والإصرار على مقاومة الظلم والتغلب على المحن. "تاج" ليس مجرد عمل درامي يروي قصة فردية، بل هو تجسيد لروح الأمة في وجه التحديات التاريخية والاستعمارية.

لقد كانت الرياضة حاضرة في السينما العربية، حيث قدمت في 16 فيلماً، فجرى تناول كرة القدم في 12 فيلماً، و4 أفلام تناولت الفنون القتالية.

أمَّا قصة "الرياضي"، أول أول فيلم عن الرياضة بالسينما العربية وعرض عام 1937، فتدور حول شاب إسكندري يحلم باللعب في فريق "الاتحاد" لكرة القدم، ويفشل في تحقيق حلمه، ما يجعله يتجه لتبني موهبة كروية ليصل به إلى صفوف الفريق الأول بالنادي، وليكون أحد نجوم الفريق.

وفي الإطار الكوميدي نفسه والحبكة الدرامية، تناول "كابتن مصر" قصة شاب ينتمي إلى الطبقة الفقيرة، ويحلم بأن يكون لاعب كرة قدم، لكن أهله يعارضونه، وهو من بطولة إسماعيل ياسين (1954).

وحول لاعب كرة مشهور يخوض تجربة عاطفية تتسبب في تراجع مستواه الرياضي، تدور أحداث فيلم "حديث المدينة"، من بطولة لاعب كرة القدم الراحل عصام بهيج، وعرض عام 1964، وأيضاً أحداث فيلمي "رجل فقد عقله" لعادل إمام (1980) و"غريب في بيتي" لنور الشريف (1982).

إقرأ أيضاً: الفرق بين المدرب العربي والأجنبي

وعن التشجيع الجماهيري بكرة القدم، يدور فيلم "الدرجة الثالثة" (1988)، فيما تناول فيلم "الزمهلاوية" التعصب الكروي بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك (2008ّ).

وسلطت السينما المصرية الضوء على كرة القدم بشكل إيجابي بعيداً عن الهزلية الكوميدية من خلال فيلم "العالمي" (2009)، حول قصة صعود لاعب كرة قدم يصل إلى العالمية، بطولة يوسف الشريف، أما محمد عادل إمام، فأعاد تدوير اسم "كابتن مصر" بعد ستة عقود، حول لاعب سيئ الحظ يدخل السجن، فيقرر أن يشكل فريقاً محترفاً لكرة القدم من زملائه المساجين.

وعن الكفاح من خلال الملاكمة، جسد أحمد زكي مسيرة صعود لاعب من حارة شعبية إلى العالمية وتحقيق البطولات الدولية في فيلم "النمر الأسود" (1984)، وقدم حمادة هلال فيلم "حلم العمر" (2008).

إقرأ أيضاً: مهزلة التعليق الرياضي

ومن أجل الثأر لمقتل أسرته، يقرر أحمد رمزي تعلم الفنون القتالية ولعبة الكاراتيه في فيلم "الأبطال" (1974)، أما أحمد الفيشاوي، فيحلم بالوصول إلى العالمية في لعبة الكونغ فو، لكنه يصطدم بالواقع المجتمعي الذي لا يهتم إلا بكرة القدم، ما يسبب له الإحباط، وعرض الفيلم عام 2005.

وأخيراً، الفن والرياضة يمثلان جوانب متعددة للإبداع والأداء البشري. كلاهما يعبر عن الجهود الجماعية والفردية، ويحتفل بالتميز والجمال في أشكاله المختلفة. الفن، بأشكاله المتنوعة، ينقل المشاعر والأفكار ويحفز التفكير النقدي والتعاطف. من ناحية أخرى، الرياضة تعزز الصحة البدنية والذهنية، وتشجع على الروح الرياضية والعمل الجماعي. في جوهرهما، كلاهما يسعى لإثارة الإعجاب وإلهام الآخرين، سواء أكان ذلك من خلال لوحة فنية مذهلة أو من خلال أداء رياضي استثنائي.